ناصر موحا
بينما كانت حلقات السبحة تدور بين اصابع رئيس الحكومة المغربية عبد الاه بن كيران وهو يتباهى امام بارونات الاقتصاد العالمي بمنتدى دافوس بكون حزبه من الاطراف الرئيسية التي حققت( اجهضت) حلم التغيير ببلاده ، كانت مأذونيات النقل ( لاكريمات) تتقاطر على لاعبي ومسيري فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم مرسولة من عش الدنابير المخزنية ومختومة بخاتم الاعتاب الشريفة .
كان خطابه يسبح في بحر الاوهام بالمنتجع السويسري بينما الممارسة السلطوية تمرغ ترهاته في وحل البركة الرباطية الآسنة ٠ هناك امام عدسات الصحافة الدولية يعطي رئيس الحكومة درسا لدول العالم في كيفية انجاز ثورة سلمية في خمسة ايام وبدون جماهير ويدعو شعوب الارض والمجرات الاخرى للاقتداء بالتجربة المغربية ٠ وهنا وراء الاسوار العالية وسراديب الذئاب يعطي رئيس الدولة مثالا على وصفة اسرع طريقة لتفهم مميزات نظام اوتوقراطي ريعي بدون ادوات التحليل السياسي والاقتصادي ٠
هل هي الصدفة ام أنهم قدروا كل شئ بحساب ؟
منذ ان اجلسهم شيفون الحسن الثاني الابرز الوزير ادريس البصري على مائدة المشهد الحزبي المغربي اواسط تسعينيات القرن الماضي ظل حزب العدالة والتنمية يعد المغاربة بمحاربة الفساد بلاهوادة واسلمة الدولة والادارة وكل مايدب فوق الارض وماتحت الماء ومافوق السحاب متى اختاره الناخبون لتولي مسؤولية التسيير فقط (اما مسؤولية الحكم فلم يطلب بها مطلقا في اية لحظة من وجوده ). كان الناخبون السذج التواقون للتغيير والمهيجون ببضع سور قرآنية حورت من سياقاتها وأحاديث نبوية بجودة من الدرجة الثالثة ينتظرون قلب الطاولة على جذور الفساد كما وعدوا بذلك . لكن بعد سنتين ونصف من تبوء رئاسة الحكومة تبين للجميع أن اخوان بن كيران لايستطيعون حتى الاشارة بالاصبع لهؤلاء الناهبين للمغرب فأحرى أن يحاسبوهم على جرائمهم التي امتدت لعقود طويلة . وكأن مكر السياسة أرادهم أن يكونوا مجرد شطاب او شيفون مابعد 20 فبراير 2011 اقتداء بعرابهم ادريس البصري وضامنهم عبد الكريم الخطيب .
من هم لوبيات الفساد والنهب ياسعادة رئيس الحكومة ؟
إنهم التماسيح والعفاريت ياسادة !!
هل انت رئيس حكومة لبلد في القرن الواحد والعشرين ام مؤلف كتاب كليلة ودمنة لتتحدث بلغة الحيوانات وممالك الجن والاشباح ؟
انا أعرف أنهم موجودون في كل دواليب الدولة وأعرف اين يهربون ثروات المغرب ولكنهم زئبقيون يستحيل القبض عليهم لذلك لن اقول شيئا الا الله اهديهم ...
هل هذا هو البرنامج الانتخابي الذي أوصلك لرئاسة الحكومة وقطعت به الطريق على الربيع الديمقراطي ؟
سنقول لك من هم ياسعادة رئيس الحكومة وسندلك على عناوينهم لكن اترك السبحة اولا حين تتحدث عن السياسة ، فلايمكن أن تسبح بحمد الله وفي نفس الوقت تفاخر الامم بحب رئيس الدولة ورضاه عليك .
طوال توليكم الحكومة ظل وزراءك ينبشون في لوائح كل المستفيدين من الريع المخزني وكان الشعب ينتظر ماستسفر عنه كشوفاتكم وغزواتكم والى اي مدى تستطيعون الذهاب . بعد اشهر من الانتظار والتشويق كشفتم عن لائحة صغار المستفيدين من ماذونيات النقل دون أن تستطيعوا الكشف عن دينصورات رخص نهب البحر والشواطئ والمقالع وكأنكم تقبضون على سارق بيضة لتتستروا على سارق ضيعة دجاج . بمعنى تمخض جبلكم فولد أقل من الفأر . وحتى لائحة اصحاب لاكريمات النقل توقف مصيرها في مجرد النشر ، لامتابعة ، لاتحديد المسؤوليات ، لاإجراءات ، والوووووو .وكأن الحكومة لايتعدى دورها سوى الكشف عن اللوائح كأي منبر إعلامي وكفى .
لن نحملوكم مالاطاقة لكم به ونطالبكم بالكشف عن كبار اللصوص مادمتم أمرتم (بفتح الالف او ضمها ) بالعفو عماسلف ، اللي دا شي الله اربحو به وطويتم صفحة الماضي وأعلنتم أن المحاسبة ستبدأ من الان فصاعدا .
في بحر هذا الاسبوع توصل لاعبو الرجاء بماذونيات النقل اي لاكريمات من القصر الملكي موقعة من طرف الجناب الشريف الملك محمد السادس . اللاعبون لايعانون من الفقر المذقع ياسيادة رئيس الحكومة حتى تشفع لهم بذلك بل منهم من يملك مشاريع لايحلم تسعين في المائة من المغاربة بالحصول عليها ولو امتد عمرهم لقرنين من العمل المضني .
هل لديك ولدى وزيرك في التجهيز او اي وزير آخر في حكومتك ذرة من المروءة او الشجاعة او المسؤولية أن يشرح لنا هذا السلوك الملكي وفي اي خانة من عفاريتك وتماسيحك يصح وضعه ؟ القصر الملكي يوزع الريع بالعلالي وانتم تحنقزون بلا حياء امام البرلمان وامام شاشات التلفزيون وفوق منصات انصاركم متوعدون بمحاربة الريع والمحسوبية والنهب . تستحق المؤسسة الملكية الاحترام لأنها منسجمة مع طبيعتها كمؤسسة فوق القانون ولذلك فهي تشتغل بمنطق المافيات ، أحيانا تغذق العطايا حتى على الغرباء واحيانا تقسو حتى على أحد اعضاءها لكنها دوما وفية لعهودها المنسجمة مع مصالحها . ينبح وزراء الحكومة والحكومات المتعاقبة لكن القصر ماكايدير غير اللي فراسو . فهل من عفاريت أكبر منكم ياإخوة وانتم تتبدلون وتتلونون عشرات المرات في اليوم الواحد حفاظا على كرسي وثير لمؤخراتكم المنهوكة ؟؟؟
فعلا مصرون على محاربة ،ليس الريع والفساد والاستبداد ، بل الامل في مغرب حر وديمقراطي الذي سقاه الحراك الفبرايري بدماء وعرق شبابه الشجعان حتى غدى اقرب الينا من حبل الوريد . فبئس صنيعكم وبئس من صنعوكم ...