حماد البدوي
لو كانت كاميلا فاييخو(25 سنة) و رفاقها جيورجيو جاكسون (26 سنة)، كارول كاريولا (26 سنة) و كابريال بوريك (27 سنة)، مواطنين مغاربة لكانوا جميعهم يقبعون في بعض سجون البلاد العديدة؛ و لو كان إسماعيل الأحمر (سجن القنيطرة) و حسن كوكو (سجن مكناس) و محمد ايت الرايس (سجن فاس) و طارق حماني (سجن تازة) و محمد المودن (سجن مراكش)... مواطنين تشيليين لكانوا، ربما، قد إستلموا مقاعدهم البرلمانية اليوم 11 مارس من سنة 2014.
كاميلا و جيورجيو و كارول و كابريال و إسماعيل و حسن و محمد آيت الرايس و طارق و محمد المودن يشتركون جميعهم في نفس السيرة الذاتية: هم شباب و يساريون و من وجوه الحراكات الطلابية في بلديهم خلال السنوات الأخيرة. كاميلا و رفاقها قادوا الحراك الطلابي الموحد بالتشيلي سنتي 2011 و 2012، و هو الحراك الذي ساهم في إحداث تحول سياسي و إجتماعي نوعي في البلاد؛ و الشباب المغاربة السجناء شاركوا في نضالات الحركة الطلابية المغربية و قادوها فضلا عن إنخراطهم في النضالات الشعبية التي أطلقتها حركة 20 فبراير منذ سنة 2011.
لكن كاميلا و رفاقها التشيلين إستلموا مقاعدهم كنواب برلمانيين لأنهم يعيشون في وطن أنجز قدرا من التحول الديمقراطي بفضل نضالات متواصلة، بينما يقبع مناضلو الحركة الطلابية المغربية في السجون ، مثلما حصل مع رفاقهم من الرعال السابقة، لأن عجلة التغيير في البلاد بقيت عالقة حتى إشعار آخر.
كاميلا فاييخو، رئيسة فدرالية طلبة جامعة التشيلي في سنة 2011، عُيّنت في لجنة التعليم داخل برلمان البلاد للمساهة في القيام بالتغيير الضروري على السياسة التعليمية الطبقية التي ناضلت ضدها خلال السنوات الماضية، بينما يخوض بعض نظرائها المغاربة في أحد سجون البلاد إضرابا عن الطعام منذ أسابيع قد يترك على أجسادهم و نفوسهم عاهات مستحكمة.
مع ذلك يجب الإقرار بأن التشيلي ليس هو المغرب، و في هذا الشأن يمكن التوقف عند أهم خصوصيات نضال الطلبة التشيليين، الذين صار بعض قادتهم نوابا في البرلمان، و المتمثلة في نضالهم الموحد وطنيا. و تلك مهمة لا تزال مؤجلة في الحالة المغربية. فليكن إذن يوم 23 مارس بالعاصمة الرباط بداية لمسار نضالي طلابي مغربي موحد.