عبد العالي ناعيم
"لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع في جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمني من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفي المزايدة، وقصاد الحق لا طالبي السلطان وأنصار الحكمة لا محبي الحكم، وأتوجه الى المستقبل قبل الحاضر" فرج فودة، قبل السقوط

أطلت علينا بعض الأصوات المتشدقة بالانتساب لتجربة الطلبة القاعديين وقبلهم تجربة
.الطلبة الجبهويين في العديد من المواقع بالعديد من الإتهمات، في سياق زعيق قديم/جديد
وهذه الأصوات محسوبة بالأساس على بعض الفصائل التي تدعي إنها يسارية من داخل الجامعة،تفرعات "البرنامج المرحلي " على الخصوص.
مما دفعني لمحاولة توضيح بعض النقاط ووضعها على الحروف وكشف النقاب على الأقنعة التي مافتئث تتعض للممارسة النقابية الأصيلة المبنية على قاعدة " وحدة – نقد – وحدة " بالتشويه ،سواء عن قصد أو غير قصد. ولكي لا نجر القلم إلى لغة القذف و الشتم التي يحترفها أصدقاؤنا هؤلاء، سندع القلم يأخذ مجراه، وستكون هده المساهمة البسيطة مساهمة نقدية لتصور هؤلاء عن النقابة ووظفتها. ان تجربة ا لطلبة القاعديين تعتبر من ارقى التجارب التي افرزتها الحركة الطلابية ألمغربية لأنها اتت كإجابة عن الممارسة البرقاطية التي خلفها المؤتمر 16 لأوطم،ليس فقط لإمتيازها بالتصور الديمقراطي بل لإمتلاكها الإجابة الميدانية ودلك باشراك الجماهير الطلابية في اتخاد القرارات وتصريفها من خلال بنية تنضيمية قاعدية تنطلق من لجن الأقسام وصولا الى الجمع العام كأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر.

في مفهوم النقابة وجد لية العمل السياسي و النقابي

" منظمة طبقية حقيقية للبرولتاريا تخوض البرولتاريا في صفوفها نظالاتها اليومية ضد الرأسمال، وتكون لها بمثابة مدرسة" نقد برنامج غوتا ماركس انجلس ص45

إوطم نقابة عمالية أو طلابية؟
تعتبر النقابات العمالية طفرة نوعية كبيرة في تنظيم البروليتاريا، بوصفها أوسع المنظمات التي توحد جماهير الشغيلة بصرف النظر عن انتمائهم الحزبي أو الديني، وتعتبر الماركسية تشكيل النقابات تقدما هائلا تحرزه الطبقة العاملة وذلك عبر الانتقال من التشتت والتفرق إلى بداية الاتحاد الطبقي (كانت النقابات في مستهل تطور الرأسمالية تقدما هائلا للطبقة العاملة، على اعتبارها انتقالا من تشتت وعجز العمال إلى باكورة اتحادهم الطبقي (لينين – مرض "اليسارية" الطفولي في الشيوعية ص 27)، ليكون بعد ذلك أعلى أشكال اتحاد البروليتاريا الطبقي هو حزب البروليتاريا الثوري (الذي تؤلف إحدى ركائزه التنظيمية، الطلائع العمالية و البروليتارية).
إن الرهان على النقابات العمالية في التغيير الثوري غير كاف (إننا لا نعتبر الارتباط "بالجماهير" عن طريق النقابات أمرا كافيا. فقد أسفرت تطور الأمور عندنا في مجرى الثورة عن نشوء مؤسسة كمؤتمرات العمال والفلاحين غير الحزبية، ونحن نسعى بكل الجهود لدعمها وتطويرها وتوسيعها، وذلك لنتتبع مزاج الجماهير ونقترب منها ونستجيب لطلباتها لينين مرض "اليسارية" .. ص: 25)، رغم دورها الكبير في النضال ضد الرأسمال و تنظيم الإنتاج في مرحلة الدولة الاشتراكية.
غني عن التعريف أن النقابات قد شكلت ذلك التطور النوعي لجماهير العمال في الانتقال من حالة عدم الانتظام التام إلى الشكل البدائي للتنظيم، الشكل الأدنى و الأبسط و الأسهل منالا أي إلى النقابات بالذات (كما يسجل لينين في مرض اليسارية ...ص30). لأن تنظيم الجماهير و ضمنهم أساسا تنظيم العمال شرط أساسي للتقدم في النضال من أجل الحرية و الإنعتاق. و لأن النقابة، نقابة لكافة الفئات المستغلة من أجل تحسين شروط حياتهم، فهي مفتوحة لجميع المضطهدين، و لا تشترط الإنتماء إليها رغم كونها عمالية الانتساب بالضرورة للماركسية و في هذا الصدد نورد موقف لينين ممن يتشدق بالشيوعية وبطيش الجمل الثورية [بينما لازال دعاة من يدعون شيوعيون يساريون ثوريون ماركسيون لينينيون يرفضون، أشكال التنظيم البدائية و يريدون اختراع تنظيما خياليا من صنع الخيال من الأوهام البرجوازية زاعقين الجماهير و ديكتاتورية البروليتاريا. بل ويتمادون في طيشهم وممارستهم اليسارية الطفولية بأن يجعلوا من الاعتراف بخط الماركسية اللينينية وديكتاتورية البروليتاريا شرطا للانتساب... ] (نفس المصدر لينين أعلاه).
أمام هذا الموقف والنزوع المدمر، للصبيانية اليسارية المرفوضة حتى لدى النقابات العمالية ناهيك عن النقابة الطلابية، [يكفي التذكير عما سبق ما هتف في وجه أمثالهم لينين قائلا: " لا يمكن تصور طيش أكبر، وضرر أكبر من ذلك يلحقه بالثورة، الثوريون "اليساريون" فلو أردنا نحن في روسيا بعد سنتين ونصف من الانتصارات التي لم يسبقها مثيل على البرجوازية ودول الوفاق، أن نجعل "الاعتراف بالديكتاتورية" شرطا للانتساب إلى النقابات، لارتكبنا حماقة ولقوضنا تأثيرنا على الجماهير، ولساعدنا المناشفة ذلك لأن كل مهمة الشيوعيين هي أن يكونوا قادرين على إقناع المتخلفين، قادرين على العمل بينهم، لا أن يضعوا بينهم وبين هؤلاء سياحا من الشعارات الصبيانية "اليسارية المختلفة" (مرض"اليسارية" الطفولي في الشيوعية: ص 30-)31.

إوطم عن أية نقابة يتعلق الأمر؟

" الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو منظمة نقابية ينتظم فيها الطلبة وممثل شرعي لهم .أية علاقة قد تربط المضمون النقابي للنضال الطلابي المكافح بالمضمون السياسي التقدمي للتغيير الجذري؟"

هل هي نقابة عمالية (أفرادها مندمجين مباشرة في مسلسل الإنتاج أم هي نقابة طلابية متعددة ومتنوعة الانحدارات الاجتماعية والأصول الطبقية غير مرتبطة مباشرة بمسلسل الإنتاج)؟ النقابة العمالية يمكن أن تجمعها علاقة سياسية بحزب البروليتاريا بل تشكل طلائعها ومناضلي الحزب الثوري لتنظيم البروليتاريا إلى جانب الجماهير الكادحة من عمال وفلاحين صغار، التنظيم أو المعبر السياسي عن المهمة التاريخية لتجاوز الرأسمالية الاستغلالية على طريق الثورة الاشتراكية (انظر لينين حول النقابات). ويبقى هذا الطرح حسب المنظور اللينيني لا يلغي دور النقابات في النضال من أجل تحسين أوضاع العمال المادية ودون السقوط في مفهوم النقابة الضيقة أو الاقتصادوية. قد يسري نفس المنظور على النقابة الطلابية ، انطلاقا من موقعها الخاص و الشروط العامة لتطور الصراع الاجتماعي .
المنظمة الطلابية إوطم، منظمة نقابية أولا و ليست هلاما و تجما عائما، ليست بداية تشكيل أو اختراع لنقابة في طور التأسيس، هي نقابة تاريخية، بتاريخ حي بجذوره ورصيده النضالي والكفاحي. ساهم إوطم عبر تاريخه في تمثيل كل الطلبة المغاربة بالداخل والخارج وعقد مؤتمراته بانتظام كبير (رغم فترات القمع الأسود والحظر القانوني) وقدم مناضلوه تضحيات جبارة للدفاع على مصالح الطلبة. إن النهل من الماركسية اللينينية لا يعني تحويل إوطم، نقابة لكافة الطلبة إلى تنظيم شبه جماهيري لحزب أو جماعة ما. كما أن الفهم الخاطئ لمنظور العمل النقابي وخلط العمل الطلابي بالعمالي، والفهم الرديء لعلاقة الحزب أو الفكر الماركسي للعمل الجماهيري وعلى رأسه الطلابي، خلف لدى البعض ممارسات فوضوية تفريطية وتخريبية ساهمت بشكل كبير في تعطيل المسيرة الطلابية و عزل الحركة بشكل فظيع. وقد ولدت هذه الممارسة لهذه الجماعات نزعتين يمينيتين واستئصاليتين .
- استخدام النقابة وتوسلها كتنظيم شبه جماهيري ملحق لتيار سياسي (لم يولد بعد ؟؟؟)
- تحريف وضرب العمل النقابي الأصيل لإوطم لتكريس الحظر وتهريب النقابة، عوض تعميق جماهيريتها وتصليب عودها وتنظيم النضال الطلابي للظفر بالحقوق المادية والمعنوية للطلبة والانخراط في النضال الشعبي الجماهيري والصراع الاجتماعي العام .
تصدم الحركات الاحتجاجية في النضال من اجل مطالبها الاجتماعية بالحدود السياسية التي تطيقها.وبالتالي تعدو المطالب الاجتماعية قضايا جوهرها سياسي ويصبح الخط الاجتماعي نضال سياسي عام من اجل التغيير الديمقراطي الاجتماعي.
　　　　فالحركة الطلابية لعبت تاريخيا، دور المفجر للتناقضات الأساسية بين النظام ألمخزني الرجعي والجماهير الشعبية على صعيد قضية التعليم. وهذا لا يعني أنها تقوم نيابة أو مقام الجماهير في تحطيم و إسقاط النظام، فهذه مهمة القوى الجذرية ودور الطليعة المؤهلة تاريخيا واجتماعيا للقيام بذلك (أي حزب البروليتاريا الثوري المستند لتحالف العمال والفلاحين). ولكنها أكيد في تعزيز مركز نضالها النقابي التقدمي في مواجهة المخططات التصوفية يتقوى طبيعيا موقعها النقابي ألمطلبي ويساهم في تجذير النضال الاجتماعي العام ( في جدلية التطور النوعي الذاتي- الموضوعي والنقابي السياسي).


.
الحركة الطلابية : بين الفهم المشوه لمنظمة طلابية والتحريف للعمل النقابي الأصيل

يجب الانطلاق بادئ ذي بدء بمسلمة أساسية هي أننا بصدد موضوع يتعلق بنقابة (نقابة بشكل عام و إوطم بشكل خاص) وليس حزب، إن الحزب له أهداف وإستراتيجية وخط سياسي وإيديولوجي وبرنامج معبر عن مصالح طبقية معينة (مصالح بورجوازية أو مصالح عموم الجماهير الشعبية الكادحة على رأسها الطبقة العاملة) تتصارع على السلطة لخدمة هذه المصالح، بينما النقابة تختلف بشكل عام عن الحزب لأنها ليس من دورها الاستيلاء على السلطة وحتى في السيرورة الثورية وفي البناء الاشتراكي، يوجد موقعها ما بين الحزب الشيوعي والدولة (انظر لينين حول النقابات ).

إلا أن جوهر الإشكالية المرتبطة بالحركة الطلابية والتي يتفادى طرحها، رفاقنا محترفي الجمل الثورية هو السؤال المرجعي الأساسي:
- أية نقابة نحن بصدد الحديث عنها والعمل فيها؟؟؟
- وماذا نريد بإوطم كمنظمة طلابية؟
لأن الإجابة على على الأسئلة الجوهرية الأساسية أعلاه تتناسل وتتجلى فيه كل الإشكالات النظرية والعملية للممارسة النضالية من قبيل: ما هي طبيعة هذه المنظمة ( حزب، نقابة، جمعية، نادي...)؟ ما هو الفرق الذي يوجد بين منظمة نقابية جماهيرية عمالية و أخرى طلابية ؟ بين منظمة سياسية بتنظيماتها الموازية وتنظيم شبه جماهيري تابع لتنظيم سياسي؟ إن إزالة حالات الغموض والتشوش والتشويش المجتر و المتخفي منذ سنين حول إوطم، نقابة الجماهير الطلابية و أداة دفاعها الذاتي، لا يمكن أن يبدد إلا بالإجابة على الإشكالات الجوهرية لفهم طبيعة وموضوع النشاط النضالي والدور المفروض في المكونات الطلابية المناضلة في إطاره. إن أي تيار نقابي يحمل على عاتقه النضال والانتصار لمصلحة الحركة الطلابية ويضع مصلحة الجماهير الطلابية فوق أي اعتبار، يجب عليه أن يعي و يتماثل أولا طبيعة الفئة الاجتماعية المرتبط بها (فئة اجتماعية انتقالية، فئة اجتماعية تنحدر من شرائح وطبقات اجتماعية متنوعة، رغم أن أغلبيتها من الطبقات المحرومة. فئة اجتماعية مرتبطة بحقل يطغى عليه البعد الإيديولوجي في عملية إعادة إنتاج الإيديولوجية السائدة...).
إن أي تيار نقابي ملتزم بهذا المنظور و أي فصيل ديمقراطي تقدمي محكوم عليه أن يطرح من بين مهامه المركزية الأساسية الدفاع على المصالح المادية والمعنوية لهذه الفئة. بحكم كذلك ارتباط هذا القطاع النقابي موضوعيا بنتائج السياسة العامة للبلاد المتمفصلة موضوعيا وقضايا الشعوب من أجل التحرر والديمقراطية. فبحكم هذا الانتماء لا يمكن أن يبقى هذا القطاع معزولا في قوقعة نقابة ضيقة تتهالك بدون العمل على خرطها في النضال العام، لأن هذا النضال في تقويته و الالتحام بمعركة النضال من أجل الحرية و الديمقراطية يقوي موقعه من أجل تحقيق مصالحه و حقوقه و يساهم في تحسين الشروط العامة لعموم الجماهير التي يبقى جزأ منها. إن هذا الربط المكين ما بين تثبيت مبدأ العمل النقابي الأصيل وصيانة الخط التقدمي والكفاحي هو الذي بإمكانه فتح الطريق في إرساء القواعد الجماهيرية القاعدية المنظمة والموحدة لخوض معارك النضال الطلابي والمساهمة في النضال من أجل التغيير الديمقراطي المنشود ضد السياسات اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية.

من أجل خط نقابي سديد وتقدمي ومنظمة طلابية موحدة وراسخة جماهيريا
إن الوحدة النقابية هو التجسيد الفعلي للمصلحة العليا للحركة الطلابية ضد أي خيار تصفوي تعددي وتقسيمي (هو خيار إقبار إوطم).
لكن هناك وجه آخر لعملة التصفية والتمزيق (غير القوى الرجعية الظلامية أو الممخزنة) وإذا كانت الوحدة النقابية لا تنفي أبدا الصراع، الصراع على واجهتين تتطلب الإتقان النضالي فيهما: الواجهة النقابية التنظيمية والواجهة الفكرية والسياسية، إلا أن البعض يحاول تغليب منطق الصراع والنقد "المدمر" على الوحدة لخوض هذه المعارك.
وإذا كنا كلنا مقتنعين ببديهية، أن الجامعة مؤسسة ايديولوجية (بنية لإعادة إنتاج الإديولوجيا السائدة للنظام) ومعترك طبيعي للصراع الفكري داخلها بل وطبيعي، وإذا كنا واعين اشد الوعي أن خوض الصراع الناجح ضد الإيديولوجيات الرجعية (الليبرالية، الظلامية... ) المعادية لقيم العدالة، الحرية والديمقراطية، تتطلب هذا تغيير موازين القوى في الساحة الجماهيرية الشعبية ونشر الوعي لرص صفوف أوسع القواعد الطلابية، لأن وحدة الصف الطلابي هو صمام الأمان و نقطة الإرتكاز لانتزاع وصيانة حقوق الطلبة من أجل المساهمة من موقعها في مواجهة الإيديولوجيات الرجعية.
إن العمل الوحدوي هو الإجابة العلمية والموضوعية لانطلاق النضال الجاد ولفتح الآفاق للحركة الطلابية، فوحدة الانتماء لإوطم والدفاع عن المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للطلبة هو تجسيد أولي للعمل الوحدوي بين تيارات الحركة الطلابية والجماهير الطلابية وهذا ينتج عنه موضوعيا العمل على وحدة الصف الطلابي، الوحدة الفعلية الأرقى لمواجهة المخططات .
　　　　كما أن من الأسس أو جدلية النقد والوحدة والثوابت المنهجية للعمل النقابي الجماهيري الديمقراطي هو اعتماد معادلة الوحدة والنقد بشكل علمي مبدئي ونضالي في معالجة وتوجيه التناقضات والمواقف النضالية، ويعني هذا المبدأ أولوية الوحدة والحرص الدائم على صيانتها بين جميع المكونات وبلورتها عبر النقد أو ممارسة النقد لتأسيس وحدة أرقى أي الوحدة على أساس برامج نضالية للحركة الطلابية. إن هذا التوجه الوحدوي النقابي هو خلاصة تجربة إوطم في العمل المتجاوز للفهم المقلوب نتيجة تقييم تجربة نقد- وحدة- نقد- و الإسقاطات التي سادت في فهم العمل النقابي الديمقراطي الجماهيري الذي يستند إلى مبادئ و أهداف تخدم مصلحة فئة أو فئات اجتماعية، وفهم للعمل السياسي الذي يستند إلى خط إيديولوجي وسياسي وتنظيمي له بعده الطبقي، مما أدى إلى التهميش النسبي للتناقض الرئيسي مع النظام التعليمي والتناقض الثانوي في الاختلاف البرنامجي الخاضع للصراع الديمقراطي و القابل للتدبير و التجاوز في إطار الوحدة.
　　　　فطبقا للمعطيات والشروط الحالية، رغم عنفوانها وتوسع نضالاتها، لازالت ترزح الحركة الطلابية تحت ضغط النضالات الظرفية والجزئية الشيء الذي يضعفها ويجعلها في موقع الدفاع الدائم لتحظى مؤقتا ببعض المكتسبات دون الانبثاق في حركة هجومية منظمة ومهيكلة لخوض الصراع بموازين قوى جديدة.
　　　　وهذا يطرح بإلحاح غياب الطرف الجدلي المهم في الفعل النضالي العام، ألا و هو مسألة التنظيم، و التنسيق الوطني المندمج في خطة موحدة و منظمة ضاغطة و وازنة (الاشارة هنا للمبادرة الأولى في عملية التنسيق الجاري :معركة 23 مارس 2014 بالرباط).
　　　　إن التنظيم كعملية نضالية ليس قفزة معزولة عن الحركة الجماهيرية و النضال على المطالب الطلابية، بل هو في نفس الوقت نتيجة و منتج لهذه الحركة "كالعملة ذات الوجهين، لا عملة لوجه بدون آخر". فتنظيم الحركة الطلابية هو جزء لايتجزأ من تصاعد نضالاتها الذي لن يعمل التنظيم هنا إلا على تقويتها و توسيعها، مما يعدل من وضع موازين القوى لصالحها، و يبرزها كقوة قادرة على فرض و انتزاع مطالبها. و بالتنظيم يتعزز مركز النقابة لمواجهة المخططات التخريبية في ميدان التعليم و يضمن حماية قوية لوجودها و صيانة لدورها في التغيير العام.
　　　　و بالتالي فإن إعادة البناء القاعدية و تجذير البعد التنظيمي الجماهيري الديمقراطي المعتمد على الانخراط و المساهمة العملية لأوسع الطاقات الطلابية هو التوجه الديمقراطي و الخيار النضالي السديد لاستعادة و انتزاع المشروعية العملية لأوطم. هذه العملية متمفصلة ضمنيا مع ضمان وحدة الصف الطلابي عملا بمبدأ وحدة-نقد-وحدة، الهادف لتعزيز الوحدة الطلابية و المصلحة العليا للطلبة و ليس نسفها و التفريط فيها. او استخدامها تحت طائلة شعارات وادعاأت للتفريق وتمزيق الصف الطلابي الذي تجاوز حدوذ الاختلاف وتعداها ليصل لمداها عبر نشر و زرع العنف والارهاب بالجامعة .
　　　　لهذا يبقى شعار إعادة بناء إوطم من القاعدة للقمة، هدف مركزي مباشر للحركة الطلابية. عملية بناء إوطم هي مهمة مركزية لبناء منظمة نقابية موحدة بمبادئها الأربع لعموم الجماهير الطلابية (ليس منظمة شبه جماهيرية تكميلية وتحريضية لعمل مركزي إيديولوجي وتقسيمي تقزيمي و وصائي).
إن أفق النضال من أجل بناء إوطم، منظمة نقابية للطلاب، مهمتها الأساسية والمركزية الدفاع عن المصالح المادية والديمقراطية للجماهير الطلابية، لا يتناقض مطلقا بين وظيفتها هاته المركزية وبين ربط نضالها النقابي بالنضال الديمقراطي العام للتعبير الشعبي. إن الدفاع عن الخيار النقابي الأصيل وتسديده لخدمة المصالح الفعلية للطلبة هو معركة نضالية كبرى لإنقاذ إوطم من التشويه والتحريف والوصاية البيروقراطية التقسيمية والتضخيم الثوري لنقابة شبه جماهيرية (أو نقابة طلابية ثورية).