موقع ينايري ينشر يوميات طفل نحيف إسمه محمد المسعودي الذي عاش طفولته بين أحضان اسرته الفقيرة بقرية تائهة في خلاء زاكورة ، واحدة من أكثر مناطق المغرب تهميشا قبل أن يصبح ، بعد معاناة سيزيفية طويلة ، أحد ألمع محاماة المغرب الذين يؤازرون ضحايا الاستبداد في مملكة محمد السادس . بوح أراده أن يكون تلقائيا وصريحا مع قراءه ومفيدا لأجهزة الدولة إذا ما عجزت عن فهم بعضا من الاجزاء التي شكلت شخصيته الحالية .

كل ما استطعت تجميعه عن أصولي عبر الحكايات الشفهية لشيوخ القبيلة والوالد والام وكل العائلة ان عائلة الام والأب ينتميان لنفس الفخدة اولاد يحيا دوو عروق عربية حسب الزعم . كانوا يتعاطون للترحال وأتوا لواد درعة من واد الساورة والدورة بالجزائر ليستقر اجدادي من الأب بقبيلة لكعابة قصر اولاد أيوب بزاكورة .معروف عن جدي انه كان يتعاطى لتعطارت ، يعني عطار يملك حمارا يضع عليه تجارته البسيطة ويتنقل بين الدواوير المحادية للقبيلة . كل يوم بدوار معين يعرض فيه منتوجاته الجد بسيطة والتي يقايضها في غالب الأحيان بالتمر او الشعير او القمح او الحناء وسائر المنتوجات الفلاحية المحلية التي يعيد فيها البيع بالسوق الأسبوعي ليشتري حاجياته من العطرية والفنيد والحلي المحلية... وبالتالي فتاريخيا عرف عن عائلتي حتى يومنا هذا ، نظرا لتعاطيها للتجارة بعلاقاتها الخاصة مع اليهود القاطنين بالمنطقة على طول واد درعة الى حدود تخوم مراكش التي استقر بها بعض أعمام الوالد الى يومنا هدا خصوصا بمناطق الزات تغدوين أيت زياد تديلي وغيرها . بل هناك بعض الروايات تقول بأن أصول جدي له امتدادات يهودية ولهذا السبب ربما ينادون علينا وعلى أبناء عمومتي لحد الساعة بأولاد جودارا وهو جد يهودي تقول الحكاية انه كانت له بنت وأصبحت عانس واضطر لتزويجها لإحدى جدودي ومن ثم انطلقت الحكاية والرواية.
جدي المباشر معروف باسم لحسن بلهدية محبوب لدى الجميع ذو بنية قوية أتوفر على صورة وحيدة له ساعممها عليكم فيما بعد أنجزت له في السبعينيات قبل مماته بشهور قليلة. ابي ابنه الأخير من زوجته الاولى التي توفيت وأبي يرضع في ثديها حسب رواية الدوار ليتزوج الجد من جديد ويخلف بنات . و نضرا لعدم تقبل زوجة الجد الجديدة للوالد اضطر جدي لنقله راجلا بمعية دابته الى أحواز مراكش (360كلم) وهو لازال صغيرا عند اخوانه المستقرين هناك لوجود احدى عمات الوالد الكفيفة وزوجة احدى أعمامه التي لم يكن لها اولاد آنداك الى ان اصبح راشدا يرعى الغنم والبقر ويقوم بكل الأشغال الفلاحية ويلتقي بجدي مرتين او ثلاث في السنة .ولازال يحكي لي الوالد كيف كان يتعلق بجدي عند قدومه لزيارته باحواز مراكش وكان يترجاه الا يتركه مع أعمامه وبأنه يريد الدهاب معه الى الصحراء ونضرا .ولخوف الوالد من تركه خلسة يضطر بالليل الى النوم مع جدي وإدخال رجليه بين رجليه وعناقه بكلتا يديه حتى لايتركه لكن في كل مرة كان الوالد يستفيق ولايجد الا السراب وتكررت معه الحكاية مرات عديدة الى ان اصبح يافعا وانتقل مع أخيه الى البيضاء للعمل وهو لازال قاصرا . تنقل بين كل المهن والحرف لكنه عمل بشكل كبير في توزيع الماء على المنازل بالمدينة القديمة حيت لازال الوالد الى يومنا هدا يتذكر كل دروب وازقة ومنازل المدينة القديمة بأسماء سكانها من بوسبيل بوشريط السقاية لبحيرة ... كما عمل لمدة طويلة بالمرسى وما ادراك ما العمل بالمرسى في ستينيات القرن الماضي التي لا يلجها الا العتات ودوي البنيات القوية والبأس الشديد لكون المقابل المادي كان مجزيا حيث العمل كان مع النصارى .
لازال الوالد يتدكر وبفخر مشاركته في انتفاضة 1965 بالبيضاء ولازال ليومنا هذايحمل وشما بسيطا على جبهته لإحدى رشات الرصاص الحي الدي اطلق عليهم وانتقامه من الجنود الدين كانوا يملؤون الشوارع. ويفتخر كدلك بانتمائه في الستينات للاتحاد المغربي للشغل ولازلت أتوفر على احدى بطاقات عضويته سانشرها فيما بعد.
في احدى زيارات الجد لأبنائه بالبيضاء خير الوالد بين الربح او الخسارة وبالتالي الدهاب معه الى البلاد لتزويجه وهو لم يبلغ بعد التامنة عشر من العمر ولكون الوالد يريد رضاه استجاب للطلب الامر .دهب للزواج من احدى بنات القبيلة لكن الزواج لم يدم طويلا لكون زوجة جدي صعبة المراس حسب رواية الوالد الدي ضلت علاقته جيدة عن بعد بطليقته ليتم وبعد مدة طويلة تزويجه بالوالدة . تتدكر بأنها في احد الايام وهي تلعب مع بنات وأولاد الدوار قرب منزلهم رأت عمي الأكبر علي الدي تعرفه بحكم كونه هو الآخر عطار ويتردد على دوارهم زاوية ملال باستمرار والدي يبعد عن دوار الوالد بعشرة كلمترات رأته يدخل الى منزلهم هو وبعض الرجال لتعلم فيما بعد انهم أتوا لخطبتها وهي لازالت ابنت الحادية عشرة من العمر ....بدأ أذان المغرب خليوني نمشي ناكل واحد اشويا والى الغد... باي.