في المغرب لايخلو يوم دون نشر خبر على جرائده الورقية وعلى العالم الافتراضي عن معتقل سياسي مشارك في مسيرة سلمية هنا او مختفي عن الأنذار بسبب نشره لمقال لاذع لمسؤول كبير هناك أو مطاردة مواطنة او مواطن لمجرد انه عبر عن حلمه علانية بمغرب لايشبه مغربه الحالي . في مملكة العلويين الشريفة اليوم عشرات الرعايا شبابا وكهولا يقبعون وراء زنازن مكيفة ومجهزة بكل ماجادت به التكنولوجيا الحديثة . يأكلون من الطعام مالذ وطاب لم يتذوقه قط من هم خارج جدران السجون الضيقة ، لدرجة التخمة مما دفع مجموعة منهم بسجن فاس الذي يصنف في سجون من فئة خمسة نجوم بالدخول في إضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم منذ 43 يوما متتابعة .وبدوره يدخل الاعلام الغربي وجمعياته التي تعاني من البطالة في بلدانها فيملؤون الدنيا ضجيجا وصراخا ويتهمون الدولة المغربية بأبشع نعوت التحقير والتخلف والاستغلال مع ان موائدهم مليئة بماطاب من منتوجاتها وشركات راسمالييهم الذين يغرقون أسواقها بكل المنتوجات من طائرات ف16 و صواريخ من صنف الغبرة الممتازة الى لقاحات فاسدة او لم تجرب قط .
شخص واحد في المغرب يعيش وحدته القاتلة ولااحد يفكر في التضامن معه لإطلاق سراحه . هذا الشخص ليس عالم نووي وضعت عليه امريكا واسرائيل الفيتو كي لايخرج ابدا ولا الارهابي الكبير أيمن الظواهري الذي لم يعرف بحق الاخوة وتنكر للسادة الذين نفخوا في دميته حتى اصبحت بالون سهل الفرقعة متى انهوا لعبة الغميضة معه رفقة اتباعه العمي البكم الذين لايبصرون .
إنه الرجل رقم واحد ، او فوق كل الارقام ، بالمغرب الذي تسبح باسمه الملايين وتتمسح بتلابيب جلابيبه الملايين وتدعو له وعليه الالوف كل صباح ومساء . من نال رضاه فقد فاز في الدنيا فوزا عظيما في عمله وتجارته ، ومن نزلت عليه لعنته فقد خسر دنياه المغربية واصبح من المفلسين . انه الملك محمد السادس بلحمه وعظمه وما يرمز اليه من تاريخ اجداده الهاربين من بطش اخوتهم المشارقة كأي مرتزقة تمسكنوا ،وحين تمكنوا فجروا حكرة الاهل في الذين أطعموهم من جوع وآمنهم من خوف .
الملك مسجون بين اسوار سميكة محصنة لاتخترقها ابدا صراخات رعاياه التي لاتتوقف ليل نهار ، وحين يتنقل بين الناس فالقصر العامر يسلمه لقصر مشارجي ومن قصر يحرسه الجن لقصر لايحرسه الا ملائكة حسان وغلاظ . وسط الجموع التي تتبرك بطلعته البهية يرفع اياديه كأي غريق يطلب النجدة من شعبه ، لكن هذا الاخير افهموه على التلفزيونات التي لايراها ابدا أن الملك يحييهم وعليهم برد التحايا بأحسن منها . أحيانا ييأس من وضعه كسجين غير معترف به من طرف اية جهة حقوقية فيحاول تمويه سجانيه ليشم نسائم الحرية ورائحة خبز الفقراء من رعاياه ولو للحظات . وإذا ماتسرب الخبر للصحافة تتدخل الاجهزة المحصية لأنفاس المغاربة لتفسره على ان فعل السليت جاء برغبة من العاهل المفدى للتقرب من رعاياه ولتفقد احوالهم كما يحدث في قصص الملوك المتسلطين مع رعيتهم المدلولة تماما كأحداث رواية "الساندريلا" التي تحولت الى عائشة رمادة مع موجة المغربة .
الملك معتقل مأساوي ،يعيش اعتقاله لوحده ، يمضي على قرارات مصيرية تحت الاكراه او بالنيابة ووحده سيتحمل اي فشل يتلوها . الملك جعلوه أكبر بورجوازي وإقطاعي بالمغرب مع أنه لايعيش إلا من راتبه الذي خصصته له الدولة ولايتحرك الا بالمزانية التي رصدت له من اموال رعاياه . الحاكمون خلف الستائر جعلوه قميص عثمان يمسحون به دماء وآثار الجرائم التي يقترفونها ويوم تأتي ساعة الحساب التي لاريب فيها ينقلبون عليه معلنين الانشقاق ويلتحقون بالثوارن فتطوى صفحاتهم السوداء . اما القلة منهم فيجمعون حقائبهم المملوءة وعائلاتهم ويتركون البلد دمارا وخرابا وملك تلتف حول عنقه المشانق من كل الجهات ، والا لماذا يرفضون ان يتقاسموا معه السلطة بكل نجاحاتها ومساوءها ؟ لماذا يتصدون لكل المنادين بفصل السلط وتحديد المسؤوليات ويصرون على ان يظل الملك حاكما بأمر الله الذي تتجمع كل السلط تحت رجليه وكل المصائب .
الملك يصرخ بصمت وحيدا خلف جدران الجلالة والمهابة والقداسة . يريد ان يكون كأي حميد لامبا . يضحك بتلقائية . يأكل البابوش في اي درب بدون مطاردات هوليودية . يريد أن يخاطب الشعب بتلقائية وبدون خطب محنطة مخشبة . الملك يريد أن يكون إنسانا لايعبد ولايهان ولايسجن .
فاطلقوا سراحه ياديناصورات المصالح والمضاربات ...
يامن يتحكموا في مصائر الشعوب بنقرة "نفذ " على لوحة التحكم خلف الكواليس .