موقع ينايري ينشر يوميات طفل نحيف إسمه محمد المسعودي الذي عاش طفولته بين أحضان اسرته الفقيرة بقرية تائهة في خلاء زاكورة ، واحدة من أكثر مناطق المغرب تهميشا قبل أن يصبح ، بعد معاناة سيزيفية طويلة ، أحد ألمع محاماة المغرب الذين يؤازرون ضحايا الاستبداد في مملكة محمد السادس . بوح أراده أن يكون تلقائيا وصريحا مع قراءه ومفيدا لأجهزة الدولة إذا ما عجزت عن فهم بعضا من الاجزاء التي شكلت شخصيته الحالية حسب ماذكره في تقديمه .
ارتباطي بمهنة المحاماة مند الطفولة ربما ولده لدي القهر والمعانات والتهميش والإحساس بالإقصاء والضلم اتجاهي كطفل واتجاه كل المحيط العائلي والقبلي الدي كان يعيش على الهامش ويعاني من كل آفات وضواهر الإقصاء والتخلف والأمية والتي اتضح لي من خلال متابعتي لبعض الأفلام والمسلسلات عبر تلفاز الجيران بالأسود والأبيض والدي يثم تشغيله بواسطة بطاريات السيارات (باتري) والدي لم يدخل للدوار الا في سنوات التمانينيات تبين لي من خلال هده الأفلام انني ان استطعت ان أكون محاميا يمكن ان احارب هده الضواهر السلبية التي أعاني منها بمعية كل أبناء المنطقة وهو الوعي الدي ساهم في ترسيخه الاهتمام المبالغ فيه من قبل الوالد خلال الفترات القليلة التي كان يقيم فيها بين ضهرانينا بالأخبار عبر المدياع بالإذاعة الوطنية وهنا لندن باداعة الهيئة البريطانية ولازلت اتدكر انه كلما دقت الساعة الثامنة ليلا او صباحا والواحدة بعد الزوال والحادية عشرة ليلا يصبح ممنوعا علينا في المنزل الحديت او خلق الضوضاء الا بعد انتهاء الاخبار عبر المذياع لان الوالد لم يكن يسمح حتى للدباب بالطنين وما ادراك ما الدباب بواد درعة بالصيف وخصوصا اثناء جني التمار هدا الاهتمام من قبل الوالد بأخبار السياسة والمعانات التي واكبت طفولتي ومشاركتي في المرحلة الابتدائية في الأنشطة المسرحية وإلقاء الأناشيد بالمناسبات الوطنية وخصوصا احتفالات عيد العرش وما ادراك ما عيد العرش آنداك بالاضافة الى الاهتمام الجنيني الدي تولد لدي في مرحلة الإعدادي بالعمل الجمعوي ومتابعة الندوات التفافية والمشاركة فيها ليقع لي حدت في السنة الخامسة ثانوي رسخ لدي فكرة أهمية ان أكون محاميا دلك ان الوالد في أواخر التمانينات وبداية التسعينات قام بنقل كل العائلة الى سهول دكالة وبالضبط بنواحي سبت سايس سيدي اسماعيل باستثنائي انا وأخي ادريس الدي سنفقده نتيجة حادثة سير قاتلة وهو يبلغ من العمر 17 سنة حيت بقيت انا وإياه بزاگورة نتابع دراستنا رافضين الانتقال الى دكالة والتي وجد بها الوالد عملا يتجلى في حراسة وحرت وزراعة وحصد منتوجات أراضي احد أعيان المنطقة المقيم في الدار البيضاء ورعاية كدلك مواشيه وابقاره وكل ما يرتبط بالعمل الفلاحي والزراعي مقابل خمس المنتوج (خماس) او نصف المنتوج او المبيع من الأغنام والماشية ان كان الوالد هو من يصرف عليها غير انه في العطل الدورية والصيفية كنت بمعية اخي ادريس ننتقل عند العائلة بدكالة لاعانتهم في الرعي وجني المحصول الزراعي وفي يوم من الايام وقع شجار بين الوالدة واحد بنات الدوار لكونها كانت ترعى إبقارها في فلاحة الوالد ليتطور الامر الى تبادل للضرب والجرح شاركت فيه شخصيا بمعية الوالد والوالدة وأختي وثم تحرير شواهد طبية من الطرفين وإنجاز محاضر قضائية ليحال احد الجيران وأخته والوالد والوالدة الى النيابة العامة لتقديمهم امام وكيل الملك وبحكم انني اكبر الأبناء والبنات والاكتر تقافة ونضجا رافقت الوالد والوالدة للمحكمة ودخلت معهم الى المكان المخصص للمتهمين رغم انني لست طرفا في النزاع لان الطرف الآخر لم يدخلني في الشكاية رغم انني فعلا اعتديت عليه وعنفته لانه حاول الاعتداء على الوالد وحيت ان انتضارنا طال بهدا المكان في انتضار الاستماع للأطراف مما جعلني أغادر المكان بين الفينة والأخرى دون استئذان من رجال الأمن الدين يحرسون المكان وفي احدى لحضات مغادرتي لمكان الحراسة اتار الامر احد رجال الأمن الدي اعتقد انني احد المتهمين المقدمين آنداك والمتهم بسرقة دجاجة وانني احاول الفرار ليوقفني ودون سؤالي من أكون وماهو سبب تواجدي هناك قام بصفعي بشكل قوي ودون صابق اشعار او اندار وهي الصفعة التي لم أستطيع نسيانها ماحييت اولا لقوتها ولكوني لم أكن انتضرها وكدلك لأنني تلقيتها امام والديا والطرف الخصم والعموم وانا الدي كان ينضر لي من طرف القبيلة بأنني المتقف والواعي بحقوقه وواجباته ودون ان أكون مخطئا او مدنبا الامر الدي جعلني احتج وأعلي صوتي على رجل الأمن وأطالب بانصافي ورد الاعتبار لي بطريقة اتارت انتباه وكيل الملك والمحامين المتواجدين بالمكان( درت الفوضى اوصفي) حتى اصبح الشرطي يستعطفني كي أتوقف عن الصياح والمطالبة بالإنصاف مما حدا بوكيل الملك بالمناداة علي واستفساري عن الامر وأسباب تواجدي واعيد عليه القصة ويعتدر لي شخصيا نيابة عن الشرطي ويخصص لي مكان مع المحامون في انتضار عرض ملف الوالدين عليه والدي طلبه وأعطاه الأولوية وبجلوسي بقرب المحامون وشعوري بالاحترام الدي كانوا يعاملون به من قبل النيابة العامة والشرطة القضائية والعموم ترسخت اكتر في دماغي مدى أهمية ان اصبح محاميا في المستقبل ... الى الغد ونكمل الحكي حبيباتي احبائي