1 )من حسنات الخطاب الذي القاه ملك المغرب محمد السادس بمناسبة مرور 15 سنة على تمرير العرش بالوراثة اليه بعد وفاة ابيه الحسن الثاني ، هو أنه حسم وبشكل رسمي في الاجابة عن سؤال مركزي ظلت الخرذة البورجوازية المغربية تجيب عنه بالنفي والتجاهل خلال الخمسين سنة الاخيرة كلما سئلت عنه شعبيا او حزبيا او اكاديميا حتى . هل المغاربة ينتجون الثروة ؟ نتذكر جميعا تصريح لعبد الرحيم الحجوجي في برنامج تلفزيوني في الفترة التي تولى فيها رئيسا للوبي الباترونا المعروفة " بالاتحاد العام لمقاولات المغرب " مابين 1994 و2000 في تعليقه على سؤال من صحفي حول مشكل توزيع الثروة بالمغرب ، حيث قال بالحرف " على الذين يطالبون بالتوزيع العادل للثروة أن يخلقوا الثروة اولا لأنه لايعقل أن تطالب بتوزيع شئ غير موجود " . ممثل الباترونا لم يكن يتحدث باسم تنظيمهم فقط بل كان يعكس مواقف المؤسسة الملكية التي ظلت ولازالت تتحكم في كل قراراتهم وفي الفريق الذي سيسرها في كل انتخاباتها الداخلية .
اليوم اخيرا إعترف رئيس الدولة والباترون رقم واحد في البلد أن الثروة موجودة بعد أن اثبتت له المؤسسات الدولية ذلك ، أما كل صرخات النقابات والاقتصاديين المغاربة فلم يسمع لهم احد ، وأنها لم توزع بعدل . وأصبح النقاش بالتالي متقدما والاسئلة الانية أصبحت هي ماهو حجم هاته الثروة واين ذهبت ؟
مصداقية أي مسؤول خاصة إذا كان من حجم ملك المغرب الذي تستحوذ المؤسسة التي يرأسها على صناعة القرار السياسي وتتربع شركاتها على عرش المؤسسات الاقتصادية بالبلد ، تبدأ منه أولا وتفرض عليه الاجابة عن الاسئلة الجريئة التي طرحت في خطاب العرش . ليس المطلوب عليه أن ينبش في ملفات الاف الشركات المستثمرة بالمغرب ولا البحث عن ملايين الارصدة البنكية المفتوحة في الداخل والخارج لأن العملية معقدة وتتطلب إرادة وقوة لسنين طويلة لذلك فهي ليست اولوية . عليه أن يستدعي سكرتيره الخاص منير الماجدي لمكتبه ويطلب منه بكل جدية وصرامة : اولا جرد كامل ودقيق لكل الاصول العقارية والشركات والودائع البنكية التي تملكها الاسرة العلوية بالاسم او عبر الوسطاء منذ رحل جده محمد الخامس سنة 1961 . وثانيا يطلب منه تدوين العمليات التجارية الكبيرة السرية والعلنية ، القانونية منها والمتلاعبة بالقانون طوال تلك الفترة . بعد انتهاء العملية سيخاطب الملك شعبه بكلمة تاريخية نقترح ان تكون مثلا :
"شعبي العزيز ، باعتباري ملكا واميرا للمؤمنين وامينا على اراضيك وممتلكاتك وسيادتك وخديما من اجل رفاهيتك . ولأني حريص على ان تكون العلاقة بيننا مبنية على الصدق والشفافية فقد إرتأيت أن اكون أول من يصرح بممتلكاتي وممتلكات افراد عائلتي لقطع الطريق عن الغوغاء والعدميين وأعداء الوطن المتربصين بأمنه واستقراره ولأفتح عمليا هذا الورش الضخم المعنون اين ذهبت ثرواتكم..." بدون خطوة من هذا القبيل سيظل مضمون خطاب الملك الاخير نوع من واستدحاش شعب الفقراء بأسره .
هل يعقل أن يسأل صاحب ثروة بوأته صحف وجهات كثيرة سابع اغنى زعماء العالم ، عن مصير ثروة شعبه ولاأحد غيره ومقربيه يعرف حجم ثروة أسرته الملكية وشكلها واين تستثمر ؟
كيف إنتظر 15 سنة كاملة كملك و20 سنة كولي للعهد ليكتشف حجم البؤس الذي يعيش فيه قرابة نصف ساكنة المغرب لعدم استفادتهم من ثروات المغرب وهو الذي لم يترك قرية ولا مدينة لم يزرها منذ 35 سنة ؟ وهو الملك الذي يشرف شخصيا على توزيع قفة رمضان لاتتجاوز قيمتها 20 درهما منذ 1999 ؟
كيف يريد محمد السادس ان توزع الثروة على المغاربة بشكل عادل والمؤسسة الملكية الغنية من الاصل تتلقى من خزينة الدولة ميزانية سنوية تفوق ميزانية اربع وزارات حساسة وهي وزارة الفلاحة ووزارة الثقافة ووزارة العدل ووزارة التجهيز ؟
هل غاب عن فخامة الملك الذي "صدمه" هول ماشاهده اخيرا من فقر ان زوجته المصونة أنفقت مثلا 5 ملايين دولا مقابل ساعة لهو سخيفة ، وهو الخبر الذي سننشر تفاصيله قريبا ، وهو نفس المبلغ الذي تتباهى الدولة بارساله كمساعدة لغزة المنكوبة بينما تصول وتجول في العالم لاستجداء المنظمات الدولية لتمويل مشاريع جمعيتها لمحاربة السرطان ؟
لو طرح رئيس الاوروكواي المحترم موخيكا الذي يعيش في منزله المتواضع واكتفى باجر شهري لايتعدى مليون سنتيم رغم أن الدخل القومي لبلاده حسب الفرد هو 16300 دولار بينما ناتج الدخل لدى المغربي لايتجاوز 3100 دولار سنويا ، نفس سؤال الملك في خطابه لثقنا بنواياه دون تردد لأن اسلوب حياته يعكس ذلك دونما تنميق خطابات او فرقعات للاستهلاك . اما وأن يطرحه ملك يكلف انتقاله مثلا داخل الرباط من إقامته نحو مكتبه أكثر من 40 مليون سنتيم حسب رد الوزير السابق ادريس البصري بسخرية لصحفي بباريس سأله هل اجر الملك الشهري هو 40 مليون سنتيم ، فهذا يصنف في خانة الطنيز السياسي والاديولوجي ويتجاوز كل حدود الاستهزاء والاستخفاف بعقول شعب بأسره .
2) في نفس الخطاب تحدث محمد السادس بطريقة غير مباشرة عن اخطاء ارتكبت أثناء حكمه لكنه لم يشر بالاسم لا لنوع الاخطاء ولا للجهة المسؤولةعن ذلك ، هل الملك نفسه أم المسؤولين الذين كلفهم أم الاثنين معا ؟ ماجدوى الاعتراف باحتشام بارتكاب خطأ لاحق للشعب في معرفته ومعرفة مرتكبيه لمحاسبتهم او الصفح عنهم وتفادي اعادة ارتكابه ؟
في كل مرة تصل وضعية قطاع او مؤسسة او شريحة من الشعب لوضع ميئوس من ترقيع بشاعته او انقاذه تخرج المؤسسة الملكية بخرجة محسوبة لتقول إنني لم أكن على علم و ترمي المسؤولية لجهة تختارها كحائط قصير وتدفع ببضع مسؤولين للمقصلة كاكباش فدية وتطوى الفضيحة ومريضنا ما عندو باس وحفظ الله خادم البلاد الامين .
3) بإلقاءه خطاب العرش 2014 المتميز بالسؤال الكبير حول مآل الثروة الوطنية يكون الملك قد التحق رسميا بمن اسماهم في خطاب العرش 12 أصحاب "النزوعات التيئيسية والعدمية والممارسات التصليلية البالية " لأنهم كانوا يصرخون في مسيرات عشرين فبراير " فلوس الشعب فين مشات " . هل هي صحوة ضمير أم تبول بعير فوق رمل متغير ؟ للحديث بقية ...