زينب سعيد من ايطاليا
في إطار أنشطة المهرجان السنوي الذي تترأسه البلدية تحت عنوان" التجديد: جذور متعددة وروافد غنية" نظمت بلدية بسانو ديلكرابا يوم السيت 13 ابريل 2013 على الساعة الثامنة والنصف صباحا، بمشاركة المدارس مائدة مستديرة لتلاميذ الثانويات لتدارس اندماجهم الاجتماعي والتواصل السياسي، وجاجياتهم الدائمة تحت عنوان" النهر وفروعه" حيث عمد التلاميذ إلى إنتاج أفلام وثائقية تؤرخ للوضع الاجتماعي والسياسي الذي تشهده البلاد وحضر اللقاء برلمانيون عن الحزب الشيوعي وأطر وازنة، طرح التلاميذ قضايا الأزمة والدين والسياسة، والاندماج، خاصة لدى الايطاليين المهاجرين، ذوي أصول غربية، وقد سجل المغرب حضورا بارزا من خلال المشاركات في الحوار أو المناقشة، حيث كانت مداخلة التلميذة المغربية خديجة حمراس حول اندماجها الصعب في الوسط الايطالي، وعن تمثيلها لبدها الام المغرب، وعن فرحها بمشاركتها في هذه المائدة المستديرة التي تعطيها الحق للحديث عن مشاكلها وخلق تواصل مع الآخر والاندماج معه، وأنهت مداخلتها بقراءة قصيدة، ليكون اللقاء الثا ني معها في البرلمان الايطالي أو برلمان بروكسيل معية بقية الأصدقاء، وتدخلت لطيفة بويو عن جمعية الأطلس النسائية، تحدثت عن وضعية المرأة في ايطاليا، وبقيت أسئلة معلقة، أسئلة طرحها التلاميذ تخص المرأة والاسلام :كيف ينظر الاسلام لحرية المرأة وما مدى اندماج المرأة في الوسط الايطالي ولم يترك المهاجر بلده ويتحمل معاناة الغربة. وكانت المداخلات مثمرة يصب مجملها في محاولة خلق أرضية للنقاش ومساحة للحوار يكون فيه التواصل الدعامة الأساسية لبناء وطن الغد، وطن لا فرق فيه بين أبيض ولا أسود ولا عربي ولا غربي ولا مسيحي ولا مسلم، هو وطن يتسع لكل ساكنيه، وينتهي الحوار مع التلاميذ نهاية مفتوحة تستأنف لقاءاته في الخارج. واختتم المهرجان بأكبر قصعة كسكس قدمتها جمعية الأمل التي يترأسها الناشط الجمعوي عزيز وهبي، والتي كان مسرحها ساحة الحرية ببسانو ديلكرابا على الساعة الثالثة والنصف من نفس اليوم، وقد شاركت _أي جمعية الأمل_ بالكسكس وبرقصة مغربية، كما أنها نظمت معرض أزياء مصاحب للعروس لتبيين الجانب الثقافي للوجه المغربي، وقال عزيز وهبي في كلمة ألقاها بساحة الحرية قال إن الأساس من هذه المشاركة هو التعريف بالثقافة المغربية، ومن أجل مستقبل أولادنا ومستقبل ايطاليا، لتصير بلدا منفتحا على كل الثقافات، ويعيش فيها كل الأجناس تحت سقف الاندماج والتعايش،هذا وحضر حفل الاختتام السفير المغربي من روما،السملالي حسن، واعتبر الفاعل الجمعوي عزيز وهبي سفير النوايا الطيبة، وقال إن هذا اليوم سيكون تاريخيا في ذاكرة الشعبين، لم احتضنته ساحة الحرية من صميم الثقافة المغربية. على أمل أن يصير الاحتفال ذكرى سنوية تعيد نفس النشاط،حتى يتم تقريب التقاليد والعادات المغربية من المواطن الايطالي، و حضر القنصل المغربي الهيلالي محمد من فيرونا .واختتم نشاط الجمعيات المغربية ليبقى الحوار ساريا لأيام أخرى مع أنشطة أخرى ومع بلدان وأوجه أخرى، يتم خلالها اللقاء مع الكاتبة التونسية ليلى الحوسي يوم 18 ابريل بمكتبة تشيفسكا civica لتقديم كتابها " صناعة الحرية: من الحداثة إلى التقليد؟" ويختتم المهرجان أعماله يوم 22 أبريل من الشهر الجاري. .
هي أيام معدودات،فتحت جرح المهاجر المغربي، عطرت صمته، ولحلحة ما به من ضيق العيش و فتحت له نافذة الأمل في تغيير الوضع، وحتى الصورة
، صور ما هو كامن هنا في هذا البلد، يقول البعض إنه عنصرية ويقول البعض الآخر إنها لعنة الازمة ومخلفاتها، شكلت مهدها في هذا المهرجان، ليبقى رهان استمراريتها حبيس ما تحمله الايام من مفاجآت.