ناصر موحى
نتذكر جميعا الحملة الهوجاء التي شنتها كل ميلشيات إخوان رئيس حكومة المغرب الحالي عبد الاله بن كيران بجناحيها السياسي الدعوي والسياسي الحزبي إبان كارثة التسونامي الذي ضرب التايلاند وبعض الجزر الواقعة جنوب شرق آسيا في دجنبر من 2004. التنظيم الاخواني مازال آنذاك في قاعة الانتظار المخزني ينتظر دوره لتأثيث كراسي الاستوزار المتحكم فيه عن بعد .
إتفقت فيالق عراب السلطان الدكتور الخطيب بعدما تفتقت عبقرية فقهاء تطويع النصوص الدينية ولي أعناق تأويلاتها ، على أن كارثة تسونامي ماهي الا إشارة من الله عن غضبه الشديد تجاه سياسة حكومات البلدان التي دمرها المد البحري والتي تشجع شيوع الفواحش والفساد بفتحها باب السياحة لكل المرضى في العالم .ولهذا حذر صقور مضغ الكلام في تنظيم إخوان المغرب الحكومة المغربية من نقل الله لجيوشه المنتقمة للمغرب بعد ان اصبح البلد ضمن قائمة أكثر البلدان تسامحا مع السياحة الجنسية .
الى هنا يبدو خطاب مريدي احمد الريسوني من طينة المقرئ الادريسي منسجما ومتماسكا . كل سياسة تشجع على الفاحشة والفساد لن تفلت من غضب إلاهي وعقاب جماعي يدمر كل شئ ولايفرق فيه بين الفاعل والمفعول به والمحايد .
اليوم ضربت أمطار طوفانية قرابة ثلث مساحة المغرب من تارودانت حتى الرشيدية مرورا بكلميم وارززات فتنغير وزاكورة حتى تخوم مرزوكة . تحولت خلال يوم من التساقطات عشرات القرى لجزر معزولة عن باقي الوطن بدون ماء او خبز او ضوء وأضحت مآت المنازل اكوام تراب وأختفت عشرات القناطرفي رمشة عين وزهقت أرواح عشرات من مواطنين معظمهم لايعرف حتى الجهة التي توجد فيها العاصمة فاحرى أن يعرفوا عدد وزراء حكومة الملك وانتماءاتهم السياسية .
مر يوم فيومين فايام... والكل ينتظر خرجة لخبير فقه النوازل وكبير إيديولوجيي البيديجي العلامة الريسوني ليشرح لنا أي نوع من غضبات الله يندرج فيها طوفان الخميس والجمعة ، أو فرقعة في التواصال للباحث الصنديد في فقه كيف "تغتني بإلقاء نكتة واحدة في حضرة آل سعود" ليلقي مسؤولية الكارثة ربما على عاتق الصهيونية والماسونية والبودية التي تتربص الدوائر بمملكة خليفة الله في الارض .
إختفى الغضب الالهي من قواميس مريدي الزاوية البوجادية وكأنهم بصمتهم يعلنون موت الله او استقالته النهائية من التكفل المباشر بمحاسبة البشر وتجميد قانون ربط كوارث الطبيعة بفضائح البشر .لكنه لم يختفي من خدام خليفة الله في الارض أمير الذين يؤمنون بإمامته عليهم عن حب أو عن خوف محمد السادس .
فوزيره في الداخلية محمد حصاد تجذر في اللاهوت ببركات سيده وحمله البراق المخزني حيث العرش الالهي يتربع على الكون الفسيح ليلتقيه بدون حجاب ويتلقى رسالته الموجهة لأسر غرقى فيضانات المغرب المنكوب والتي مفادها :" لقد شاهدت سائقي الطاكسيات الذين تمردوا على أوامر درك خليفتي في الارض وقررت أن أسحب ارواحهم من عالمكم ليكونوا عبرة لمن يتجرأ على عصيان أوامر خدام خليفتي ولأعفيكم من مارطون محاكمتهم ربحا للمال والوقت ".
الرسالة المخزنوإلاهية واضحة إذن : من مات في الفيضانات فلأنه عصي أوامر جند الله في الارض ومن تهدمت منازله وذهبت املاكه فلجرم ارتكبه في حق بلاده وفي حق نظامه وفي حق ربه وعليه ان يتدارك خطيئته قبل فوات الاوان .
بين عقاب إلاهي وسخرية خليفة الله وصمت جند الله ...لايحق للمغاربة البسطاء أن يحلموا بوطن لايختلف عن مزرعة في شئ.
استدراك : ليس هناك في المغرب من يجرؤ على تجاوز حاجز أنشأه الدرك الملكي او الشرطة الا إذا كان إرهابيا .
من قتلته العدالة الالهية فما عليه الا ان يرفع قضيته لله وحده ونفس الشئ ينطبق على من فقد قريبا او تبخرت منزله ..انتهى