على صفحته الفايسبوكية ادلى الاستاذ خالد البكاري بشهادته حول مداخلة الاستاذ احمد عصيد ، التي اثارت لغوا وهرجا ممن ألفوا الاصطياد في الماء العكر ورمي الناس بالزندقة والتكفير دون ادلة ، باعتبار البكاري مشاركا في نفس الندوة :
الشهادة كما كتبها بالحرف والفاصلة

"لم أشأ أن أعود لموضوع عصيد الذي ابتذل كثيرا،،لولا انسياق بعض من أحترمهم نحو إدانة الرجل بناء على معطيات خاطئة أو كاذبة أو غير واضحة،،لذلك و بحكم اني كنت مشاركا للسيد عصيد في الندوة سأدلي بشهادتي و ملاحاظاتي،من باب"ومن يكتمها،فهو آثم قلبه":
- الذين هاجموا عصيد بعنف لم يكونوا حاضرين في الندوة التي كانت مفتوحة للعموم،و كانت القاعة غاصة بالحضور لدرجة عدم تمكن العديد من الحصول على مقعد،،فكيف يعقل أن ولو واحدا من الحضور لم يعترض على تهجم عصيد "المزعوم"على شخص النبي الكريم،،بل حتى في دردشاتنا بعد الندوة لم نناقش موضوع الرسالة و لم نتفطن لأي مس بالإسلام،،، بينما اعتمد المهاجمون على السماع ،مغفلين قوله تعالى"و إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة،،،"أو اعتماد على جزء من المداخلة مبتورا من سياقه،،،
-ما فهمته و ما فهمه من حضر الندوة أن عصيد يدعو لتنقية مضامين الكتب المدرسية مما قد يبدو متناقضا،و هنا استدل بالتناقض "حسب رأيه" بين تدريس التلاميذ أن الإسلام انتشر بالحوار و الإقناع،و بين نص رسالة تدرس لهم تتضمن عبارة "أسلم تسلم"التي قد يفهم منها تخيير بين الإسلام أو الحرب و القتل،،و قول عصيد "الإرهاب" جاء في سياق حديثه عن ربط النصوص بالسياق،،بمعنى أن الرسالة هي عادية بمقاييس ذلك العصر حيث الحروب ضرورة لانتشار الدعوات و و لكن بمقاييس اليوم فهي دعوة للعدوان،،،و إذا كان التعبير قد خان عصيد ، و جعل كلامه غير مفهوم للبعض،،فالرجل أكد في حوارات عديدة بعد الحادثة ما قصده،،و بالتالي فلماذا استمرار الهجوم على الرجل،،و نعته بالعدو و الكلب و النجس،،مع العلم أن الله في قرآنه نهى عن السب حتى في حق من كفروا،،
_ احتج البعض بأن قول الرسول:أسلم تسلم،،لا يقصد به ما ذهب له إليه عصيد،،و ان القصد هو تسلم من عقاب الآخرة،،فإذن نحن مع تأويلين مختلفين لحادثة،،و الحال أنه يتوجب النقاش و الجدال بالتي هي أحسن،و تصحيح الأخطاء بأخلاق المناظرة لا بالتجييش،،
-كان من الأجدى اقتناص الفرصة لنقاش علمي يفضي لتنقية كتب السيرة و الأحاديث من كثير مما يشوه رسالة الإسلام،،فالفيلم المسيئ للرسول للأسف اعتمد مرويات موجودة في كتب التراث الإسلامي،و منها كتب نعتقد بوثوقيتها كسيرة ابن هشام و صحيح البخاري،،
-لإنصاف الرجل فقد دعا في مداخلته إلى تشجيع علماء الدين و المفكرين المتنورين لتسهيل المصالحة بين فهمنا للدين و بين إكراهات العصر،،،
-أخيرا،،،لطالما اختلفت مع الرجل في قضايا كثيرة،بل سبق أن شاركت و إياه في ندوة سابقة عرفت سجالا حادا بيننا بخصوص منهجية معيرة اللغة الأمازيغية و بخصوص معركة كتابة الحرف الأمازيغي و استراتيجية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،،و لكن أشهد للرجل برحابة الصدر و حسن الإنصات و الحوار و التواضع،،،،
ختاما أتمنى أن تعود سيوف السب و الشتم لأغمادها،،و أن ندشن أخلاق المناظرة بما اعتراف بالرأي الآخر و مقارعة للحجة بنظيرتها ،،،،"