خذوا كل الوطن شريطة أن تتركوا لنا حق السخرية منكم ...
باتفاق كل المراقبين بكسر القاف والمراقبين بفتح الفاء ، فشهر ابريل المنصرم كان أسوأ شهور السنة منذ مدة طويلة على المغرب ملكية وأحزابا وشارعا . لقد تداعت عليه الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها الكسكوسية في ليلة باردة . المصيبة أن المتداعين الجشعين تزعمهم سيد خواتم السياسة والاقتصاد العالمي العم سام الذي فتح له حراس مفاتحنا ابواب كل بيوتنا بمافيها غرفنا الحميمية بدون قيد او شرط بحجة أنه الوحيد القادر على منحنا مستقبل الرخاء والأمان من هجمات الامم القراصنة . بين ليلة وضحاها يطالب العم الامريكي من تلميذه النجيب ضرورة الالتزام باحترام حقوق الانسان في منطقة مازالت تعاني من بقايا الاستعمار الاسباني وهو الذي كان يرسل قبل سبع سنوات خلت إلينا آدميين لننتزع اظافرهم واسنانهم واعضاءهم التناسلية وهم أحياء يرزقون . إدعت طغمتنا الحاكمة المبجلة انها صدمت بفحوى القرار ولهجته ومصدره مع ان مبتدءا في دراسة العلاقات الدولية يعرف أن القرار آت لاريب فيه ولاراد لقضاءه . اصيب المغرب المخزني بالشلل التام وتعرت مؤخرة الدبلوماسية المغربية بفعل قوة الرياح الامريكية وظهرت عاجزة عن اية ردة فعل . سيطر التخبط العشوائي على مفاصلها . تارة تستجدي رحمة روسيا او تفهم الصين وتارة تحاول دق ابواب واشنطن ولوبياتها المتحكمة في القرار الامريكي ، لكنها في الاخير لاتجد الدفأ والحضن إلا بين يدي أب المخزن بالتبني فرنسا الملاذ الاخير .
لكن الطبيعة تحارب الفراغ ...
إنهزمت الدبلوماسية المغربية لكن القصر ابدا لن ينهزم . اولي عندو غير باب واحد الله إسدو ليه . أخرج سلاحا فتاكا من النوع الذي لايتوفر الا لدى قلة قليلة من الشعوب . ففي الوقت الذي تتآمر فيه القوى الفتاكة في مجلسها الآمن المطمئن بنيويورك على شمال افريقيا بكل ماتزخر به من مؤهلات بشرية واقتصادية ، أرسل القصر الملكي لؤلؤته وآسرة قلب سيده المطلق سلمى بناني لتهاجم حيث السياسيون المغاربة يدافعون بسخافة .المكان والتوقيت اختيرا بدقة متناهية . حفل تنصيب الملك الجديد لبلد الابقار السمينة والحليب الغزير هولندا . هناك حيث حضرت نخبة النخبة المخملية العالمية وحيث يستطيع قماش متقن الصنع والارتداء أن يعوض جيشا عرمرما من الدبلوماسيين .منذ الدقائق الاولى لفعاليات الحفل تبين أن "سلاح التكشيطة " لايقاوم ومفعوله في عالم تسيطر فيه المودا على العقول يفوق كل التوقعات . تحولت الاميرة العلوية لموضوع الساعة وتناقلت مآت الوكالات الاعلامية خبر سيطرتها المطلقة على سيدات العالم الحاضرات أناقة وشياكة . وصلت الرسالة لواشنطن وتلقفها ساسة البيت الابيض في الحين . لايمكن لدولة تتزين فيه زوجة الملك بتلك الطريقة الحضارية الراقية أن تنتهك فيه حقوق الانسان .هكذا يفكر الغرب بكل سذاجة وطيبوبة .سحبت المسودة الاولى وعوضت بأخرى مزينة كالقفطان العلوي .
لكن كل معركة تفرز منتصرين ومنهزمين . إنتشينا كمنتصرين بالفوز واصبح الموضوع حديث كل صحفنا ومواقعنا الوطنية جدا . اما المنهزمون فقد حاولوا اختلاق الاكاذيب كعادة كل الجبناء حول الغزوة الملكية في أمستردام ونشروا ترهات سخيفة حول ثمن اللباس واكسيسواراته الذي إرتدته الاميرة الفاتنة والمناضلة في حفل التنصيب . بل ذهب بعض التيئيسيين والعدميين لمستوى جرد اثمان حلي سلمى بناني التي بدت في إحدى صورها في الحفل . إذ ذكر ان ثمن الاقراض التي على أذنيها تكفي لبناء مستشفى متعدد التخصصات بإحدى المدن والقرى المهمشة بالمغرب وأمثلة سخيفة من هذا القبيل . أما حذاءها المذهب فيكفي ثمنه لإطعام مدينة لسنة كاملة او بناء جامعة متعددة التخصصات .الدسارة فين وصلات ...
العالم تغير على كل مستويات التفكير والإنجاز ، وتغيرت حتى اسلحة حروبه ، بل وتغير حتى مفهوم الحرب في حد ذاته . فويل لمن لايعرف قلعة خصمه من الداخل كما يقول المثل الفرعوني .