تفاصيل صادمة عن المصنع الذي اودى بحياة العشرا ...
Feb 08, 2021 0
علاقة بكارثة غرق مصنع للأقمشة بطنجة الموغرابية صباح اليوم والذي اودى بحياة العشرات من العمال وج ...
استاذ جامعي يفضح : الشواهد الجامعية تباع وتشت ...
Oct 17, 2020 0
لا حديث الأمس و اليوم في جامعات و كليّات المغريب من شماله إلى جنوبه إلا على هاد السيد، عبد الكب ...
اختلالات في محاربة كورونا (كوفيد19) بالأكاديم ...
Sep 29, 2020 0
كد مجموعة من الأساتذة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، أن التعليم عن بعد غير ...
[justify]هشام أباسيدي
كذلك يسود هنا خلط كبير يصعب معه التمييز الواضح بين هذين المفهومين بالرغم من أننا نستعملهما بشكل يومي وفي كل مرة وحين. فأحيانا نستعملهما بشكل منفصل وأحيانا أخرى بشكل متصل أو متداخل، يجعل من الخلط سيد الموقف. فيأخذ هذا بذاك حتى يصبح الدين/دولة بل ولا سبيل [/HTML]
كذلك يسود هنا خلط كبير يصعب معه التمييز الواضح بين هذين المفهومين بالرغم من أننا نستعملهما بشكل يومي وفي كل مرة وحين. فأحيانا نستعملهما بشكل منفصل وأحيانا أخرى بشكل متصل أو متداخل، يجعل من الخلط سيد الموقف. فيأخذ هذا بذاك حتى يصبح الدين/دولة بل ولا سبيل [/HTML]
هشام أباسيدي
كذلك يسود هنا خلط كبير يصعب معه التمييز الواضح بين هذين المفهومين بالرغم من أننا نستعملهما بشكل يومي وفي كل مرة وحين. فأحيانا نستعملهما بشكل منفصل وأحيانا أخرى بشكل متصل أو متداخل، يجعل من الخلط سيد الموقف. فيأخذ هذا بذاك حتى يصبح الدين/دولة بل ولا سبيل لقيامها إلا إذا استندت على الدين! وتصبح الدولة/دين، بل ولا سبيل لانتشاره أو الحفاظ عليه إلا إذا تبنته وجعلته دينها الرسمي.
هذا الوضع يمس جل المجتمعات غير المعلمنة بشكل عام، كما يمس الأديان التي لم تعرف بعد ذلك الإصلاح الديني العميق، الذي من خلاله ينفصل فلسفيا الإنساني عن الإلهي ويتمايز حقل العمل لكل منهما. هذه الخلخلة التي تعتبر الطريق الوحيد ( لحدود الآن) لوضع حد واضح لهذا الخلط بين هذين المفهومين في الواقع كما في الأذهان.
وبما أننا ننتمي إلى هذه الخانة من المجتمعات (غير المعلمنة) فمن الطبيعي أن نعيش هذا الخلط في أذهاننا وسلوكاتنا اليومية. خلط من خلاله نصرح بأعلى حناجرنا وبكل يقينية أن "الإسلام دين ودولة"!! بل وليس هناك أي مجال للفصل بينهما باعتبارهما وحدة متكاملة. وكأن الإسلام جاء ليس كحاجة روحية وإنما كذلك كحاجة سياسية. وهذا الرأي يتجاوز الأفراد إلى المؤسسات، فالدولة نفسها في شخص قانونها الأسمى "الدستور" ترتدي - ككيان سياسي وشخص معنوي- لبوسا دينيا إسلاميا.
طبعا سيادة هذا التخبط يعبر في الحقيقة عن سيادة مصالح لفئات معينة من داخل المجتمع تستفيد من هكذا وضع وتحاول الإبقاء عليه وإدامته. فلا الفقيه يريد عقلنة موروثه ولا السياسي يريد دمقرطة مجتمعه.
كل ما سبق جعلنا نحاول تدقيق القول في الموضوع راجيا المساهمة في إجلاء هذا الخلط الثقافي والمفاهيمي والسياسي والديني...
الدين تاريخيا كانت نشأته مصاحبة لنشأة الإنسان ووعيه، إنه ظاهرة إنسانية تخضع لنفس شروط الظواهر بشكل عام تنشأ وتتطور وفق السياقات والبيئات المنتجة لها. لذلك وجدناه يتطور ويتجدد بشكل متوازي مع تطور العقل الإنساني. فبعدما كان عبارة عن تعبيرات حسية تتعامل مع الطبيعة المحيطة بالإنسان، أصبح في مراحل متقدمة من تطور العقل البشري تعبيرا مجردا عن أفكار مفارقة تكثفت عبر مرور الزمن في مفهوم الله.
فالدين رؤية للعالم، تحاول فهمه وتفسيره وتنظيمه وفق مجموعة من الأفكار العقلية المجردة. أفكار في الغالب ماورائية تتطلع لإضفاء المعنى عن الوجود المطروح أمام العقل البشري. إمتلاك المعنى يفكك غموض العالم والوجود، فيصبح خفيفا سهل الإستيعاب على الأذهان ولطيفا سهل التحمل على الأبدان. ومن تم الحاجة إلى خلق عالم غيبي مفارق يكون في نفس الوقت امتدادا عقليا للعالم المادي الحسي ووسيلة أو حيلة غيبية لتفسيره. بحيث يمكن عبرها إعطاء معنى لكل الظواهر التي يعجز الإنسان في ظروف ما عن منحها المعنى المناسب والتفسير المنطقي أو العلمي المقنع. هذه الأفكار الميتافيزيقية كذلك، تحاول إيجاد تفسيرات لحالات نفسية وإحساسات انفعالية وعاطفية (خوف، صرع، حب، أحلام...) للفرد التي تبقى غامضة خرساء إذا لم تفسر.
أهم خصائص الدين إذن تتمحور بالأساس حول إثبات وجود ضامن لهذا العالم والتأكيد على فاعليته فيه وإيجاد إجابات عن الأسئلة الوجودية التي تؤرق الإنسان وترهقه. فأنشأ الدين من خلال هذا المبدأ أدبا ضخما يشمل كل مناحي الحياة الطبيعية والنفسية والاجتماعية...لذلك تجده يشدد عن الإيمان الخاضع والمطلق بوجود إله مفارق للعالم المحسوس، يسهب في هذا التأكيد على الخضوع دون أن يقدم أدلة مادية أو علمية عنه وإنما أدلة زجرية عقابية. وبتنصيص الخضوع هذا فإنه يحيط الإله الماورائي بطقوس تعبدية ترفعه إلى مستوى القداسة والتبجيل...يحد معها من قيمة السؤال.
بعد هذا التأسيس يعمل الدين على وضع خطاطة تشريعية أخلاقية تؤطر الحياة اليومية التي يجب على المؤمن بهذا الدين أو ذاك إتباعها وتطبيقها. خطاطة تكون تنظم حياة المؤمن الأخلاقية والتعبدية...وفق الرؤية الشمولية الكونية التي يقدهما هذا الدين أو ذاك وفقد تصوره الخاص.
تصور يؤطر العلاقات الأخلاقية القائمة بين الأفراد.
الدولة هي ذلك الكيان السياسي المرتكز على مجموعة من المؤسسات القانونية والسياسية، المنتظمة داخل إقليم جغرافي محدد، الذي تحت سلطته تتأطر العلاقات ما بين مجموعة بشرية معينة أو شعب معين. وإذا كان الدين مصدره قوى غيبية لاهوتية، وهدفه هو تخطي أزمات هذا العالم الأرضي الناقص والفاسد من أجل الفوز بعالم سماوي مكتمل. (وذلك من خلال مخاطبة الجانب الروحي للأفراد). فإن الدولة مصدرها موضوعي صرف، أي الحاجة الإجتماعية الملحة لهؤلاء الأفراد لخلق سلطة قانونية عليا يحتكمون إليها في تنظيم وترتيب العلاقات فيما بينهم سلطة الحاجة والواقع. هي في استقلال تام عن أي سلطة غيبية وبالتالي عن أي ديانة كانت، لأن ما يهم هنا هو تنظيم العلاقات الحياتية والإجتماعية (السياسة، الاقتصاد، القضاء، الأمن...) وليس العلاقة بين الناس والآلهة.
لكن الدولة كمفهوم لم يشيد وينحت إلا في الأزمنة الحديثة، وذلك بعد التحول الإجتماعي العميق الذي زحزح البنية الإجتماعية الاقتصادية ومن خلالها بنية التنظيم السياسي المصاحب لها. أي جعل أساس المجتمع الإقطاعي القديم محط نقد وتساؤل ثم ثورة بعد اقتراح امكانية قيام آخر بديل. كل ذلك كان في شروط تاريخية محددة تزامنت مع ظهور بنية إجتماعية جديدة حاملة لهذا المشروع، يقودها في ذلك مفكرون كبار نظروا لهذا المفهوم وقعدوه من أمثال (جون لوك، هوبز، روسو، مونتسكيو، توكڤيل...). لقد قاموا بنحته حتى أصبح يستجيب لمتطلبات العصر الحديث وتعقيداته، فكان لازما أن يتجاوزوا التشكيلة السياسية المتهالكة التي كان يقودها الملوك تحت إمرة الكنيسة، إلى تشكيلة جديدة حرة ومتحررة من قبضة الكنيسة التيوقراطية من جهة ومن قبضة الحكام الأوتوقراطية من جهة أخرى. كانت إحدى النقاط المحركة للصراع بين هاتين البنيتن الاجتماعيتين المتهالكة هنالك والصاعدة هنا، هي إيجاد حل للكيفية التي من خلالها يمكن الحد من إمتداد وانطلاء الدين على كل مناحي الحياة. فكانت صيغة قيام دولة حديثة مدنية تركن العالم الروحي الديني للأفراد إلى ماهو حميمي وشخصي، وجعل الدولة هي الحاكم والمتحكم في كل ماهو سياسي عام. هذا التحول والفيصل العميق بين الحميمي الروحاني والعمومي السياسي وضع حدا نهائيا لكل أسباب التعصب والاستغلال الذي كان يمارس باسم الدين. ليصبح بعدها لا سلطة تعلو فوق سلطة الدولة (القانون) كتعويض عن لا سلطة تعلو فوق سلطة الكنيسة. بعدما كانت هذه الأخيرة تستغل الكتاب المقدس لتستمد منه مشروعيتها، وذلك بجعله حقيقة متعالية ومقدسة لا تناقش ولا تجادل بالنظر لمصدرها الالهي.
لذلك فإنه يجذر بنا القول بأن نقطة الانطلاق في هذا التأسيس مرجعها تلك الإصلاحات التي شملت الكنيسة. هذا الإصلاح الديني طبعا الذي لم يكن بمعزل عن نقاش آخر حاد وأوسع حول مرتكزات البنية السياسية الفيودالية. لينتصر في الأخير التيار الذي كان يطالب بقيام دولة حرة غير خاضعة لإملاءات الكنيسة، بل قادرة على اتخاذ قراراتها السياسية بل والدينية بشكل مستقل عن أية وصاية لاهوتية. في مقابل التيار الذي كان يطالب ببقاء القرار السياسي تابع للقرار الديني/الكنسي.
من كل ذلك يتضح أن الدولة كمؤسسة سياسية بشكلها الحديث لم تظهر إلا على أنقاض التشكيلات السياسية الفيودالية، كالإمبراطوريات والقبائل...وأنها نشأت بعد إصلاح ديني شامل تمايزت فيه الأدوار وانقسمت. وبالرجوع إلى الإسلام فإننا لا نجازف حينما نقول بأنه لا يمكنه أن يكون دين ودولة، لأن الدولة لاحقة تاريخيا، ولم تقم إلا بعد أن اقترحت نفسها كبديل لكل الأشكال السياسية السابقة التي تمازج فيها السياسي بالديني وتعسف فيها الواحد على الآخر. بديل حاضن لكل الإختلافات الفكرية والدينية والعرقية...ومبطل لمفعول التعصب.
كذلك يسود هنا خلط كبير يصعب معه التمييز الواضح بين هذين المفهومين بالرغم من أننا نستعملهما بشكل يومي وفي كل مرة وحين. فأحيانا نستعملهما بشكل منفصل وأحيانا أخرى بشكل متصل أو متداخل، يجعل من الخلط سيد الموقف. فيأخذ هذا بذاك حتى يصبح الدين/دولة بل ولا سبيل لقيامها إلا إذا استندت على الدين! وتصبح الدولة/دين، بل ولا سبيل لانتشاره أو الحفاظ عليه إلا إذا تبنته وجعلته دينها الرسمي.
هذا الوضع يمس جل المجتمعات غير المعلمنة بشكل عام، كما يمس الأديان التي لم تعرف بعد ذلك الإصلاح الديني العميق، الذي من خلاله ينفصل فلسفيا الإنساني عن الإلهي ويتمايز حقل العمل لكل منهما. هذه الخلخلة التي تعتبر الطريق الوحيد ( لحدود الآن) لوضع حد واضح لهذا الخلط بين هذين المفهومين في الواقع كما في الأذهان.
وبما أننا ننتمي إلى هذه الخانة من المجتمعات (غير المعلمنة) فمن الطبيعي أن نعيش هذا الخلط في أذهاننا وسلوكاتنا اليومية. خلط من خلاله نصرح بأعلى حناجرنا وبكل يقينية أن "الإسلام دين ودولة"!! بل وليس هناك أي مجال للفصل بينهما باعتبارهما وحدة متكاملة. وكأن الإسلام جاء ليس كحاجة روحية وإنما كذلك كحاجة سياسية. وهذا الرأي يتجاوز الأفراد إلى المؤسسات، فالدولة نفسها في شخص قانونها الأسمى "الدستور" ترتدي - ككيان سياسي وشخص معنوي- لبوسا دينيا إسلاميا.
طبعا سيادة هذا التخبط يعبر في الحقيقة عن سيادة مصالح لفئات معينة من داخل المجتمع تستفيد من هكذا وضع وتحاول الإبقاء عليه وإدامته. فلا الفقيه يريد عقلنة موروثه ولا السياسي يريد دمقرطة مجتمعه.
كل ما سبق جعلنا نحاول تدقيق القول في الموضوع راجيا المساهمة في إجلاء هذا الخلط الثقافي والمفاهيمي والسياسي والديني...
الدين تاريخيا كانت نشأته مصاحبة لنشأة الإنسان ووعيه، إنه ظاهرة إنسانية تخضع لنفس شروط الظواهر بشكل عام تنشأ وتتطور وفق السياقات والبيئات المنتجة لها. لذلك وجدناه يتطور ويتجدد بشكل متوازي مع تطور العقل الإنساني. فبعدما كان عبارة عن تعبيرات حسية تتعامل مع الطبيعة المحيطة بالإنسان، أصبح في مراحل متقدمة من تطور العقل البشري تعبيرا مجردا عن أفكار مفارقة تكثفت عبر مرور الزمن في مفهوم الله.
فالدين رؤية للعالم، تحاول فهمه وتفسيره وتنظيمه وفق مجموعة من الأفكار العقلية المجردة. أفكار في الغالب ماورائية تتطلع لإضفاء المعنى عن الوجود المطروح أمام العقل البشري. إمتلاك المعنى يفكك غموض العالم والوجود، فيصبح خفيفا سهل الإستيعاب على الأذهان ولطيفا سهل التحمل على الأبدان. ومن تم الحاجة إلى خلق عالم غيبي مفارق يكون في نفس الوقت امتدادا عقليا للعالم المادي الحسي ووسيلة أو حيلة غيبية لتفسيره. بحيث يمكن عبرها إعطاء معنى لكل الظواهر التي يعجز الإنسان في ظروف ما عن منحها المعنى المناسب والتفسير المنطقي أو العلمي المقنع. هذه الأفكار الميتافيزيقية كذلك، تحاول إيجاد تفسيرات لحالات نفسية وإحساسات انفعالية وعاطفية (خوف، صرع، حب، أحلام...) للفرد التي تبقى غامضة خرساء إذا لم تفسر.
أهم خصائص الدين إذن تتمحور بالأساس حول إثبات وجود ضامن لهذا العالم والتأكيد على فاعليته فيه وإيجاد إجابات عن الأسئلة الوجودية التي تؤرق الإنسان وترهقه. فأنشأ الدين من خلال هذا المبدأ أدبا ضخما يشمل كل مناحي الحياة الطبيعية والنفسية والاجتماعية...لذلك تجده يشدد عن الإيمان الخاضع والمطلق بوجود إله مفارق للعالم المحسوس، يسهب في هذا التأكيد على الخضوع دون أن يقدم أدلة مادية أو علمية عنه وإنما أدلة زجرية عقابية. وبتنصيص الخضوع هذا فإنه يحيط الإله الماورائي بطقوس تعبدية ترفعه إلى مستوى القداسة والتبجيل...يحد معها من قيمة السؤال.
بعد هذا التأسيس يعمل الدين على وضع خطاطة تشريعية أخلاقية تؤطر الحياة اليومية التي يجب على المؤمن بهذا الدين أو ذاك إتباعها وتطبيقها. خطاطة تكون تنظم حياة المؤمن الأخلاقية والتعبدية...وفق الرؤية الشمولية الكونية التي يقدهما هذا الدين أو ذاك وفقد تصوره الخاص.
تصور يؤطر العلاقات الأخلاقية القائمة بين الأفراد.
الدولة هي ذلك الكيان السياسي المرتكز على مجموعة من المؤسسات القانونية والسياسية، المنتظمة داخل إقليم جغرافي محدد، الذي تحت سلطته تتأطر العلاقات ما بين مجموعة بشرية معينة أو شعب معين. وإذا كان الدين مصدره قوى غيبية لاهوتية، وهدفه هو تخطي أزمات هذا العالم الأرضي الناقص والفاسد من أجل الفوز بعالم سماوي مكتمل. (وذلك من خلال مخاطبة الجانب الروحي للأفراد). فإن الدولة مصدرها موضوعي صرف، أي الحاجة الإجتماعية الملحة لهؤلاء الأفراد لخلق سلطة قانونية عليا يحتكمون إليها في تنظيم وترتيب العلاقات فيما بينهم سلطة الحاجة والواقع. هي في استقلال تام عن أي سلطة غيبية وبالتالي عن أي ديانة كانت، لأن ما يهم هنا هو تنظيم العلاقات الحياتية والإجتماعية (السياسة، الاقتصاد، القضاء، الأمن...) وليس العلاقة بين الناس والآلهة.
لكن الدولة كمفهوم لم يشيد وينحت إلا في الأزمنة الحديثة، وذلك بعد التحول الإجتماعي العميق الذي زحزح البنية الإجتماعية الاقتصادية ومن خلالها بنية التنظيم السياسي المصاحب لها. أي جعل أساس المجتمع الإقطاعي القديم محط نقد وتساؤل ثم ثورة بعد اقتراح امكانية قيام آخر بديل. كل ذلك كان في شروط تاريخية محددة تزامنت مع ظهور بنية إجتماعية جديدة حاملة لهذا المشروع، يقودها في ذلك مفكرون كبار نظروا لهذا المفهوم وقعدوه من أمثال (جون لوك، هوبز، روسو، مونتسكيو، توكڤيل...). لقد قاموا بنحته حتى أصبح يستجيب لمتطلبات العصر الحديث وتعقيداته، فكان لازما أن يتجاوزوا التشكيلة السياسية المتهالكة التي كان يقودها الملوك تحت إمرة الكنيسة، إلى تشكيلة جديدة حرة ومتحررة من قبضة الكنيسة التيوقراطية من جهة ومن قبضة الحكام الأوتوقراطية من جهة أخرى. كانت إحدى النقاط المحركة للصراع بين هاتين البنيتن الاجتماعيتين المتهالكة هنالك والصاعدة هنا، هي إيجاد حل للكيفية التي من خلالها يمكن الحد من إمتداد وانطلاء الدين على كل مناحي الحياة. فكانت صيغة قيام دولة حديثة مدنية تركن العالم الروحي الديني للأفراد إلى ماهو حميمي وشخصي، وجعل الدولة هي الحاكم والمتحكم في كل ماهو سياسي عام. هذا التحول والفيصل العميق بين الحميمي الروحاني والعمومي السياسي وضع حدا نهائيا لكل أسباب التعصب والاستغلال الذي كان يمارس باسم الدين. ليصبح بعدها لا سلطة تعلو فوق سلطة الدولة (القانون) كتعويض عن لا سلطة تعلو فوق سلطة الكنيسة. بعدما كانت هذه الأخيرة تستغل الكتاب المقدس لتستمد منه مشروعيتها، وذلك بجعله حقيقة متعالية ومقدسة لا تناقش ولا تجادل بالنظر لمصدرها الالهي.
لذلك فإنه يجذر بنا القول بأن نقطة الانطلاق في هذا التأسيس مرجعها تلك الإصلاحات التي شملت الكنيسة. هذا الإصلاح الديني طبعا الذي لم يكن بمعزل عن نقاش آخر حاد وأوسع حول مرتكزات البنية السياسية الفيودالية. لينتصر في الأخير التيار الذي كان يطالب بقيام دولة حرة غير خاضعة لإملاءات الكنيسة، بل قادرة على اتخاذ قراراتها السياسية بل والدينية بشكل مستقل عن أية وصاية لاهوتية. في مقابل التيار الذي كان يطالب ببقاء القرار السياسي تابع للقرار الديني/الكنسي.
من كل ذلك يتضح أن الدولة كمؤسسة سياسية بشكلها الحديث لم تظهر إلا على أنقاض التشكيلات السياسية الفيودالية، كالإمبراطوريات والقبائل...وأنها نشأت بعد إصلاح ديني شامل تمايزت فيه الأدوار وانقسمت. وبالرجوع إلى الإسلام فإننا لا نجازف حينما نقول بأنه لا يمكنه أن يكون دين ودولة، لأن الدولة لاحقة تاريخيا، ولم تقم إلا بعد أن اقترحت نفسها كبديل لكل الأشكال السياسية السابقة التي تمازج فيها السياسي بالديني وتعسف فيها الواحد على الآخر. بديل حاضن لكل الإختلافات الفكرية والدينية والعرقية...ومبطل لمفعول التعصب.
وزير الخارجية الأمريكي يصدم الموغريب بتصريح أ ...
Jan 27, 2021 0
صوت اليوم مجلس الشيوخ الامريكي بالقبول على تعيين انطوني بلينكن في منصب سكرتير الخارجية في إدارة ...
مبعوث أممي يستعيد سنوات تعذيبه داخل السجون ال ...
Jan 10, 2021 0
عبر تدوينة فايسبوكية استعاد المناضل اليساري السابق جمال بنعمر والمسشار الخاص السابق الامين الع ...
الاعلان الرسمي المشترك بين أمريكا والمغرب واسرائيل
Dec 22, 2020 0
الرباط – في ما يلي النص الكامل للإعلان المشترك الذي وقعته اليوم الثلاثاء المملكة المغربية والول ...
عمر الراضي : مارسنا الجنس رضائيا كراشدين وسأذ ...
Jul 29, 2020 0
بعدما قررت الدولة المغربية متابعة الصحافي عمر الراضي في حالة اعتقال بتهم غبية وسريالية اي اغتصا ...
عزيز إدمين : تعالو لنطلع على الارقام الفلكية عن الربع الحقوقي بالمغرب !!
Aug 19, 2021 0
الريع الحقوقي ...
أقصبي: تقرير لجنة النمودج التنموي مليء بالمحر ...
May 31, 2021 1
تقرير لجنة النموذج التنموي مليء بالمحرمات وبقي في حدود الخطوط الحمراء
ملك المغرب يبرع عائلته بمنزل باريسي قيمته 80 مليار
Oct 02, 2020 0
إقتنى ملك المغرب محمد السادس مؤخرا إقامة فخمة في أحد أغلى الاحياء الباريسية بمبلغ 80 مليون يورو ...
إحصائيات صادمة عن المغرب
Aug 26, 2020 0
أرقام صادمة كشفت عنها الندوة الرقمية المنظمة من قبل الشبيبة العاملة المغربية حول موضوع "الحماية ...
بلومبيرغ : بسبب كوفيد 19 المغرب يغلق الهامش ا ...
Jul 28, 2020 0
المغرب ينقلب على الديمقراطية بسبب جائحة كورونا ، هكذا عنونت أحد اشهر الصحف الاقتصادية بأمريكا ب ...
وفاة الرايسة "خدوج تاحلوشت" : صوت الاباء والابداع
Jun 04, 2019 0
وفاة الرايسة "خدّوج تاحلوشت": صوت الإباء اللاذع
"سورة كورونا" تلقي بشابة تونسية في السجن
Jul 16, 2020 0
قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بسجن المدونة التونسية آمنة الشرقي لستة اشهر واداء غرامة قدرها الفي دينار بتهمة الدعوة والتحريض على الكراهية بين الاديان والاجناس والسكان ولذلك على خلفية اعاد ...
أروى القيروانية.. المرأة التي ألزمت أبا جعفر المنصور بأول عقد يمنع تعدد الزوجات في الإسلام
Jul 06, 2020 0
بقلم اسماء رمضان
وزارة الداخلية المغربية تمنع مسيرة فلسطين
May 19, 2021 0
قررت السلطات المغربية منع المسيرة الشعبية المقرر تنظيمها بالعاصمة الرباط يوم الاحد 23 ماي الجار ...
كوميساريا تامسنا تتستر على بوليسي عنف استادة ...
Apr 23, 2021 0
تعرضت الاستاة هدى جبيري لاعتداء عنيف بسوق قرية تامسنا من قبل بوليسي متعجرف بعدما رفضت الادعان ل ...
وتستمر فضائح مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء
Apr 06, 2021 0
نصيب من الفضائح الصحية يشهده المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء والغالب فيه هو «طرد المرض ...