الأرواح تشرف على جزء من الألم وأحلام العديدين من السكان هنا، فيما يشرف الله بنفسه على أمور أخرى، فهاته المدينة التي عانت من تهميش دام قرونا لا تستعين بمسؤول مركزي غير الله في شؤون أيامها، وكما في كل المدن الفقيرة يمشي الله في الأسواق ويشد على يد الجميع، ويطعم المسكين ويأوي الضال ويحمي برحمته وغفرانه من يضطره أو تضطرها الحياة إلى المتاجرة بجسده أو بجسدها، يكفي عبور أحياء مثل درب الطاجين و شارع محمد الخامس وشارع النصر أو ما تبقى من حي الملاح اليهودي... يكفي رؤية الفقر الذي تغرق فيه البلد ليفهم العابر أنه ليس لهؤلاء الذين يسكنون تلك الأجزاء من الوطن أسباب للأمل لولا أن الله وحده يزورهم وهم الملفوظون من حياة كفيفة وزاهدة أو بالأحرى من الوطن، كأنهم ليسوا جزءا منها...
في كل جزء من هذا الوطن الجاحد والمنافق يشعر العابر بهذا القرب والتلاقح بالعالم الآخر اللامرئي...
حسب المعتقد، تتحدد مصائر الناس للعام الموالي إبتداءا من ليلة منتصف شهر شعبان من كل عام، ننصحهم بأن يتوسلوا ملوك الجان هذا الشهر، وأن يصوموا رمضان مع عائلاتهم، ويقيموا ليلة القدر ويحرروا الأرواح التي تظل مسجونة طيلة شهر رمضان. علاج لن يستلزم زمنا طويلا، فقد كان يكفي تشخيص الداء من طرف كهنوت الجنس والدين... لتمروا آمنين على صراط عسكري مستقيم... ثم بعد شوال العيد... أرا برع...
بلاغ الفقيه سفير الملة و الدين الفقيه الصدر الأعظم:
كل شاب برزت عليه هاته المواصفات أن يلتزم بيته وهو آمن:
كان شابا أسودا أو أبيض البشرة، لامع اللون. ملامحه دقيقة جدا عدا العينين الواسعتين وهي إمارة الأسرة، فعيونهم جميعا واسعة بأهداب طويلة، فهو مخنث بشكل جيد. حين يتحدث يشير بأصابعه الملأى بالخواتم، يرتدي ألوانا أنثوية فاقعة ويلوى مؤخرته حين المشي فيبدو كفتاة دلوعة...
ومع ذلك لم يحدث أن ضبط يوما في شيء مخل، لكن أهل البلد العارفين بعلم الخصور يؤكدوا أنه مثلي والعياذ بالله... فهو بالضرورة شاذ. الشك حول جنسياته قائما ومقيما ومباحا في أذهان الجميع، فما أن يراه البعض برفقة سائح مثلا حتى يردد أنه غلام البلد... ووجب قتله رجما...
تعريف الفتات لدى الفقيه:
البنت هي من تعيش حياة هادئة، لا شيء يربك حياتها المرتبة جدا، لا تنتظر شيئا من خطاب توقفوا عن دق باب بيتها. لم تعرف لها علاقة بأي رجل، سيرتها نظيفة في البلد من أية شبهة لها من بعيد أو قريب برجل. ترتدي الحجاب. تعرف أن تغطية رأسها سيجعلها محط احترام الجميع وأن هذا سيفتح عليها باب الرزق الوفير. تمشي محنية الكتفين وتضرب بعينها في الأرض حين تحادث الرجال وهذا يضفي عليها ورعا مستحبا عند الآباء والأولياء...
الفتاة الشريفة العفيفة اللذيذة لم تكن تفتح على جسدها باب شهوة لا من بعيد ولا من قريب، فلا تنظر لرجل ولا تصافح رجلا ولا تفكر في رجل. هكذا سلمت من ألسنة الناس في بلد لا يرحم، حين تنزوي إلى فراشها ليلا، تهاجمها الرغبة فتبعت بأصابعها الدقيقة إلى أسفل بطنها تتلمسه، تدخل هاته الأصابع في جرحها السفلي وتتلذذ للحظات. حين تصرخ من اللذة تصيح:
أستغفر الله
تقوم للوضوء والصلاة، تستغفر وتبكي للحظات طويلة. تحادث الله طويلا ويحادثها، ليظهر لها في هيئة شيخ وقور، تنشق غرفتها عن ضوء صاعق فيقترب منها الله، رؤوفا، يمد يده المشعتين فيهدئ من روعها ويعدها بالغفران مادامت تستلذ وحيدة فهو ذنب مغفور لأنه مستور...
وصفة سحرية خاصة بالفتيات من أجل الخنوع وعدم التفكير بأعضاء جسدها... في انتظار بيعها لمن يدفع أكثر لأمها فهي راعية تسمين الخصر وحارسة الفكر التحرري....
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب- 02 / 07 / 2015