ينايري. كان لافتا للانتباه السرعة التي زار بها ملك المغرب السعودية لحضور ماسمي القمة المغربية الخليجية. امس االاربعاء 20 ابريل حيث لم يمضي بها سوى 24 ساعة قبل ان يرحل لوجهة غير معلومة ٠
وقد كثرت التكهنات حول هذا السلوك خاصة مع حدوث هذه الوقائع المتزامنة :
القمة المغربية الخليجية لم تكن مدرجة في الاجندة الرسمية لمحمد السادس ولا لملوك وامراء خليج قبل يومين والدليل انها كانت مجرد لقاء نظم على عجل لالقاء الخطب واعادة تأكيد مجلس التعاون الخليجي عن مساندة المغرب في الحفاظ على الصحراء المتنازع حولها مع البوليساريو كاراضي مغربية كما يحدث في كل القمم ٠ ولذلك لم يتم فيها عقد اتفاقيات اقتصادية بين الجانبين او لقاء تحضيريا لها ٠
تزامن هاته القمة الشكلية مع قمة امريكو خليجية بين اوباما ودول مجلس الخليج ٠
تزامن كل هذا مع قرب عقد مجلس الامن الدولي لجلسته النصف سنوية حول قضية الصحراء الغربية وماتعنيه من حرب دبلوماسية بين المغرب والبوليساريو والجزائر ٠
بعض القراءات فسرت مغادرة ملك المغرب للسعودية بتلك السرعة بكونه اشارة على عدم ارتياحه للطريقة التي استقبل فيها بالعاصمةالسعودية حيث كان حاكم الرياض فقط على رأس وفد مستقبليه لكن البلاغ المشترك يسير وفق تطلعات الرباط والدعم المالي والسياسي الذي يحصل عليه القصر الملكي سنويا من ملوك وامراء الخليج خاصةالسعودية والإمارات لايمكن ابدا أن يقابل الا بالسرور والامتنان ٠
القراءة الاقرب لمنطق الاشياء هي ان ملك السعودية وعد محمد السادس باستغلال زيارة اوباما للسعودية وترتيب لقاء بينهما في محاولة لتخفيف عدم توافق اوباما وادارته مع الرباط وبالتالي العمل على تفادي إصدار اي قرار اممي لاتريده الرباط بخصوص قضية الصحراء ٠
ومن الطبيعي في حالات الشك ان يقوم الديوان الملكي بتهييئ خطابين ، الاول سيمجد ويثني فيه على البيت الابيض ان نجحت خطة الملك سلمان السعودي ٠ اما الثاني فسيكون بلغة غاضبة وهجومية بل ومتحدية ان رفض رئيس امريكا اللقاء او خرج اللقاء بخفي حنين ٠ والذي استمع للخطاب الذي القاءه الملك المغربي في القمة المغربية الخليجية سيفهم أن اوباما رفض لقاء محمد السادس ولذلك جاءت كل ايحاءات الاخير موجهة للادارة الامريكية ومسؤولين امريكيين في الامم المتحدة على رأسهم كريستوفر خاصة حين ذكر بنجاح لقاءه مع الرئيس الروسي بوتين وعزمه زيارة الصين قريبا ٠ وهما كما يعلم الجميع المنافسين الشرسين اقتصاديا وسياسيا للولايات المتحدة الامركية ٠
وسيكون لموقف ملك المغرب ترحيب كبير من السعودية خاصة اذا لم ينجح مجلس الخليج في تصفية اجواء التور التي تخيم على العلاقات السعودية والامريكية والتي وصلت اوجها مؤخرا بسبب مناقشة الكنجريس امكانية اعطاء الضوء الاخضر لامكانية متابعة كل مسؤول سعودي ثبتت علاقته بهجمات 11 سبتمبر 2001 الارهابية ٠