الرباط 14/ماي/2016، انطلاقا من الساعة الثالثة بمقر النهج الديمقراطي بالرباط.
استمرارا لدينامية من أجل يسار تعددي منفتح ومتنوع،والتي شكلت محطة 07 نونبر 2015 منعطفا هاما في تحويل رهانات وطموحات مجموعة من اليساريين الى أرضية نقاش جماعي لعديد من المناضلين والمناضلات الماركسيين، والبحث عن أفاق أرحب لتجاوز واقع النكوص والتقوقع داخل خانات التعصب والعصبوية والحلقية.ان البحث العميق والتدقيق في كل التحديدات والتصورات بما يلزم ذلك من التمسك بمنطق انتاج الفكرة مع منحها-الفكرة-الحق في التجريب عن طريق نقلها لحقل الوجود المادي عبرممارسة مبدعة متجددة ومكثفة لحركة الفكر ذاته في مجابهة للواقع في تقلباته ومفاجاءاته.
اذن ماهي الاليات والمداخل اللازمة لاعادة التوازن الممكن بين حركة الفكر اليساري وسرعة المواقع ؟.
ان الوعي ب و ادراك حتمية أن الواقع يسير ويتغير بسرعة لم تعد تمهل الفكر لانشاء وبناء التصورات الشاملة والنسقية القادرة على ايجاد الاجابات اللازمة للحظة التاريخية قد تكون سببا –ليس وجيها بالطبع لكنه موضوعي بمحفزات ذاتية - في انتاج كل اشكال الحلقية والعصبوية وتشتيت مجهودات مجموعات اخرى، كما تفرز اجابات جاهزة وزائفة وتكشف كذلك عن واقع الاستلاب على كافة المستويات وتحديدا على مستوى بناء الخطاب حيت نلمس الاستنجاد بأجهزة مفاهيمية غريبة عن لغة اليسار وتأخد بريقها من ابهار الخطاب الليبرالي الجديد .
من هذا المنطلق فان البحث عن الفكرة السياسية القادرة على صهر الاسئلة القلقة التي تعد تعبيرا عن تعدد وتنوع اشكال الممارسة والانتظام.هذا المنطق يطرح معه تحويل كل اسئلة اليساريين الى فكرة سياسية تؤسس لوحدة فكرية سياسية وبرنامجية جوهرها التعدد والتنوع باعتبارهما الحصانة اللازمة لأية محاولة تهدف الاجهاز على اليسار في حقه في الوجود.
وأمام هكذا وضع وأمام استمرار النزيف وهروب البعض من حرقة السؤال السياسي الى جنات الريع بمختلف اشكاله أصبح لزاما علينا كيساريين متشبتين بالحق في التغيير السياسي الشامل وفي احقاق المصالحة اللازمة مع واقعنا عن طريق تشخيصه الدقيق والعلمي عبر ايجاد الاليات والادوات الكفيلة بتحويل الاختلاف الى قوة دافعة ومبدعة عن طريق اطلاق ديناميات اجتماعية، مع العمل على البحث عن صياغة جماعية للأسئلة قبل الاجابات بمسؤولية كاملة كأفراد وكجماعات وبميثاق يعكس الرغبة والطموح في تجاوز كل الاشكال المشوهة والمساهمة الجماعية في مقاربة كل الافكار الحرة والطموحة واعطائها الحق في الاختبار والتجريب.
في هذا السياق فان المبادرة تدعو المناضلين والمناضلات للمساهمة في الندوة الوطنية ومساءلة التحديات الاتية :
1-تحدي الديمقراطية والعلمانية.
2-تحدي ميزان القوى الاجتماعي والسياسي - القادر على طرح جميع الملفات الاجتماعية في ابعادها الحقيقية .
3- تحدي صهر المبادارت الكفاحية في برنامج نضالي متوازن.
4-تحدي النقاش السياسي والتنظيمي والمرجعي القادر على استيعاب كل هذه التحديات.
ويبقى رهان الرهانات وتحدي التحديات ان نفكك معادلات الكوني-المحلي ، التمسك بالثوابث دون تحجر و الابداع والتجديد دون مساس بالأسس أن نفكر السياسة ونفكر بها ، ان نقاربها كمثقفين لا تنقصنا الرصانة ونمارسها كمناضلين طليعيين لا ينقصهم التواضع والصدق.