يوم بعد يوم يتأكد للمتتبع للشان السياسي الوطني افلاس الخطاب السياسي للأحزاب السياسية بشقيها "اغلبية جلالة الملك المتمثلة في العدالة والتنمية وباقي الاحزاب المشكلة للحكومة ومعارضة جلالة الملك والمتمثلة في الاصالة والمعاصرة ومن يدور في فلكها بالاضافة الى اليسار المؤسساتي الممتل بالبرلمان او الطامح لدخوله "وافتقاد خطابهم للمشروعية وهو ما يتضح من خلال اهتمامه بقضايا هامشية ومصالح انتخابوية ضيقة على حساب اﻻهتمام الفعلي بقضايا وهموم المواطنات والمواطنين و بقيم المواطنة الداعية الى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية والنضال من اجل تحقيقها.

فرغم كل خطابات تخليق الحياة العامة فانا سلوك الحزبي ضل بئيسا وعبثيا أدى إلى تميع الحقل السياسي وتلويثه وهو الامر الدي يؤكد بؤس الحقل السياسي المغربي المتسم بالمزيد من التسلط و التراجع و استمرار الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية اللاشعبية التي تهدد الامن و السلم المجتمعي، و استمرار تأجيل الإصلاحات العميقة، الدستورية و السياسية، التي تحتاجها بلادنا حتى يتم الانتقال بالمغرب من حقبة الاستبداد الى لحظة تأسيس قواعد الديمقراطية الحقيقية القائمة على الاحترام التام لقيم الحرية والكرامة .

وهدا ما نناضل من اجله من داخل منظمة 10 ماي من اجل التغيير الى جانب حلفائنا من القوى اليسارية والديمقراطية التقدمية وذلك انسجاما مع قناعتنا الراسخة في الانحياز الدائم الى جانب الطبقات الشعبية و المحرومة وعموم الكادحين والمطالبين بالثلاثية المجيدة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بغية ارساء قواعد نضال مشترك يحرر افراد شعبنا من قبضة الاستغلال والاستبداد ويعيد للحركات والتنظيمات وهجها وكفاحيتها وحضورها الى جانب الفقراء والكادحين والانتصار للمقهورين والاصطفاف الى جانبهم في افق بناء مجتمع ديمقراطي حداثي ضامن للحقوق والحريات ومؤمن للفصل بين السلط وقضاء مستقل ونزيه و نظام سياسي ديمقراطي .

اشرف مسياح 
المنسق الوطني لمنظنة 10 ماي من اجل التغيير