فما هي القطبية الحزبية ؟ وهل ما وقع فعلا يمكن اعتباره قطبية حزبية ؟ ولماذا الترويج لهذا المصطلح السياسي ؟ إن الحديث عن القطبية الحزبية يجرنا بشكل مباشر للحديث عن أنماط النظم الحزبية.

 

إن تطور الأحزاب السياسية أدى بصورة عامة إلى تكوين ثلاثة أنماط من الأنظمة الحزبية : الثنائية الحزبية، التعددية الحزبية، والآحادية الحزبية ، فالثنائة الحزبية تعني وجود أنماط متشابهة من الأحزاب ويصعب التميز بين الثنائية والتعددية الحزبية ، ففي الولايات المتحدة الأميركية مثلاً نجد إلى جانب الحزبين الكبيرين ( الديموقراطي والجمهوري) عدداً من الأحزاب الصغيرة أهمها : الحزب العمالي، الحزب الإشتراكي، وحزب المزارعين. وتلعب بعض هذه الأحزاب دوراً هاماً في بعض المجالس التشريعية والبلدية والمحلية، ففي نيويورك حصل الحزب العمالي على خمسة مقاعد في مجلس المدينة عام 1937. وكذلك  إستطاعت بعض الأحزاب الصغيرة الحصول مرات عديدة على بعض المقاعد في مجلس النواب والشيوخ. أما في بريطانيا فلا يمكن أن نتكلم عن الثنائية الحزبية بنفس الدقة. فبين سنة 1918 – 1935 كانت تتقاسم بريطانيا ثلاثة أحزاب رئيسية : المحافظون، الأحرار، والعمال، إلا أن حزب الأحرار تراجع منذ ذلك التاريخ ،وهناك خصائص تختلف من بلد إلى آخر. فلو أخذنا مثلاً الثنائية البريطانية والثنائية الأميركية لوجدنا أنهما يختلفان في كثير من النواحي. فالثنائية  البريطانية تقوم على أحزاب مركزية قوية، بينما  الثنائية  الأميركية تقوم على لامركزية واسعة.