عرض تلفزيون البروباغاندا المخزنية المغربي خلال الاسبوع الاضي شريطا اخباري يظهر فيه ملك المغرب محمد السادس داخل قاعة الاسعافات الطبية المستعجلة بالمستشفى الجامعي بمراكش لزيارة مريض مصاب بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة بعد تعرض الحافلة التي كان مسافرا على متنا لحادثة سير بين مراكش واكادير  احترقت بكاملها وخلفت قتلى وجرحى ٠

المقرف في الصورة هو حالة الاستخفاف لمستوى تهديد حياة المريض التي ابان عنها الملك ومرافقيه والطاقم الطبي اثناء قيامهم بهاته الزيارة  مقابل أخذ صور  حيث  لم تحترم فيها أدنى الاحتياطات الصحية الاساسية ٠

مصدر طبي استفسره موقع "ينايري" حول مدى احترام الملك  لمعايير السلامة الصحية للمريض قال :إن أكبر عدو للمحروقين هو التعفنات البكتيرية لأن الجلد له وضيفة مهمة في منع دخول البكتيريا و الجراثيم و تفقد هذه الوضيفة في حال تعرضها للحروق، و لهذه الغاية يوضع المريض في غرفة معقمة و سرير معقم . و لا يدخل عليه الطاقم الطبي سوى لاسعافه و علاجه و يكون مرتديا بدلة معقمة (jetable) و القبعة المعقمة لأن الشعر و الرأس مرتع للبكتيريا و الجراثيم و كالوط على الحذاء و بافيط على الفم. و ألا يسمح بالدخول لأكثر من معالجين أو ثلاثة على الأكثر إذا كان هناك ضرورة لحمل المريض ."

وقد غابت هاته الاحتياطات كما ظهر على الشريط المعروض حيث امتلأت غرفة المريض بالمصورين ومرافقي الملك والاطباء  بدون بافيط و بدون gants  والرؤووس بدون واقي بلاستيكي معقم . . .

لو كانت زيارة ملك المغرب ذات خلفية انسانية لدعم المريض نفسيا لاكتفى بالاطلالة عليه من وراء زجاج وبدون شوشرة وضجيج اعلامي مفضوح ٠ لكن الحكام الطغاة هكذا هم دوما ، من أجل تسلق سلاليم المجد  لايترددون في سحق شعوبهم والمشي على جثثهم  للوصول الى القمة  مهما كان الثمن ٠ لكن التاريخ مهما حاولوا صنع بالقوة ينتهي بطحنهم في اللحظة المناسبة ومن سخريته أن آخر صورة بروباغاندا له كانت حين زار البوعزيزي في غرفة الاستشهاد  ما أن لفظ انفاسه الاخيرة حتى وجد نفسه خارج تونس مطرودا مذلولا ٠