درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" هل تتذكرون هذه الجملة التي طالما "فلقنا" بها الإسلاميون على مر سنوات نضالنا ضد المخلوع محمد حسني مبارك؟هل يتذكر قادة وشيوخ وشباب الإخوان والسلفيين ما رددوه كقاعدة فقهية وكأنهم لا يحفظون غيرها؟

وهل يتذكرون الأوامر المشددة بعدم الهتاف بسقوط مبارك في المظاهرات "النادرة" التي كانوا يتفضلون بها على التيارات الوطنية بالمشاركة ؟ وكيف كانوا يغطون عليها بهتاف "الله أكبر ولله الحمد"؟ وكيفا كانوا يتشاجرون مع من يهتف "يسقط يسقط حسني مبارك" ويكادون يكممون بأيديهم أفواههم حتى لا يهتفون ضد المخلوع ، الأمر الذي تجرأوا على تنفيذه بمجرد وصولهم للسلطة بتكميم فم المناضلة شاهندة مقلد؟

يا شباب الإخوان ومن معهم .. أليس ما يحدث في مصر من تصاعد للعنف في القاهرة والمحافظات وفي سيناء مفسدة؟ دعكم ممن يموتون من الكفار - كما تعتقدون - أليس من مات ومن سيموت إذا تمت مواجهتكم بالعنف والقوة - كما تعتقدون أيضا - مفسدة ؟

أليس تصاعد الكراهية لدى الشعب المصري لكم ولكل ما يمت لكم بصلة حتى ولو كانت الحبيبة فلسطين مفسدة؟ أليس تقسيم الوطن إلى مؤيد لمرسي مسلم وشعب وجيش مصري كافر بما في ذلك من تمزيق لوحدة المصريين وزرع للكراهية بينهم وتحريض على أن يقاتل المسلمون الكفار فيقتل الرجل أخيه أو أبيه أو ابنه مفسدة؟ أليست كل هذه المفاسد من الواجب أن تقدم على جلب منفعة واحدة فقط لا غير وهي عودة رجل اسمه محمد مرسي عيسى العياط يحظى برفض الغالبية العظمى من الشعب للحكم؟

وسأفترض معكم حدوث معجزة كونية لا أعلم تفاصيلها عاد مرسي على إثرها للحكم ما تصوركم لما بعد ذلك؟ ما تصوركم عن رد فعل عشرات الملايين من المصريين؟ ويؤيدهم جيش مصر؟ ما تصوركم عن كيفية حكمه؟ ما تصوركم عن المدة التي سيقضيها في الحكم وماذا سيفعل؟ وماذا سيتخذ من قرارات؟ وكيف سيجعل ملايين المصريين "يبحبوه بالعافية" ويثقوا في جماعته "غصب عنهم" ويمسح من ذاكرتهم فشل الجماعة في الحكم أولا ثم ممارستها للعنف ضد المصريين ثانيا؟

سيقول أحدكم - مغيبا - إننا ندرأ مفسدة كبرى وهي سقوط الإسلام؟ "يا سلام" .. من أفهمكم هذا؟ من أفهمكم أن الإسلام أو أي ديانة يمكن أن تسقط أساسا؟ ثم فلتسرد لي ماذا تغير في الإسلام في مصر - وهو أمر غير ممسوك أصلا وغير محدد - ما قبل مرسي وأثناء حكمه؟ وما تغير فيه من أثناء حكمه وبعد عزله؟ ثم وهل كان الإسلام في عز ازدهاره وزهزهته في عصر مبارك ولذلك كنتم تدرءون المفاسد الصغيرة كالثورة ضد التزوير والظلم والتعذيب والتعبية والفقر والجهل والمرض وتقدمون ما هو أهم من كل ذلك وهو الإسلام؟

يا شباب الإخوان ومن معهم وحتى الشيوخ والنساء .. الإسلام باق .. ككل الأديان .. وككل الأفكار .. ولم ولن يتفوه أحد بأننا نحاربه؟ إن قياداتكم توهمكم ويجلعونكم تحابون طواحين الهواء .. لم نعارض مرسي لدينه بل لسياساته .. عارضنا التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية والتي تساندكم اليوم لأنكم كنتم جزءا من لعبتها في المنطقة في الفترة المقبلة ، عارضنا سياسات فاشلة ، عارضنا تكريم الشرطة وقيادات المجلس العسكري متجاوزا دماء الشهداء ، هذه الشرطة التي تسبونها الآن وهذه القيادات للجيش الذي تتهمونه بقتلكم الآن، لا تحاربون طواحين الهواء.

أعلم أنكم تحلمون بمشروع ما ، واعلم أن كثير منكم حلم بالاستشهاد لتحرير فلسطين ، تماما كما حلمنا نحن الثوار الذين عارضنا مرسي ، ورأيتم مرسي يصف بيريز بصديقه العزيز

ورأيتموه يتمنى لبلاده وشعبه الرغد ولم تفكروا ، هؤلاء القادة يستخدمون حلمكم ولكن في مصر يصورون الأمر لكم بأنه حرب وأن الموت فيها شهادة يستغلون حلمكم لقتل المصري بينما يستغيثون بأمريكا ويتمنون الرغد لإسرائيل.

أخيرا .. حتى لو أن هذه الجماعة تعتقد أنها على حق وأنها تعرضت لظلم بين فلو أن لديهم ذرة من الوطنية لتراجعوا حتى ولو من منطلق أن يذكر التاريخ أنهم ضحوا بحقهم البين الواضح كالشمس من أجل حقن الدم المصري والحفاظ على وحدة واستقلال مصر .. ولكن للأسف هي جماعة "طظ في مصر".

ولذلك اعملوا عقولكم .. "أليس منكم رجل رشيد"؟

ملحوظة : إذا وجدت نفسك أو زميلك يسخر من استخدامي لجملة من القرآن الكريم فاعلم أن هذا هو أصل الأزمة والمشكلة فأنت تعتقد أنك تحتكر الإسلام