غندويو شوية بالخشيبات،هل ما قاله الزفزافي بالمسجد مدعشش؟وهل هي بداية لانحراف في اتجاه تديين الحراك؟ 

أولا:توظيف المساجد في السياسة هو سلوك النظام منذ أمم(بفتح الميمين)دور العبادة،استغل المساجد في التصويت على الدساتير الممنوحة،وفي وقف الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية،وفي تخوين المعارضين،وفي نشر ثقافة التخلف والرجعية.

ثانيا:وظفت الحركة الوطنية المساجد،كما وظفت سلطات الحماية المساجد،وفي عهد الاستقلال انتفض المصلون أكثر من مرة ضد خطب أو ضد قرارات عزل علماء دين معارضين،وكنت شاهدا على مشاركة اليساريين بطنجة في عملية الانسحاب من مسجد المحسنين كل جمعة وانطلاق مسيرات من هناك منددة بعزل عبد العزيز بن الصديق ومنددة بغزو العراق،، يعني ليس ما وقع اليوم بالحسيمة لا سوابق له.

ثالثا:هل كان ناصر على صواب حين انتفض في وجه الخطيب؟اولا انا لا أعرف هل كلمة ناصر كانت بعد انتهاء الخطبة ام اثناءها،ولكن شخصيا كنت أفضل ان يكون انسحاب من المسجد،ثم تتبعه كلمات خارجه،، ولكن هذا ليس مبررا للتهجم على رد فعل نشطاء الحراك،مادام اعتراضا على الشكل لا على الجوهر،الذي هو رفض استغلال المساجد لمحاربة الحراك الشعبي.

رابعا:وهي الأهم،وهي ما قاله ناصر،بدأ كلمته بأن المساجد لله وليست للمخزن (من يختلف حول هذه النقطة؟)، ذكر بقولة عمر بن الخطاب حول ضرورة التقويم والنقد (ما الفرق بين قول عمر او قول أي ثوري يساري أممي في هذه النقطة؟) وقال بان الدولة تستغل الدين لتركيع الريف والحراك (مالفرق بين قوله هذا واعتبار ماركس الدين أفيون الشعوب؟)وقال :لكن الإسلام الحق هو إلى جانب المظلومين ويدعو للعدل والكرامة(ما الفرق بين هذا وبين اعتبار ماركس ثانية أن الدين كما يمكن ان يكون افيونا للشعوب فهو زفرة المظلوم؟)،، طبعا ليس القصد هو مركسة خطاب الرجل،بل فقط التنبيه أن الدين ليس هو المشكل بل التاويل الذي يقدم له،واليوم كنا امام تأويلين للدين،واحد في اتجاه خدمة مصالح الحكام والأوليغارشيا والاستبداد،وتأويل منحاز للمستضعفين والبروليتاريا والمحگورين،، تأويل ناصر تاويل ثوري إذ لا يعتبر الصراع بين مؤمنين وكفار،وهو منطق خطيب الجمعة إذ يحيل على الفتنة وشق عصا الطاعة،بل هو صراع في تأويل ناصر بين ظلم وعدل،،بين كرامة وحگرة،، فمن الداعشي؟

خامسا:لا اتفق مع ناصر في حديثه اليوم عن العري في التلفزة ولا حديثه سابقا عن المثليين،ولكن لنر الأمور من جانب آخر،فاليوم كان يرد على اتهامات الفتنة التي اطلقها الخطيب،فرد ناصر في أقل من نصف دقيقة من كلمة استغرقت حوالي عشر دقائق على الخطيب بنفس مرجعيته : سكتت ايها الفقيه عن فتنة العري في موازين المنقولة على شاشة التلفاز،وتتحدث عن فتنة الحراك،ورغم عدم اتفاقي مع هذه النقطة ،ففيها نسبة من الذكاء،وكانه يقول مادامت موازين والتلفزة محسوبتان على المخزن فلن تستطيع ايها الخطيب فتح فمك.

سادسا:النظام والكهنوت الديني المخزني هما من فرضا على نشطاء الحراك الانتفاض ضد توظيف المساجد لنسف الحراك، النشطاء منذ سبعة أشهر وهم في الشارع،بعيدين عن حرمة المساجد،بل لم يدعوا ولو مرة واحدة لمسيرة من المساجد كما وقع في مصر وسوريا،بروفة الكهنوت الديني المخزني بدأت بالأمس مع خرجات الفيزازي والقزابري،لتكتمل حلقاتها اليوم، فهل بعد ان تصدى النشطاء للبلطجة ثم للتهديدات وعسكرة المدينة وبيانات أغلبية العار والاتهامات بالعمالة والانفصال، نطلب منهم ان يسكتوا عنتوظيف المساجد في شيطنة الحراك في بيئة محافظة توقر المسجد والإمام؟، الغريب ان بعض البساريين تجاوزوا المخزن الذي اكتفى بتهمة الانفصال،أما هؤلاء فألصقوا بنشطاء الحراك نعت الدواعش،ومنهم من بدا يخوفنا بالحروب الدينية!!!!

أخيرا:من يخوفوننا بداعش من اليساريين،، اسائلهم من أي تحليل طبقي او مادي أو جدلي قاسوا به تجربة الشرق وأسقطوها على الريف؟،وأي تحليل ملموس لواقعةملموس استندوا عليه؟ ،، إنه قياس فاسد،، ففي الشرق رهانات دولية (خليجية وهابية،فارسية شيعية،وظلم تاريخي للأكراد واحتلال إسرائيلي،واطماع روسية امريكية متعارضة) وجوار محتقن وصراعات مذهبية تاريخية مطعمة بالتكفير والتهميش التاريخي،،، ولا علاقة لكل هذا بحراك شعبي في منطقة لا تطالب حتى بإسقاط النظام،فقط تطالب بمصالحة تاريخية مع المنطقة بناء على ملف مطلبي حقوقي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،،، بؤس خطابكم هو الذي يدعشش 

وأخيرا:لمن يتهمونني بالاصطفاف الأعمى مع حراك الريف،، أقول هو شرف لا أدعيه وتهمة لا أنفيها،،، حسبي أن "أتخندق" مع البسطاء حين ينتفضون،،، لست ممن يجعلون غاية نضالهم :"ما تقيسش صايتي"