FB_IMG_1612821107658.jpg

تفاصيل صادمة عن المصنع الذي اودى بحياة العشرا ...

 Feb 08, 2021    0    
علاقة بكارثة غرق مصنع للأقمشة بطنجة الموغرابية صباح اليوم والذي اودى بحياة العشرات من العمال وج ...
FB_IMG_1602899340126.jpg

استاذ جامعي يفضح : الشواهد الجامعية تباع وتشت ...

 Oct 17, 2020    0    
لا حديث الأمس و اليوم في جامعات و كليّات المغريب من شماله إلى جنوبه إلا على هاد السيد، عبد الكب ...
ahmedlakrimi.jpg

اختلالات في محاربة كورونا (كوفيد19) بالأكاديم ...

 Sep 29, 2020    0    
كد مجموعة من الأساتذة  بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، أن التعليم عن بعد غير ...
occupy-wallst-graeber-dies.jpg

رحيل "منظر حركة " احتلوا وول ستريت

 Nov 06, 2020    0    
 رحيل منظر حركة " احتلوا وول ستريت" بقلم محمد سعدي  
FB_IMG_1601396282635.jpg

بين اذربيجان وارمينيا ...النفط والطاقة

 Sep 29, 2020    0    
بين أذربيدجان وأرمينيا ..
blacklivesmatter.jpg

مثقفون ومفكرون : من أجل أممية تقدمية فاعلة

 Jun 07, 2020    0    
ترجمه حماد بدوي 
suffer40jail2-1.jpg

التعذيب مازال قائما في المغرب

 Mar 25, 2021    0    
عزيز ادمين

قائمة مقاطع الفيديو

العنف تلميذ-أستاذ ...فهم،تحليل و مقترحات حلول

25 Nov 2017 : 18:26 تعليقات: 0 مشاهدات: 
drraz.jpg
Yennayri
منشور من طرف Yennayri
إنه لأمر في غاية الصعوبة أن تعيش في مجتمع العنف تأصل فيه كالمجتمع المغربي. 
كل أنواع العنف موجودة في هذا المجتمع ، وقلة قليلة تتأفف وتتعفف و تسمو بنفسها عن العنف ع
إنه لأمر في غاية الصعوبة أن تعيش في مجتمع العنف تأصل فيه كالمجتمع المغربي. 
كل أنواع العنف موجودة في هذا المجتمع ، وقلة قليلة تتأفف وتتعفف و تسمو بنفسها عن العنف عندما تجد الفرصة لممارسة هذا السلوك المقيت. العنف مرتبط في مخيلتنا الجماعية المريضة ، بالقوة والسيطرة و التسيُّد وهو في الحقيقة ليس سوى مظهر واضح جدا للضعف ، والتردد إن لم نقل لانعدام الثقة في الذات . 
طبعا ، عندما نحاول فهم العنف الذي صار الأساتذة يتعرضون له من طرف التلاميذ لا يمكننا إلا أن نضعه في هذا السياق المجتمعي العام ، الذي وددنا لو نستطع أن نناقشه ونحلله ونتناوله عسى نساهم في القضاء عليه . لكن العنف كمظهر مجتمعي عام ، أمر في غاية التعقيد ، وسنكتفي هنا بتناول جزئية صغيرة ، والتي هي العنف الممارس ضد الأساتذة من طرف التلاميذ ، فلن نتطرق لكافة أنواع العنف المرتبطة بالتربية ، ولا لكافة أنواع العنف الممارس على الأساتذة من أطراف أخرى ، ليست بالضرورة تلاميذ يُفترض فيهم أن يظهروا أسمى وأرقى وأعلى درجات الاحترام والتوقير والإجلال لمن يربيهم ويدرسهم . 
الملاحظ أن العنف الممارس من طرف التلاميذ على الأساتذة ، يظهر خصوصا في المرحلة الثانوية . فمن الواضح جدا ، أن شروط بروز هذا العنف لا تجتمع كاملة إلا في هذه المرحلة . قد تظهر في المرحلة الثانوية الإعدادية وحتى قبل ذلك ، لكن لحد اللحظة الثانويات هي المَرْتَع الرئيسي هذا الداء الخطير . 
لماذا الثانويات هي من تعاني من هذا النوع من العنف ؟ 
علينا أن نسلم بأمر محزن جدا ، هو أن بعض تلاميذ المستويات الأخرى الدنيا ، تمنوا لو مارسوا هذا العنف على أساتذتهم ، لكنهم غير متوفرين على شروط ذلك ، فهذه تظهر فقط على ما يبدو في تلامذة المرحلة الثانوية . 
لتُمارس العنف على ولِيِّ أمرك أو ولي أمرك التربوي ، لا بد لك من أمور عديدة : 
أولا : معرفة ماهية العنف . 
ثانيا : رؤية العنف مُمارسا . 
ثالثا : الوقوع ضحية للعنف . 
رابعا : تجريب أن تكون ناجحا في ممارسة العنف ، بمعنى أن يكون لديك ضحايا . 
خامسا : قياس ردة فعل المحيط حيال العنف الممارس ، ومدى شجبه له ، أو تقبله أو التشجيع عليه . 
سادسا : إيجاد "مبررات أخلاقية" للعنف - أخلاقية من وجهة نظر مُمارس العنف - . فالعنيف لا يمارس عنفه إلا إذا برر ذلك ، ولا يهم أن تكون التبريرات واهية تافهة أو غبية ، المهم أن يحس بينه وبين نفسه أو جماعته أنه عادل ، و أنه يقوم بفعل شرعي مبرر ، وربما ينتظر ويتوقع أن يجازى على ذلك .  
سابعا : الوصول إلى مرحلة من الشحن النفسي ، غاية في الارتفاع في الخطورة وفي الشدة . تبدأ بالأفكار ، وتمر إلى الألفاظ ، لتصل أخيرا إلى التخطيط والتنفيذ .  
ثامنا : التوفر على القوة الجسدية والأدوات والوسائل المادية لممارسة هذا العنف . وهذا الشرط ربما هو ما يجعل التلاميذ المنتسبين إلى الثانويات أكثر ممارسة لهذا السلوك المشين . فإذا كانت الشروط السبعة الفارطة سهلة التحقق في مجتمع عنيف مثل مجتمعنا ، فإن الشرط الثامن لا يتحقق إلا ببلوغ الإنسان المغربي السن الذي عادة يكون فيه في المرحلة الثانوية .  
العناصر السالفة الذكر ، ربما هي فقط بعض العناصر التي في حال عدم التوافر ، أو عدم توفر أحدها أو بعضها ، فإنها في الغالب لن تعطينا ذلك الإنسان القاصر الذي يمارس العنف على أساتذته . 
هذه العناصر - وربما عناصر أخرى- تكون موجودة في تلاميذ المرحلة الثانوية بالخصوص . 
من أين يأتي العنف الممارس من طرف التلاميذ على الأساتذة ؟ 
للأسف الشديد ، هذا العنف آت منا في الأصل ، وهو بضاعتنا التي ردت إلينا ، عنفنا رد إلينا ، ولو كنا غرسنا محبة وتفهما وحنانا لكان عاد إلينا ، لكن الحالة ليست كذلك على الإطلاق في الوضعية الراهنة التي نحن بصددها . هذا النوع من العنف يأتي من أماكن وروافد ومغذيات كثيرة : 
أولا : الأسرة . 
تعتبر الأسرة المنتج الأول للعنف في المجتمع المغربي ، فالأسرة المغربية تمارس العنف باعتباره أمرا شرعيا جدا ، عاديا وجيدا . فالأب يمارس العنف على الجميع ، والأم تمارس على الجميع باستثناء الأب ، والأخ الأكبر يسمح لنفسه بتعنيف الأخوة الأصغر سنا ، ويستثني الأب والأم . الكل يُسلم "مشعل العنف" لمن يليه مرتبة ، بشرط أن لا يمارسه عليه هو . 
ثانيا : المدرسة . 
عندما يأتي الأطفال إلى التعليم الأولي بين الثالثة والسادسة ، يكونون قد تشبعوا بـ "منطق العنف" في أسرهم . قلة قليلة من المربين في رياض الأطفال ، تستطيع أن تتعامل مع هؤلاء الأطفال دون عنف ، الأغلبية تستمر في تكريس العنف كقيمة ، كأسلوب تواصل ، وكآلية تدبير وضعيات معينة . هنا نلاحظ أن المجتمع يعتبر أن أفضل مربي مثلا ليس هو الذي يربي تربية مسالمة ، بل الذي يستعمل قدرا أقل من العنف . فتخيل وجود تربية مسالمة تماما ، بعيد عن مخيلتنا الجماعية تماما ، علما أنه يمكن الوصول إليه حتى إنطلاقا من وضعية مريرة كالتي نعيش حاليا . 
طبعا ، المدرسة الابتدائية تكرس العنف أكثر وأكثر ، خصوصا مع ضغط المقرر ورغبة الأساتذة في إعطاء الدروس بأي ثمن كان ، فهم يعتبرون الأطفال ذوي السلوك غير المقبول ، عوائق ديداكتيكية ، وليس حالات تستوجب المساعدة والفهم والاكتشاف . 
طبعا ، أساتذة المرحلة الإعدادية ، لا يكون لديهم - في نظرهم - أي حل آخر سوى الاستمرار في ممارسة العنف الرمزي ، والعنف اللفظي ، والعنف الجسدي لضبط القسم ، لتخويف التلاميذ ، للحصول على لحظات سلم قليلة يستغلونها للشرح ولكتابة الملخصات ، والقيام بالتمارين ، منتظرين بفارغ الصبر أن يرن الجرس . 
ثالثا : روافد أخرى للعنف . 
مؤكد أن هناك العديد من الروافد الأخرى كالسلطة الحاكمة ، والشارع ، والتلفزة ، والألعاب الإلكترونية ، والأنترنت ، والأغاني ، والأمثال الشعبية ، وربما بعض القصص والروايات والنصوص ... هذا باختصار شديد ، فليس الهدف من هذه الورقة هو فهم من أين ياتي العنف ، وإن تطرقنا إلى ذلك ، بل الهدف هو أن نعرف بم يمكننا الرد كمجتمع مغربي على العنف الممارس على الأساتذة ؟ هذا ما قد يكون القيمة المضافة لهذا المقال التربوي المتواضع . 
لماذا العنف أصلا ، وأين يمارس ؟ 
صحيح أن العنف يمارس في جميع طبقات المجتمع المغربي ، لكن كلما كان الجهل أكثر ، الفقر أكثر ، انسداد الأفق أكثر ، كلما كان العنف أشد . العنف ببساطة هو الفشل التام لقيمة سامية جدا هي الحوار الإنساني والتفاهم و التواصل . 
عندما يقوم طفل مثلا بسلوكات مرفوضة تُدخُل الأم في حالة من العصبية الـشديدة ، تفقد الأمهات -أو الآباء أو الأساتذة - في كثير من الأحيان القدرة على التخاطب والتحدث و تكوين جمل تتضمن المرغوب و المطلوب والمراد من الطفل . 
نلاحظ أن كثيرا من ممارسي العنف على الأطفال خصوصا في حال سبب هذا العنف آثارا و أضرارا و علامات ، يتحججون بأنهم ماكانوا يريدون ذلك ، وأن حالة العصبية التي سببها الطفل بسلوكه المرفوض هي السبب في هذا الضرر الذي حصل ، والمشكلة أن المجتمع والمحيط والآخرين يقبلون هذا التبرير ربما لأنهم هم أنفسهم قد يكونوا تعرضوا لنفس الموقف ، أو يظنون أنه من المحتمل جدا أن يتعرضوا له . 
وفي مجتمعات للأسف الشديد ارتبط فيها التعليم بالمستوى المادي ، نجد أسرا فقيرة جاهلة مستواها التواصلي - أصلا وبدون غضب - متدني جدا . أي أن طريقة التواصل لديها في الحالات العادية ، غير صحيحة ، مرتبكة ، وسلبية جدا ، فما بالك عندما تحدث أشياء مثل وضعيات توتر وغضب ونرفزة، عندها العادي هو أن يتحول الحوار اللفظي ، لجمل قصيرة عبارة عن سب ، والحوار الجسدي إلى عنف عبارة عن صفعات ولكمات وركلات و ضرب بالعصي والآلات الحادة ، وأي شيء آخر . 
لذلك ننصح أي مربي ، أن لا يقع أصلا في حالة الغضب ، أما إذا وقع فيها فعليه التوقف عن ممارسة مهامه كمربي إلى أن تزول هذه الحالة . فمؤكد أنه لو خرج من حالة الغضب وعاد إلى حالة الهدوء والسكينة والسلم الداخلي ، سيفكر بطريقة مختلفة تماما ، وسيجد طرقا وأساليبا ووسائلا يصل بها إلى ما يريد دون أن يكون آلة عنف تحركها نار الغضب . 
باختصار، الغرض من هذه الفقرة هو إرسال رسالة بسيطة لكن عميقة ، مفادها أنه كلما حسَّنت مستوى تواصلك ، كلما كان احتمال لجوئك إلى العنف أقل . 
طبعا ، هذا عامل واحد وليس العامل المتحكم الوحيد ، فمثلا شخصية المربي لها دور كبير في النجاح أو عدم النجاح في اجتذاب و جلب انتباه وتركيز واهتمام التلميذ ، فعندما يكون التلميذ بصدد التعامل مع أستاذ ذو شخصية جذابة ، مرحة ، وعميقة يحس لاشعوريا أنه بحاجة إلى التعامل والاحتكاك واكتشاف هذا الشخص المربي ، وبطريقة لا واعية يسلم له مقاليد نفسه . 
المشكلة أن الأساتذة ، - الذين أغلبهم ينسى كم كان هو أيضا مشاغبا- ، هم نتاج منظومة كئيبة سيئة ومتخلفة ، وباستثناء قلة نزلت عليها رحمة من الله ، البقية تريد أن ينتبه التلاميذ الى دروس هي الملل والكآبة و القرف بذاته ، دون تجديد ، دون إبداع ودون طابع خاص يضعه المربي عليها . 
وسط هذه المعمعة الهائلة من العنف والتخلف والعلاقات المتشنجة ، تجد قلة قليلة استطاعت رغم كل شيء إيجاد توازنات عجيبة في أقسامها . هم أساتذة حكماء ، بعمق في التفكير ، وتجارب كثيرة ، وتكوين ذاتي مستمر ، وأسلوب حديث جد راق ، جد جذاب ، وجد فعال . و لا ندري لماذا لا تتم الاستفادة من هؤلاء ، أقله ليأخذ منهم الأساتذة الذين يريدون تطوير أنفسهم . 
عموما ، إذا كانت التربية والتعليم مهمة تتطلب أداء خاصا جدا . فإن العمل في الوضعية الصعبة الحالية ، يتطلب أناسا من مستوى أعلى ، وأرقى ، وبخبرات أكثر . و شخصيا و أنا أراقب منذ قرابة العقدين كيف تم عمليا تدمير المدرسة العمومية على مر عقود كثيرة ، وأنا أرى هذا الدمار ، وأرى تهافت القطاعات الأخرى - والدول الأخرى- على النخب المثقفة الواعية المكوَّنة ، أتساءل من أين يمكن للدولة أو المجتمع أو المغرب أن يأتي بهؤلاء الأكفاء جدا ؟ فأشخاص بهؤلاء الكفاءات يتوجهون إلى كل القطاعات باستثناء التربية والتعليم ببساطة لتدني مستوى الأجور المقدمة مقارنة بصعوبة المهمة . فالأجور المقدمة حاليا في مجتمعنا لممتهني هذا القطاع ، ليست سوى مظهر من مظاهر العنف الممارس على الأساتذة من الدولة هذه المرة ، والذي يساهم كثيرا في خلق نوع من النفور النفسي لدى الأساتذة ، يؤدي بدوره إلى تدني جودة المنتوج التربوي الذي يقدمونه . 
الحلول ومستوياتها :
من الصعب جدا الحديث عن حلول لهذه الظاهرة ، خصوصا وأن من بيدهم فعلا القدرة على إيجاد الحلول وتطبيقها وتفعيلها ، لا تبدو عليهم مبالاة كبيرة بهذه الظاهرة ، ربما لأنهم لا يعتبرون أنها مُهمة ، أو لأنهم ليست لديهم أدنى فكرة عن طريقة إبداع حلول رغم أنهم يتقاضون أجورا ضخمة تحديدا من أجل إيجاد هذه الحلول ، أو لأن لديهم مشاغل أخرى أهم . 
عموما ، الأمر يهددنا جميعا ، وعندما يكون التهديد شاملا ، على الجميع التعبئة للتدخل والمساهمة والمساعدة لتجاوز الخطر المحدق . 
إن نظرة بسيطة للأمر ستجعلك تدرك أمرين منطقيين جدا . 
- الأمر المنطقي الأول هو أنه لا يوجد في العالم حاليا تقنية أو خطة أو منهجية عمل ، يمكنها أن تحل هذا المشكل جذريا في فترة زمنية قصيرة ، تمتد بين السنة والخمس سنوات . بمعنى أن العمل يجب أن يكون على المستوى والمدى والتفكير البعيدين . 
- الأمر المنطقي الثاني ، هو أن فداحة الوضعية الحالية لا تسمح لا بالتأجيل ولا بالتسويف و لا بالبطء في العمل ، بل تتطلب تدابير فورية سريعة وحاسمة . 
قد تبدو الفكرتان متناقضتان ، لكنهما في الحقيقة متكاملتان . 
المطلوب إجراءات زجرية ، كتشديد العقوبات ، وتطبيقها الفوري على هؤلاء المعتدين القاصرين-المساكين ، نعم فهم إلى جانب كونهم معتدين هم ضحايا ، وضحايانا نحن تحديدا ، وعليه فإننا نعاقبهم فقط لأن معاقبتهم هي أخف الضررين ، ولأن عدم معاقبتهم سيسبب كارثة أشد ، ولأنه ما من حل آخر على المدى القصير سوى معاقبتهم ، وأتمنى أن يجد أحد حلا غير زجري لاعتماده ، أتمنى ذلك لكن لا أظن أنه موجود . 
ماذا سنربح من الحل الزجري ، الذي هو حل مطبق على المدى القصير؟ 
سنربح أهم وأفضل وأغلى شيء في الوجود ، سنربح الوقت للبدء بتدابير على المستوى المتوسط ، يعني بين الخمس والعشر سنوات . و التي هي أيضا ستسمح لنا بالعمل على حلول جذرية حقيقة طويلة المدى ، أي ما فوق العشر سنوات إلى حدود العشرين أو الثلاثين سنة . 
جيل كامل يجب مراوغته ، إلى أن يرحل بأقل الضرر ، وأثناء ذلك العمل الجدي على بناء جيل جديد . 
ما هي الحلول المحتمل القيام بها على المدى القريب ؟ 
- تطبيق القانون بشدة على المعتدين .
- تغريم العائلات مبالغ مالية ، على اعتبار أن من وصل هذه الدرجة تكون الأسرة أيضا مسؤولة عبر تساهلها و لا مبالاتها و لا مسؤولياتها ، فعوض مشاهدة المسلسلات التركية كان حريا بهذه الأسر أن تنتبه إلى الأفكار التي انزرعت وتغلغلت وتسربت إلى عقول أطفالها . وطبعا إقرارعقوبة مماثلة ، سيجعل كثيرين يعودون للاهتمام بدور الأمومة والأبوة الذي تخلى عنه نسبة كبيرة من الناس . 
- وضع لائحة سلوكات موجبة للعقوبات ، بمقابلها وضع لائحة العقوبات الإيجابية التربوية المقابلة لها . فالتأخر له عقوبته ، والغياب له عقوبته ، ورفع الصوت عند مخاطبة الأستاذ له عقوبته ، وعدم تبني خطاب محترم له عقوبته ، وسب الأستاذ له عقوبته ، والتهديد له عقوبته ، واستعمال العنف اتجاه الأستاذ له عقوبته . الغرض من هذا هو الخروج من الارتجالية الحالية ، بحيث يمكن لتلميذين قاما بنفس الفعل أن تتم معاقبتهما بطريقتين مختلفتين فقط لأنهما في مدرستين مختلفتين مثلا . كما أن هذه الطريقة ستجعل التلميذ العنيف في مواجهة القانون ، بينما التلميذ العنيف حاليا في مواجهة شخص الأستاذ ، لأن الأستاذ -عبر المجلس التأديبي - ، وليس القانون هو من يقرر العقوبات ، والأمر الأول كما الأمر الثاني مهمين جدا . 
- العقوبات يجب أن تكون من قبيل كتابة رسائل الاعتذار يوميا لمدة معينة مصحوبة بتنظيف مساحات واسعة مع تجيير الجدران لساعات طويلة ، كل هذا في وقت يكون فيه الأقران يلعبون و يرفهون عن أنفسهم و يتمتعون . هذه العقوبات البديلة هي عقوبات قاسية القسوة المناسبة ، و تكون مشروطة بإظهار الندم ، وطلب العفو الصادق ، والامتثال التام للأوامر والتعليمات والتوجيهات ، ومجرد التأمل في اسمها الذي هو "العقوبات البديلة" يعني أن الذي لا يمتثل لها ، أو لا يأخذها على محمل الجد ، أو في حال ثبوت عدم نجاحها في تعديل حقيقي إيجابي وفعال لسلوك التلميذ ، في هذه الحالات نعود بسرعة إلى العقوبات الكلاسيكية ، والتي تعني بكل بساطة قضاء مدة في الإصلاحية مهما كان هذا الحل سيئا . 
- الحرمان من التواصل مع الزملاء والأقران والأصدقاء ، بحيث يصير اليومي لدى التلميذ هو البيت المدرسة ، والمدرسة البيت . هذا طبعا في حال وجود أسرة واعية وعيا حقيقيا لأهمية الجدية في اتخاذ القرارات الضرورية في حق ابنها ، حفظا حفظا لمصلحته ، ومصلحة المدرسة ، ومصلحة المجتمع . 
إجراءات على المدى المتوسط : 
على المدى المتوسط يمكن القيام بما يلي : 
- أولا ، مطالبة الوزارة والآكاديميات والنيابات ، المديرين والأساتذة والأسر ، الإبلاغ عن حالات يشكون أنه في حال تطورها ستصير حالات عنيفة . بحيث وبطريقة استباقية يتم تجميع هؤلاء التلاميذ و تنبيههم و توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم و بالتخوفات الموجودة بخصوصهم ، فهذا من شأنه إقناع نسبة منهم على الأقل ، بسلك طريق آخر غير الذي هم ماضون فيه . 
- ثانيا ، وضع بروتوكولات تدخل واضحة للأساتذة ، عن كيفية التعامل مع فئة التلاميذ التي بدأت فعلا معها مشاكل علائقية ، توترات ومشادات . بحيث يمنع على الأستاذ منعا باتا ، سب التلميذ ، أو إهانته ، أو دفعه أو تعنيفه ، أو مخاطبته خارج الزمن والفضاء المدرسيين ، كل هذا مع الحفاظ على برودة الدم ، وعلى الخطاب الدبلوماسي وعلى ترك أثر كتابي للحالة ، وعلى الابتسامة أيضا . لكن مع أخذ الإجراءات والتدابير والخطوات القانونية اللازمة لوقف تصرفات هذا التلميذ . والغرض من هذا من ناحية أن يكون الأستاذ من ناحية قدوة للآخرين في كيفية التصرف في حالات متوترة مشابهة ، ومن ناحية أخرى حتى يكون موقفه قويا في حال تدخلت أطراف أخرى بحثا ومساءلة وتمحيصا . سواء أكان هذا الطرف الثالث ، مفتشا أو لجنة أو سلطات عامة أو جمعيات أو منظمات ارتأت أن سماع الطرف الآخر أيضا مهم . 
- إشراك جمعية الآباء ، وجمعيات أخرى و فاعلين تربويين في حل المشاكل قبل تطورها . 
- خلق مجموعات تربوية تتكون من أساتذة و آباء و فاعلين جمعويين ، تكون مهمتها رصد استباقي لهذه الحالات ، والتدخل لفك النزاعات في المهد ، ومتابعة تطور الأمور ومجرياتها . 
- إشراك الإعلام ، بفتح المجال لمن لديه حلولا عملية ، وليس بأشخاص يأتون لاستعراض عضلاتهم النظرية التنظيرية الفكرية ، دون تقديم إجراء عملي واحد . أو باقتراح إجراءات مكلفة صعبة وغير عملية . أو يتكلمون كلاما عاما ، الغرض منه إرضاء الجميع ، وتلميع صورتهم الشخصية . فثمانون بالمائة ممن تتم استضافتهم في الإعلام هم من هذه النوعية . 
- الإشادة ومدح و تشجيع التلاميذ الذين يسلكون سلوكا قويما سلميا رصينا ، وعدم الاكتفاء بمعاقبة المخالفين . 
 
إجراءات محتملة على المدى البعيد : 
 
على المدى البعيد قد يكون من الضروري جدا ما يلي :  
- خلق جيل جديد من الأساتذة ذي تكوين جيد ، أو استيراده من دول أخرى ، يكون مكونا تكوينا جيدا ، ويتلقى أجورا جيدة ، بحيث أن الذين يشتغلون في الطب والهندسة والمحاماة يبدأون بالتوجه رويدا رويدا للتربية على اعتبار أن من يمارس هذه المهمة شخص يُدفع له مال محترم ، ولديه تقدير مجتمعي محترم ، وآفاق التطور المهني الخاصة به محترمة أيضا . 
تكليف هذه الكفاءات العالية الجودة ، بالمستويات الدنيا ، وقلب المعادلة رأسا على عقب ، بحيث كلما اهتممت بأطفال أصغر سنا كلما كان الأجر أعلى والتحفيز أكبر والمحاسبة أعظم . 
- منع العنف الممارس على الأطفال في المدارس منعا كليا ، و تربيتهم على الحوار والتسامح والتفاهم و تساوي قيمة الجنسين وتقبل الآخر ، وتقبل الاختلاف ، وتقبل آراء الآخرين ، وعلى الصدق وقول الحقيقة وتحمل المسؤلية ، تكوينا عمليا لا نظريا ، والتكوين العملي بسيط جدا وصعب جدا في نفس الوقت ، ولا يكون إلا بتصرف المربين تصرفات حقيقية واقعية ملموسة ، بما يتوافق مع هذه القيم ، فالتلاميذ يعطون أهمية قصوى لما نفعل ، وليس لما نقول ، وهذا دليل على نباهتهم وذكائهم وقدراتهم العقلية العالية . 
- تصنيف العنف الأسري الى درجات ، والبدء بمحاربة الحالات الأخطر عبر مساعدين اجتماعيين ، ثم الأقل خطورة ، وصولا الى تخفيض مستويات هذا العنف ، إذ تقريبا ما من جدوى إذا كانت المدرسة تربي على قيم السلام والحب والإخاء ، بينما الأسرة تربي بالعنف والاستبداد والتغول على الآخرين . 
- تجريم إنتاج الألعاب العنيفة للأطفال ، وفرض رقابة أعلى على الرسوم المتحركة والقصص المصورة ، وعلى المضمون المروج في الأنتنرنت . 
- نشر ثقافة استهجان المواد العنيفة حتى عند الكبار ، فأفلام العنف والهلع والمشاهد التي تستهين بالموت ، كلها تساهم في تكوين شخصيات آباء وأمهات عنيفة وتُمرر هذه الأفكار الفيروسية لصغارها وأطفالها و المحيطين بها عن غير وعي . 
 
في الأخير لا بد للتنبيه لثلاثة أفكار رئيسية : 
أولا ، العنف الذي تطرقنا له ، مشكلة كسائر المشاكل ، إذا عالجناه بقوة سنتغلب عليه بسهولة ، وإذا رفضنا رؤية الحقيقة فإنه قد يلتهمنا أو يوصلنا إلى حالات سيكون من المؤسف حقا أن نصلها . المشكلة أنه كمجتمع مغربي ، للأسف عموما ننهج النهج الثاني وليس الأول . 
ثانيا ، لا ندعي أبدا في هذه الورقة المتواضعة الإلمام بالموضوع في شموليته ، أو أننا قدمنا جميع الحلول أو أننا فهمنا الموضوع فهما عاما شاملا تاما ، بالعكس تماما ، المقترحات هنا لأسباب عديدة قليلة ، ويمكن إضافة الكثير الكثير في كل باب من أبواب هذا المقال المتواضع . ربما أهم شيء هنا ، هو الدعوة لطريقة جديدة في التناول والتحليل والاستنتاج ، يعني قد يستفيد أساتذة أو آباء أو طلبة بالأفكار الواردة ، طريقة تسلسلها و المقاصد التي تريد أن تخدم . 
ثالثا ، لقد سبق أن قلنا أن الخطر محدق بنا جميعا ، وأن على الجميع أن يساهم أساتذة وأسرا وباحثين وإعلاما وسلطات وفنانين وكتابا ، وناشطين فايسبوكيين ، وصناع قرار ، وسياسيين وجمعيات مجتمع مدني . إذن على الجميع أن يسأل نفسه ، عن ما يمكن أن يقدم ، وهل قدمه فعلا أم لا ، لأنه في موضوع مماثل الخلاص إما أن يكون جماعيا أو لا يكون .  
 
توقيع : هشام الدراز 
أستاذ وكاتب مغربي
Tags: None

العلامات

Yennayri

0 تعليقات

antony-blinken-gty-jt-201123_1606166749745_hpMain_16x9_992.jpg

وزير الخارجية الأمريكي يصدم الموغريب بتصريح أ ...

 Jan 27, 2021    0    
صوت اليوم مجلس الشيوخ الامريكي بالقبول على تعيين انطوني بلينكن في منصب سكرتير الخارجية في إدارة ...
FB_IMG_1610242177004.jpg

مبعوث أممي يستعيد سنوات تعذيبه داخل السجون ال ...

 Jan 10, 2021    0    
 عبر تدوينة فايسبوكية استعاد المناضل اليساري السابق جمال بنعمر والمسشار الخاص السابق الامين الع ...
FB_IMG_1608676897553.jpg

الاعلان الرسمي المشترك بين أمريكا والمغرب واسرائيل

 Dec 22, 2020    0    
الرباط – في ما يلي النص الكامل للإعلان المشترك الذي وقعته اليوم الثلاثاء المملكة المغربية والول ...
FB_IMG_1593261278879.jpg

عمر الراضي : مارسنا الجنس رضائيا كراشدين وسأذ ...

 Jul 29, 2020    0    
بعدما قررت الدولة المغربية متابعة الصحافي عمر الراضي في حالة اعتقال بتهم غبية وسريالية اي اغتصا ...

أقصبي: تقرير لجنة النمودج التنموي مليء بالمحر ...

 May 31, 2021    1    
تقرير لجنة النموذج التنموي مليء بالمحرمات وبقي في حدود الخطوط الحمراء
120614706_3462004130514568_7707432065712450424_n.jpg

ملك المغرب يبرع عائلته بمنزل باريسي قيمته 80 مليار

 Oct 02, 2020    0    
إقتنى ملك المغرب محمد السادس مؤخرا إقامة فخمة في أحد أغلى الاحياء الباريسية بمبلغ 80 مليون يورو ...
200823251-e1462177049385.jpg

إحصائيات صادمة عن المغرب

 Aug 26, 2020    0    
أرقام صادمة كشفت عنها الندوة الرقمية المنظمة من قبل الشبيبة العاملة المغربية حول موضوع "الحماية ...
palaisroyal.jpg

بلومبيرغ : بسبب كوفيد 19 المغرب يغلق الهامش ا ...

 Jul 28, 2020    0    
المغرب ينقلب على الديمقراطية بسبب جائحة كورونا ، هكذا عنونت أحد اشهر الصحف الاقتصادية بأمريكا ب ...
zinebsaid.jpg

موازنة بين اللغة العربية الفصحى والعامية:الدا ...

 Apr 17, 2021    0    
بقلم : زينب سعيد *
received_410704366694043.jpeg.jpg

Jacob Cohen* : Une confession qui pèse .*Ecri ...

 Feb 02, 2021    0    
Entrevue réalisée par Dr.
Souadadnan.jpg

من حكايات الضاوية : غانمشي للمغرب نتزوج امرأة ...

 Dec 14, 2020    0    
من حكايات الضاوية 1
fb_img_1559681431895.jpg

وفاة الرايسة "خدوج تاحلوشت" : صوت الاباء والابداع

 Jun 04, 2019    0    
وفاة الرايسة "خدّوج تاحلوشت": صوت الإباء اللاذع
bunjorno.jpg

”صباح الخير ايها المهندسون“

 Mar 09, 2019    0    
زينب سعيد
aminacharki.jpg

"سورة كورونا" تلقي بشابة تونسية في السجن

 Jul 16, 2020    0    
 قضت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بسجن المدونة التونسية آمنة الشرقي لستة اشهر واداء غرامة قدرها الفي دينار بتهمة الدعوة والتحريض على الكراهية بين الاديان والاجناس والسكان ولذلك على خلفية اعاد ...
palestine.jpeg.jpg

وزارة الداخلية المغربية تمنع مسيرة فلسطين

 May 19, 2021    0    
قررت السلطات المغربية منع المسيرة الشعبية المقرر تنظيمها بالعاصمة الرباط يوم الاحد 23 ماي الجار ...
tachertamsna.jpg

كوميساريا تامسنا تتستر على بوليسي عنف استادة ...

 Apr 23, 2021    0    
تعرضت الاستاة هدى جبيري لاعتداء عنيف بسوق قرية تامسنا من قبل بوليسي متعجرف بعدما رفضت الادعان ل ...

وتستمر فضائح مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء

 Apr 06, 2021    0    
نصيب من الفضائح الصحية  يشهده المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء والغالب فيه هو «طرد المرض ...
orient-occident.png

ملامح الثقافة العربية في ايطاليا

 Jun 22, 2020    0    
بقلم عز الدين عناية
ecole-maroc-300x208.jpg

صرخة من أجل المدرسة العمومية

 Mar 09, 2019    0    
منصور عبد الرزاق
azdinannaya.jpg

مآلات الثقافة والمثقّفين , نحو سوسيولوجيا للخ ...

 Feb 27, 2019    0    
عز الدين عناية
 
nassermoha.jpg

ماوراء البرامج التنموية الملكية من تضليل ...

 May 31, 2021    0    
بقلم ناصر موحى
download.jpeg.jpg

العدالة بسرعتين

 Mar 19, 2021    0    
اسماعين يعقوبي
lahcen-amkran.jpg

موظفو الاكاديميات بين بنكيران والرمضاني

 Apr 06, 2021    0    
بقلم لحسن أمقران