مريم الزنطاري
لم اتمالك نفسي بعد ان استمعت بامتعاض الى الخطاب التاريخي الذي شنف به جلالته آذاننا في يوم تاريخي كهذا, ذكرى ثورة الملك و الشعب , لا أدري عن أية ثورة يتحدث!!
اختار الملك الثائر هذه المرة الحديث عن التعليم, بينما كنا نتمنى ان يكلمنا عن القضاء و استقلاليته في دولة الحق و القانون, حتى نفهم كيف لملك عفا عن مغتصب أطفال دون اطّلاع سابق عن ملفه, أن يستمر في الاستمتاع بحق .العفو؟؟ كنا نتمنى في نفس السياق ان يكشف لنا بعض التجاوزات التي ارتكبها الجلاد بنهاشم حتى نال الغضبة الملكية وأقيل من مهامه ....

من جهة اخرى، وفي اطار تشجيع قطاع الصناعة التقليدية , يستمر استغباؤنا عندما يستشهد أمير المؤمنين بحديث جده المصطفى :"ما أكل أحد قط طعاماً خيراً من ان ياكل من عمل يده, و كأن باقي المهن لا تستعمل فيها الايدي...ذلك ليضيف "ضامة البنة" الدينية لحريرته...

و رجوعا الى التعليم، و بعد سنوات عجاف ضربت حقل التعليم, أطل علينا الملك الثائر باكتشاف خطير, و هو ان التعليم هو القاعدة الصلبة للنهوض بالتنمية الشاملة للبلاد. و يطمئننا بأنه يسهر شخصياً على توفير البنية التحتية و التجهيزات الضرورية للتعليم من طرق و ماء صالح للشرب و الكهرباء ( هذه المرة بعينين ناظرتين الى عدسة الكاميرا كما يفعل الخطيب الواثق من صدق كلامه) , و مساكن للمعلمين...ثم يقوم "بمونلوج" بئيس يطرح فيه
السؤال المعضلة, فيجيب بان المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم سببها اعتماده برامج و مناهج لاتتلاءم مع متطلبات سوق الشغل, و كذلك تغيير اللغة, متناسيا ان صاحب حكمة التعريب كان والده !!
السؤال الذي كان يجب ان يطرح هو من المسؤول (ون) عن هذه الاختلالات و من يقرر اعتماد هذه البرامج و المناهج الفاشلة؟ و بما انها فاشلة, ألا يجب محاسبة المسؤولين ؟ و إلى متى سيظل ابناء الشعب فئران تجارب لمخططاتكم التعليمية التدميرية؟؟ أبناء الشعب الذين لا يدرسون في المدرسة المولوية أيها الملك الثائر!
يلوم بعد ذلك أبونا المربي الجليل الحكومة الحالية التي لم تكمل مسار الحكومة السابقة في البرامج التعليمية الناجحة التي وضعتها, متسائلا كيف يعقل ان كل حكومة تأتي ببرامج جديدة! هل هذه دعوة الى التشبث بالتراث و عدم التجديد مواكبة لقطار التقدم...
ثم يتجرأ الأب الحنون و يقارن بين المدرسة المولوية و مدارس الشعب, مع فرق بسيط في "الظروف" التي تحيط البيأتين. فرغم أن "خديمنا لا يعيش بعض الصعوبات الاجتماعية او المادية التي تعيشها فئات" منا , فإنه مسكين يتقاسم هواجسنا.
ثم يقع خديمنا في زلة لسان شبيهة بزلة البلاء لصاحبها البراح, مقراً بأنه درس وفقاً لبرامج المدرسة المولوية قاصداً ان يقول المدرسة العمومية...وفي الأخير, يحيلنا الى خطاب السنة الماضية الذي يتضمن الحلول !
و اخيراً ,لا يسعني الا ان أشكر الله تعالى على الثروات البشرية التي أنعم بها علينا, و التي حرص جلالته و عصابته على تكليخها في إطار نظام تعليمي اقل ما يمكن ان نقول عنه انه فاشل بامتياز!