ناصر موحى
وحش فرنسي آخر يشتري طفلا مغربيا ذو السنة الواحدة ب 2000 اورو ...ويغتصب اطفالا آخرين . اقام العجوز ذو الستين سنة في فندق مغربي يرسل مالكها لائحة زبناءه للبوليس يوميا لكنه افلت من ذلك ... سافر عبر حافلات وقطارات المغرب في طرق دائما مليئة بالحواجز "الامنية " ورغم ذلك أفلت منها مرة أخرى ...دخل المطارات المغربية الحروسة ومر على عشرات حواجز التفتيش الانسانية والالكترونية ...لكنه انسل منها كما الشعرة من العجين وسافر بكل طمأنينة مع طفل لم يلده ولم يكن معه صلة دم ... من نحاسب ؟ مراقب الفنادق أم رجال الحواجز المدججين أم مقدمي الاحياء الذين يحصون البق في حركاته ؟ ام مراقبي الجمارك أم القوانين التي جعلت السياح فوق كل القوانين ؟ أم الشعب الذي يتعايش مع الاهانة على مدار الساعة ؟
بالامس غزى بلجيكي غزوته في أطفالنا وبناتنا وعاد لوطنه سالما غانما بمآت الاشرطة التي تصور فضيحتنا للعالم وحكما بالبراءة ...بالامس كذلك شن اسباني غارته الجنسية على دزينة اطفال مغاربة لمدة سنتين وحوكم بثلاثين سنة في سابقة القضاء المغربي لكنه لم يمضي منها سوى بضعة اشهر ليطلق سراحه ويهرب لبلده بأمر ملكي سامي قانوني جدا وكأنه عقاب لحكم القضاء "القاسي" جدا . هي حالات مهينة لنا كشعب ، والمصيبة أنها فقط تشكل الجزء الذي يظهر من الجبل الجليدي . لأن اغتصاب الطفولة المغربية لم تعد حالات معزولة بل أصبحت ظاهرة تمارس بشكل منهجي مقلق .
للمقارنة والتامل فقط لربما يصحو فينا شي نفس الى مازال حي فيه شي عرق .
في سنة 1999 اندلعت أزمة سياسية بين الولايات المتحدة الامريكية وكوبا بسبب الطفل إليان جونزاليس . الطفل ذو ست سنوات وصل الى سواحل فلوريدا مع رجلين نجوا من غرق قارب هجرة سرية بعدما ماتت امه وزوجها غرقا . طالبت كوبا بإرجاع الطفل لبلده وقام بحملة دولية ناجحة بينما الرأي العام الامريكي كان يطالب ببقاءه في أمريكا . في الاخير أعيد الطفل لوطنه ولاسرته وخسرت أمريكا معركة سياسية وقانونية واعلامية وخسر المرشح الديمقراطي السابق آل كور الرئاسيات أمام جورج بوش الابن بسبب هاته القضية . من أجل قضية طفل القت دولة وان تبدو صغيرة في مواجهة دولة عملاقة بكل ثقلها لرد الاعتبار لها كدولة قبل كل شئ ولمواطنيها .
لكن العكس هو الذي يحدث في بلدنا المغرب . فالنظام السياسي هنا مستعد لبيع كرامة الشعب وكرامته وطفولته وبتواطؤ مباشر او غير مباشر ، من أجل راحة السياح المرضى ومن أجل نيل رضى انظمة وشركاتها التي لاتتردد في إهانتنا ونهبنا كلما سنحت لها الفرصة لذلك ، ومن أجل ان يملؤوا اولا و أخيرا خزائن ابناك الاسر المستحوذة على مفاصل هذا النظام . أو مايسموه انعاش القطاع السياحي ...
كم يكفي دراكويلات المغرب الحديث من دماء وعرق وإهانة نقدمها لهم كقربان ليشبعوا قبل أن ندخل لعصر الحضارة حيث سنتذوق معنى النخوة الوطنية ومعنى الكرامة ؟
كم من التضحيات تلزم شرفاء وشريفات الوطن ليفهم الحاكم أن المغربي انسان لاليس سلعة تباع في سوق النخاسة العالمي ؟
كم من الاهانات والاذلال والمتاجرة في كل مايتحرك فوق ارض المغرب نحتاجها لنفهم جيدا وبوعي أنهم ابدا لن يشبعوا ولن يتراجعوا عن طيب خاطر الا حين يرث الشعب ارضه ومصيره المصادرين ؟