أثار توشيح ملك المغرب محمد السادس للأستاذ المياوم هشام الفقيه بوسام علوي موجة من الاستغراب والسخرية على منصات المواقع الاجتماعية لمجرد أنه زين حجرته الدراسية بالبالونات بقرية تبعد 100 كلومتر عن مدينة الحسيمة شمال البلاد في بداية الموسم الدراسي واستقبل تلامذتها بمحافظ مدرسية رغم أنه لم يقضي سوى سنة واحدة في انبل المهن .

قبل عرض بعض تفاصيل حياة الشاب هشام لابد من التأكيد على أن سياسة الدولة المافيوزية بالمغرب تحاول عبثا هذه الايام خلق رموز مخزنية في منطقة الريف في إطار صراعها مع الرموز التي أفرزها الحراك الشعبي بالمنطقة الذين يقبعون داخل زنازنه كالزفزافي والمجاوي وجلول في محاولة بئيسة لخلق زعامات بديلة .

شكون هو هشام الموشح بأحد أسمى الاوسمة العلوية ؟

قبل أن يلتحق بالتدريس في إطار نظام التعاقد العبودي منذ سنة خلت كان هشام عاطلا أو معطلا مثله كعشرات الاولوف من شباب بلده يبحث عن مخرج لوضعه المزري . إلتحق بالمتجر السياسي الملكي المسمى "الاصالة والمعاصرة " آملا في الحصول على منصب ريعي على مايبدو خاصة امام الاغراءات التي قدمها ابن منطقته ورئيسه إلياس العماري لشباب الريف حين كان صانعو الجرار يعتقدون انه قادر على حرث الارض والحجر والماء وحتى السماء . 

إنتفاضة الريف البطولية خلطت الاوراق المرتبة للمنطقة وأربكت حسابات المافيات الحاكمة من الرباط بمطالبها وقوة تنظيمها فتحول معها غالبية المنتمين والمتعاطفين مع "البام " إلى مليشيات بلطجية سخرت لكسرها بكل الوسائل . هشام الفقيه كان واحدا منهم حيث كشفت مكالمة مسربة قبل أشهر في عز الاعتصامات بساحة الشهداء بالحسيمة عن تلقيه أوامر بالاسراع رفقة شلته الى نصب الخيام بها لاحتلالها بحجة تنظيم معرض إستمر لشهرين .زج بخيرة شباب الحسيمة والنواحي في السجون وبدأ العماري وعصابته في النفخ بالمؤخرة فيما ظنوه سيكون بديلا .

بعد "نجاحه " في مباراة التدريس سيظهر الشاب بجبة جمعوي بدون جمعية يجمع المساهمات بالملايين تأتيه من الخارج ومن المغرب بسخاء مخزني فاضح لتجهيز قسمه المدرسي .وللغرابة فرغم أنه كان ينشر أخبارا عن تلقيه أموالا على صفحته الفايسبوكية فلم يتلقى استفسارا واحدا عن مصدرها والصفة التي يتلقاها بينما حوكم الزفزافي ورفاقه عن تلقي أموال وهمية بعشرين سنة نافذة . ولأن السيناريو كان مهيئا بشكل بليد وكاريكاتوري فقد تكلفت قنوات البوخرار الاعلامي "دوزيم والاولى " كأي نكافة تهيئ عروسا بإنجاز روبورتاجات تافهة عن هشام البطل لتقدمه كنمودج للمدرس المثالي الذي يتكلف بتجهيز مدرسته من ماله الخاص هكذا ...

هل بهكذا نماذج ميكي ماوس مصنوعة كأبطال الرسوم المتحركة يعول النظام على منافسة مناضلين أفرزتهم المعاناة وصلب عودهم الصدق والاستعداد للتضحية ؟

هل وسام مافيوزي ملكي هو ماتبقى لديهم لمنافسة جوائز عالمية من قبل جائزة سخاروف لحرية الفكر التي رشح ناصر الزفزافي لنيلها سنة 2018 ؟ 

هل مدرس ربما لم يمضي اسبوعا واحدا في مركز للتكوين هو من يريد الملك ان يكون نموذجا لمدرس المستقبل بينما الالوف ممن أمضوا عمرهم في البحث العلمي والتدريس لايلتفت إليهم أحد ؟

هل هشام الفقيه إختير كمدرس مياوم أختير لكي يسفه نضالات 50 الف من رفاقه الذين فرض عليهم التعاقد العبودي والذين يخوضون نضالات وطنية وجهوية من أجل حقهم في الترسيم والاعتراف القانوني بانتماءهم لمنظومة الوظيفة العمومية ؟

هزلت وهزلتم يانكافات نظام متهاوي لكنكم بارعون في تأكيد حقيقة واحدة وهي أن الهوة بين الشعب وحكامه تتسع وتتوسع بسرعة رهيبة نتيجتها الحتمية الانفصال والفراق التام  غير الوامق...