بين اذربيجان وارمينيا ...النفط والطاقة

29 Sep 2020 : 16:38 تعليقات: 0 مشاهدات: 
FB_IMG_1601396282635.jpg
Yennayri
منشور من طرف Yennayri

بين أذربيدجان وأرمينيا .. حرب النفط والطاقة 

لعلنا نستوعب أخيرا أن العلاقات الدولية والتحالفات السياسية والعسكرية لا علاقة لها بالدين والمذهب والطائفة .. 

__ أذربيدجان دولة أكثر من 80 في المية من سكانها مسلمون ..وشيعة .. يعني روافض حسب تسميات هواة التصنيف الطائفي .. يعني هم على نفس عقيدة الايرانيين والحوثيين والح ز ب اللاهيين ..  

__ أرمينيا دولة مسيحية ..وسالينا.. لا وهابيين ولا سلفيين ولا برطقيزيين .. تمام ..

الصراع بين أرمينا وأذربيدجان متجذر في التاريخ حول إقليم ناكورني كاراباخ .. والحرب بينهما بداية التسعينات أودت بعشرات الٱلاف .. 

__ هل تعلم أن أذربيجان تعتبر في السياسة حليفا استراتيجيا لإسرائيل والعلاقات السياسية والعسكرية بينهما متجذرة إذ تعتبر مستوردا أساسيا للصناعات العسكرية الصهيونية وتبادل الخبرات كبير بين الدولتين .. ولأن اذربيدجان تطل على روسيا فقد حولتها أمريكا إلى شوكة في حلق الرئيس بوتين وروسيا عموما ..

 لنخلص أن أذربيدجان حليف تاريخي للأمريكان والصهاينة وفي كل المجالات .. 

__ أرمينيا دولة ذات موقع جيوسياسي متميز جعل منها تاريخيا هدفا لغزوات واجتياحات تاريخية بما يفسر انتشار الأرمن في كثير من دول العالم وفي الشرق من الأردن لفلسطين لسوريا للبنان لتركيا .. وهنا نسجل حرب الإبادة التي مارستها الدولة العثمانية على الأرمن فيما يسمى مجازر الأرمن على يد الأتراك .. 

تتميز كل المنطقة بكونها خزانا استراتيجيا للنفط والغاز وممرا للطاقة تراهن عليه كل الدول الكبرى أو الطامحة كي تصير كبيرة وفي مقدمتها تركيا وإيران .. 

وهنا الغرابة في من يرفع شعار الدين والحروب الصليبية مع الأرمن ويدعو لحرب إسلامية جهادية يقودها اوردوغان وقطر كعناوين للتجييش بين الأغبياء وسماسرة الحرب والدين والسياسة .. غريب حقا ألا يستفيد المسلمون ويفتحوا عيونهم على حقيقة الصراعات وأسباب الحروب الحقيقية .. كيف يستعملهم الكبار حطبا لحروبهم كساحات ألغام .. لماذا لم يستفيدوا من كوارث أفغانستان وقد قتل منهم الٱلاف وتدمرت ٱلاف الأسر واعتقل الٱلاف من الطالبان للقاعدة لداعش والكل تحت شعار الدين والإسلام ليكون المٱل هو سجن غوانتانامو وحرب على الإسلاميين الذين تحولوا إلى مجرد إرهابيين يطاردهم العالم .. 

وكل مرة يتمكن مستكبرو العالم من جر شباب المسلمين إلى جبهات الموت والقتال دفاعا عن مصالح لا علاقة لها بالاسلام ولا بالمسلمين .. ألهذا الحد المسلمون بلهاء وأغبياء .. ألا يكفي التأمل في عمق الانقلاب الاسلامي والفقهي داخل السعودية أم الوهابيةو السلفيةوالمسؤولة تاريخيا عن تمويل ورعاية المذهب السلفي في العالم وتأطير علمائهم وتنظيمهم حتى تمكنوا من اختراق كل التنظيمات الاسلاميةبما فيها عقل وتفكير الاخوان المسلمين وامتداداتهم .. ألا يفهم الاسلاميون أن أغلب علماء الدين والاتحاد العالمي لما يسمى العلماء هم مجرد أداة سياسية في يد سلاطينهم وملوكهم وأمرائهم يوظفونهم كيف يشاؤون ومتى يشاؤون ..   

ألا يجب أن نتعض مما حصل من انقلاب في فتاوي علماء السعودية والإمارات الذين شرعنوا التطبيع مع الصهاينة وبدؤوا علاقات طبيعية مع الصهاينة ؟ أين الاسلام والمبدأ ؟؟  

كيف نفهم أن المعارضة السورية الغارقة في السلفية والوهابية والمدعومة من تركيا .. كيف يتحولون إلى مجرد مرتزقة ينقلهم أوردوغان مرة إلى ليبيا للدفاع عن حكومة السراج ضد حفتر بيدق السيسي والامارات .. وهاهو أوردوغان ينقلهم إلى أذربيجان لقتال أرمينيا ..ودائما تحت شعار قتال المرتدين والكفار والصليبيين .. ؟؟ 

__ بمنطق انصر أخاك ظالما او مظلوما .. ومنطق الولاء الديني والتعصب المذهبي فإن إيران ستدعم أذربيدجان وتناصرها سياسيا وعسكريا لأنهما يشتركان في نفس المذهب الشيعي لكن العكس ما يحصل وإيران تدعم أرمينيا .. وبنفس المنطق كنا سنجد تركيا تعادي أذربيدجان الشيعية كما تفعل في سوريا لكنها لا تكتفي بدعم أذربيدجان بل تسوق إليها المرتزقة كالخرفان من جبهات القتال في ليبيا وإدلب .. وهذا يؤكد أنه لا علاقة للحروب بالدين والمذهب !!! 

__ إذا كان من السهل فهم او اتهام ايران بأنها تدعم اليمنيين كشيعة والحشد الشعبي كشيعة وحتى بشار الأسد الذي هو في حقيقته لا شيعي ولا بطيخ وإنما هو مثل كل الحكام العرب المستبدين الذي وجد نفسه يرث حكما ووضعا سياسيا دافع عنه حتى لو كان الدعم من المريخ وليس فقط من ايران .. سوريا دولة علمانية ونظامها نظام أمني استبدادي لكنها تتميز بموقفها القومي من قضية فلسطين وهو ما يفسر دعم الكثيرين لها رغم رفضهم لنظامها السياسي ، لكن القراءة السياسية لما بعد احتلال العراق فرضت دعم سوريا وكل التحالف هناك ضد المحور الأمريكي الخليجي الصهيوني الذي لم يأتي للمنطقة أخيرا إلا بصفقة القرن المشؤومة ومعاهدات التطبيع بين الصهاينة والامارات والبحرين وعمان والسودان والسعودية .. 

وهنا تتوضح حقيقة التحالفات حين تنحاز اسرائيل وتركيا وامريكا وبلدان الخليج لدعم أذربيدجان الشيعية .. بينما نجد إيران تقف مع أرمينا المسيحية ضدا على منطق الولاءالديني والمذهبي والطائفي . فكفى يا فقهاء التفاهة والنفط .. إنها المصالح من تحدد السلم والحرب بين الدول .. وكفى .  

** سليمان الهواري / 28 شتنبر 2020 **

Tags: None

العلامات

Yennayri



قام بإرسال الخبرYennayri.com
http://yennayri.com/news.php?extend.5049