عزيز الزعيم
لماذا قلت الخلوة وقلت الإختلاط ؟ الخلوة مصطلح قديم وكل من درس الفقه الإسلامي يعلم هذا ، أما الإختلاط فهو مصطلح معاصر ، وهذه الخلوة هي الإنفراد : اختليت بنفسي أي انفردت بها ، اختليت بفلانة أي انفردت بها ، إذن الخلوة إما بالنفس أو بالغير كيف ما كان مذكر أو مؤنث ، والفقهاء أخذوا النص فاستوعبوه ثم طرجموه إلى آراء فقهية شخصية ، ونحن نُطبّق آرائهم الشخصية ولا نُطبّق النصّ ، والنص جاء في حديث يقول فيه رسول الله "ص" : ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما : ما خلى رجل بامرأة : الحديث واضح أيها الإخوة ، الفقهاء قالوا إذن الخلوة هي خلوة الرجل بالمرأة : لكن ماذا نقول بخلوة الرّجل بالرجل أيها الإخوة ؟ وكذلك خلوة المرأة بالمرأة ؟ ألا يوسوس الشيطان بين الرّجل والرجل وبين المرأة والمرأة ؟ هذا موجود كما تعلمون ، وحتى إن اختلى الرجل بنفسه ألا يوسوس له الشيطان بالعادة السريّة ؟ أيضا هذا موجود وبكثرة لأن كل إنسان له قرين ، ياما سمعنا أن رجلا اختلى بطفل فهتك عرضه أليس كذلك ؟ وهناك من اختلى بابنته ، هل الرسول "ص" غفل عن كل هذه الأشياء ؟ أرجوا أن نفتح أذان القلوب لأن هناك من يقدس أقوال الفقهاء الشخصية ويظن أنه يقدس النصّ الشرعي ؛ إذن أيها الإخوة فالخلوة ليست حراما بشكل مطلق ولكن حرامها حرام وحلالها حلال ، مثلا أن يختلي رجل بامرأة فتقع بينهما الفاحشة فهذا حرام قولا واحدا ، لكن أن يختليا ببعضهما ويتناقشا في شغلهما بحسن نيّة وبدون التفكير في الفاحشة فهذا حلال لأنهما لم يرتكبا أية معصية ، إذن صار التحريم معلّلا أيها الإخوة ، فإن قال أحد التحريم غير معلّل إذن بمجرّد خلوة الرجل بالمرأة حرام حتى وإن لم يصدر منهما ما هو محرّم ، لكن عندما نقول الخلوة حرام والفتنة حرام لما يُمكن أن يحدث من وسوسة الشيطان فهذا كلام جميل ، لكن إن إلتقيا مع بعض في الخير فهذا حلال وهنا يصبح التحريم معلّلا ، هنا أود أن أسأل سؤالا : هل خُلوة الرجل بأخته أو عمّته أو خالته تكون خُلوة مؤمونة ؟
غالبا تكون مؤمونة ولكن ليس قطعا ، إذن هناك نسبة خلوة رجل بأحد محارمه وليست مؤمونة ، ليس بالضرورة أن الخلوة مع مَحْرَمْ تكون مؤمونة أيها الإخوة ، وليس بالضرورة أن الخلوة مع غير مَحْرَم تكون شرّا ، المسألة متعلّقة بالنيّات كلّ واحد ونيّته وعلى النيّة يُجازى الإنسان : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ما نوى ما نوى : ليس بالضرورة أن تحدث مشكلة بين رجل وامرأة وهذا هو ما يقوله واقعنا الذي نعيشه ويُكذّب كلّ آراء فقهائنا للأسف الشديد ، كثير من النساء يشتغلن مع الرجال ولا يقعون في الفاحشة ، أم أن كل النساء اللواتي يشتغلن زانيات حسب كلام فقهائنا بأن الخلوة حرام لأنها تؤدّي إلى الزنا ؟ كلام فارغ ولا أعلم كيف يقول عليهم البعض علماء وفقهاء !!!! عن أي علم وعن أي فقه تتحدّثون؟
في الغالب الرجل والمرأة لا يحصل بينهما ما ذهب إليه فقهنا المتخلّف وأنتم تعلمون هذا جيدا ، مثلا امرأة هربت من رجل يريد أن يغتصبها فلم تجد أحدا يحميها إلا رجلا آخر عازب ودخلت عنده لتحتمي به ، هل هذا حرام ؟ فكّروا ثم احكموا بأنفسكم ، هل تُسمّى خلوتها بهذا الرجل في بيته خلوة مُحرّمة ؟؟ هل تعلمون لو كان هذا حراما لقال لها ممنوع أن تدخلي لبيتي وما حماها من الإغتصاب ، والمرأة التي تدهب عند الطبيب فيختلي بها في مكتبه ويكشف عليها هل هذا حرام ؟ هل هذه المرأة زانية ؟ الواقع يُكذّبهم ويردّ فقههم كما قلت ـــ كانت هذه قرائتي والآن تعالوا لنرى آراء الفقهاء الأربعة الذين يفتخر بهم البعض منّا من غير أن يقرأ لهم ولو حرفا واحدا ــ ابن حنبل يقول : الخلوة هي وجود رجل مع امرأة أو رجل مع نساء أو امرأة مع رجال أو رجال مع نساء :: هذا مذهب احمد ابن حنبل : " الرسول " ص " قال : رجل مع امرأة : واحمد يقول : عدد من الرجال وعدد من النساء أيضا خلوة وهذا حرام !!! كما قلت نحن نطبّق آرائهم ولا نطبّق النص أيها الإخوة ، وعلى حسب قول ابن حنبل فالطلبة في المدارس أولاد وبنات حرام أن يجتمعوا في القسم !!! لابد أن يكون لكل طالب مَحْرَم ، بمعنى يجب على الأولاد أن يتزوّجوا بالبنات وبعد ذلك لا حرج عليهم إن اجتمعوا في القسم !!! هل تفسير احمد تفسير بشري أم تفسير نبوي ؟ بشري لأن النبي "ص" لا يمكن أن يقصد هذا الهراء ، وبما أنه تفسير وفقه بشري إذن يُقبل ويُردّ أليس كذلك ؟ أما الشافعي فقال : الرجل مع المرأة والنساء والرجال جائز وليس خلوة لكن يجب أن يكون بينهم شخصا واحدا له مَحْرَمْ :: كما نقول بالدّارجة المغربية : بْغَى إكَحّلْ ليها هو يَعْميها :: إن كان الرجل مع زوجته يجلسان مع رجال آخرين ونساء فلماذا تقولون الإختلاط حرام ؟؟؟!!! لا أشعر بالقشعريرة حتى أقرأ آرائهم المتناقضة أيها الإخوة ، منطقهم عجيب وفقههم غريب صراحة ، ابن حنبل قال : جماعة من الرجال مع جماعة من النساء حرام ، والشافعي قال : إن كان شخصا واحدا فقط له محرم فهذا ليس حراما ، الله أكبر على فقهائنا العظماء كيف يتلاعبون بعقولنا ، أما ابي حنيفة قال : الخلوة هي رجل مع امرأة ، أما إن كان شخصا آخر ثالثهما سواء كان ذكر أو انثى فهذا لا يُعتبر خلوة وليس حراما ::: هنا أيضا أسأل سؤالا منطقيا : إن كان رجل مع امرأتين ليس خلوة كما قال ابي حنيفة ، أو امرأة مع رجلين ؟ ألا يمكن للشيطان أن يوسوس لهم ؟؟؟ لن تصلوا إلى نتيجة ملموسة أيها الإخوة ، فقيه يُشرّق وفقيه يُغرّب والآخر في وادٍ وهكذا ، أما الإمام مالك لم يقل الخلوة حرام لكنه قال مكروهة ، وكراهة الإمام مالك اختلفوا فيها : منهم من قال كراهة تحريمية ومنهم من قال كراهة تنزيهية ، أين هي الحقيقة إذن أيها الأخ الفاضل رضوان فتّوح ؟ ألم تقل في ردّك علي بالأمس : لا أعتقد انه سيكون انسان في متل علم عبد الله بن عباس و الأئمة الأربعة :: هاهي آراء الفقهاء الأربعة المختلفة الذين جعلتهم فوق الجميع ، أين الحقيقة في فقههم هذا ؟ أرجوا أن تجاوب بعلم وبدليل ، والسلام على عباده الذين اصطفى * ع *