قليل من مغاربة الفايسبوك تذكروا يوم 3 مارس رغم أنه كان والى حدود 1999 من أقدس الاعياد الرسمية المغلربية لأن نظام الحسن الثاني جعله عيدا لجلوسه على عرش العلويين ل 37 سنة . يوم كانت انفاس المغاربة تتوقف وعيونهم مشدوهة بالزز للتلفاز في انتظار خطاب العرش الذي يلقيه الملك . يوم كانت الدولة تنفق فيه ميزانيات خيالية لتزيين القرى والمدن والجبال والبحار بأعلام الدولة وصور الملك وكذا الحفلات الباذخة بينما كان نصف المغاربة يعيشون على مساعدات المنظمات الدولية وقروض المؤسسات المالية . يوم إعتقده المغاربة ذاهب بلا رجعة بعد رحيل الحسن الثاني . لكن نظام محمد السادس قزمه في بداية عهده قبل أن يعيده تدريجيا حتى اضحى نسخة له ماعدا التاريخ الذي انتقل الى نهاية شهر يوليوز عوضا عن بجاية مارس .
اليكم بعض ارتسامات من لم تخنهم الذاكرة واستحضروه ربما في إطار " وذكر لعل الذكرى تنفع ..."
خالد البكاري أتذكر الحسن الثاني يوم 3 مارس أكثر مما أتذكره في ذكرى وفاته، في مثل هذا اليوم و اﻷيام السابقة و اللاحقة عليه كان جيلي يتعرض لوجبات من التعذيب النفسي..كنا نحرم من التلفزة لمدة شهر، حيث لا شيئ فيها سوى أناشيد وطنية رديئة و شعر بئيس يلقيه متشاعرون أبئس، و تغطيات لتدشينأت و حفلات السفارات في الخارج...الحدث:عيد العرش.... أتذكر و أنا طفل ،كيف لم أكن أفهم إصرار عائلتي على حرماني من المشاركة في حفلات عيد العرش...لاحقا سأعرف أن اﻷمر كان موقفا سياسيا بتأثير من خال والدتي ....كنت لشدة غضب بعض أفراد اﻷسرة من الملك حين يلقي خطاياته خصوصا بعد أحداث 1984 الدامية.أتصوره مثل مجرمي اﻷفلام الدولية ....لم أفهم لحد اﻵن الصورة اﻷسطورية التي رسمها له جزء من الشعب لحد تصويره ملك اﻷنأقة و الذكاء و الثقافة..الذي يستشيره الرؤساء اﻷمريكيون...حين وفاته لم أشمت..ولكن تألمت لمرأى الجموع الغفيرة التي خرجت تبكي رجلا خرب القيم و المدرسة و الحياة السياسية... الشعوب التي لا تمتلك حريتها تعوضها بتقديس مستبديهأ....ألم تخرج الجموع في جنازة عبد الناصر و الخميني و ديكتاتور كوريا الشمالية...... فقط أحن لخطبه .

شاعر الشعب في مثل هذا اليوم، كان المغاربة يجبرون على الإحتفال بعيد عرش الحسن الثاني ،حيث كانت تصرف الملايير لإقامة حفلات في جميع ربوع المملكة للتعبير عن أواصر التلاحم بين العرش والشعب، ولتجديد البيعة لقائد البلاد ورمز الأمة وباني المغرب الحديث...

بشرى النوري اليوم 3 مارس يا شعب الفيسبوك ، تقريبا لا أحد هنا أشار ولو مجرد إشارة بسيطة إلى هذا التاريخ وما يمثله بالنسبة له ...تراكم نسيتم حصص التعذيب النفسي التي كنا ضحيتها لمدة شهر أو يزيد احيانا ؟؟...أنشطة "ثقافية" إجبارية في المدارس فارغة من اي معنى ...حفلات في الساحات العامة تحييها "الشيخات " ويحضرها "كبار" المسؤولين المحليين ...تدشينات لمشاريع وهمية لا أثر لها إلا على الورق ويُساق إليها الاطفال من المدارس لاستقبال المُدشنين ...كل هذا في كفة وحصص التعذيب التي كانت تمارسها القناة المغربية الوحيدة آنذاك في كفة أخرى ، لن انسى أبدا نوبة الحزن التي كانت تجتاحني بعد حرماننا من حصة الرسوم المتحركة وحلقة المسلسل العربي لأن المساحة الزمنية المخصصة لها تُستغل لصالح فنانين مرتزقة يؤدون اغاني وطنية جوفاء ومُتشاعرين يُلقون قصائد رديئة تمجد العرش والجالس عليه وتدعو له بالنصر والتميكن والسداد وإلى التمسك بأهدابه العلوية المجيدة ...كل الانشطة الملكية والوزارية كانت تُبث وبدون استثناء ...خطابات ملكية رنانة بوعود فضفاضة ...حتى حفلات السفارات المغربية في الخارج كان لها نصيب ....الشعب كان له الدور الاهم في كل هذه المهزلة : هو من كان يؤدي ثمن هذه الاحتفالات من جيبه وكرامته ومستقبله ...
نحن شعب بلا ذاكرة ...ننسى أو نتناسى _لا فرق _مآسينا وكل الأحداث التي حفرت فينا وكان لها الدور المحوري في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا، النتيجة واحدة : لا نتعلم الدروس والعبر من التاريخ بكل حمولته ...الشعوب المتحضرة تخلد كل المحطات الهامة في تاريخها ، المشرفة والمهينة منها كي تحفظ الدرس جيدا ... نحن ندير ظهورنا للتاريخ ثم نهرب إلى الأمام وندس رؤوسنا في الرمال كالنعام ونسبح بحمد النظام على نعمة الاستقرار ...
تخليد الذكرى كيفما كانت يمنحنا فرصة لتعلم دروس التاريخ يا أولي الألباب .