في السنة الماضية كنت قد قضيت نهاية شهر رمضان بمنزلنا بدوار وكرار نواحي وزان ,وبحكم الموقع الجغرافي لمنزلنا, فانه يشكل نقطة تقاطع بين العديد من الدواوير في المنطقة .
مفاجئتي كانت كبيرة جدا حينما يقترب موعد السحور ,بحيث كانت تصل الى اذني اكثر من اربعة اصوات لترتيل القرآن من اربع مساجد"مسجد وكرار,مسجد الهرطار,مسجد اولاد بندريس,مسجدالزواقين" وفي وقت واحد وبصوت مرتفع لدرجة تتداخل الاصوات مع بعضها البعض لدرجة مابقيت فاهم لمن نسمع ,بينما في الماضي القريب كنت انتعش لصوتين, واحد صادر من جامع وكرار بصوت رخامي, جميل ومنخفظ للمقرأ والمرتل المحبوب عندي عبد الباسط من خلال شريط كاسيط مسجل ,والثاني ياتي بين الفينة والاخرى "حسب اتجاه الرياه" صادر من فقيه يقيم بجامع الهرطاج قريب منا الى حد ما "علما انه مسالة الصوت ليست مرتبطة دائما بالمسافة بل بالتظاريس الجغرافيا في احيان كثيرة, " وكان ذلك الفقيه بارعا في ترتيل القرآن والتهاليلوالاذان ,كنت حينها اشعر بدفء يجعلني اعيش طقوس شهر رمضان بطريقة روحانية جميلة و رائعة بين الاهالي والاحباب .
ولكن من بعد ما تمت تجهيز المساجد بمكبرات الصوت في اطار صراع سياسي حول الاصل التجاري للدين الشعبي ,من طرف تبرعات الجماعات الاسلامية السياسية كالعدالة والتنمية مثلا... و الدولة في شخص وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية, بدأت تعم الفوضى والصداع في المساجد وقررت انا ايضا ان اقضي تلك الفترة فالحانوت"مقهى الدوار" عند كزوز او عبد الجبار او السعيد خير لي من استمع الى اصوات بدون طعم او رائحة لا تاثير لها على الناس اللهم حرماننا من النوم . يعني النفاق وصافي
ولهذا انا مع تخفيض مستوى مكبر الصوت الصادر من الجوامع وليس منعه بشكل لا يجعله مصدر ازعاج وتلوث سمعي .
حكيم الهندري