بلاغ ...
　　　　 استجابة للدعوة التي تلقاها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور من المفوضية الأممية العليا للاجئين بالمغرب للمشاركة في اجتماع تشاوري حول إشكالية الهجرة بالناظور, حضرا ممثلي الفرع لهذا الاجتماع الذي انعقد يوم الأربعاء 12 مارس 2014 بمقر مركز البركة بالناظور بحضور ممثلين عن مندوبية الهجرة و جمعية ثيسغناس للتنمية و الثقافة. و قد مثل المفوضية خلال هذا الاجتماع كل من :
　　　　السيدة ارسلا شولز – ابوبكار, ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالنيابة بالمغرب.
　　　　السيدة دليلة الزناتي لوست مستشارة في الحماية.
　　　　السيد مارك فاو مكلف بالعلاقات الخارجية.
　　　　و بعد عرض مستفيض لممثلي لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول الوضعية المزرية التي يعيشها المهاجرون من جميع الجنسيات بالناظور و الخروقات الحقوقية التي يتعرضون لها سواء من طرف السلطات المغربية أو الاسبانية و الدور الذي يقوم به مناضلو الجمعية لفضح و تتبع هذه الخروقات, تفاجأ أعضاء الجمعية بمداخلة للسيدة ارسلا شولز- ابوبكار أعطت خلالها أحكاما بعيدة كل البعد عن اختصاصات و مهام المفوضية و عن موضوع هذا الاجتماع, حيث صرحت خلال تناولها لمحاولات المهاجرين الأفارقة بالناظور الدخول إلى مدينة مليلية المحتلة, بأنها لاحظت تطرفا متزايدا لدى هؤلاء و أن الانشغال الكبير عندها –حسب رأيها- يكمن في تواجد هؤلاء المهاجرين في أماكن قريبة جدا من الحدود مع مليلية وهو الأمر الذي لا يوجد في جميع أنحاء العالم –حسب رأيها- لتسترسل قائلة بأنه يجب البحث عن أنجع السبل لإبعاد هؤلاء المهاجرين عن الحدود.
　　　　 وفي معرض حديثها عن الحلول المقترحة أثارت السيدة ارسلا شولز مقترح إنشاء مراكز لاستقبال هؤلاء المهاجرين بمدن مغربية و أعطت كمثال ناجح –حسب رأيها- المراكز التي تم انجازها من طرف الاحتلال الصهيوني فوق أراضي فلسطينية لاستقبال مهاجرين أفارقة, مدعية ان الكيان الصهيوني يضمن لهم كامل الحقوق.
　　　　إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور و بعد أن سجلنا موقفنا من هذه التصريحات و انسحبنا من هذا الاجتماع الذي انحرف عن الموضوع المحدد له سلفا نتيجة خوض ممثلة المفوضية في مواضيع بعيدة كل البعد عن مجال تدخل هذه الهيئة المعنية أولا بشؤون اللاجئين, و احتجاجا على خطابها التطبيعي الذي حاول تلميع صورة الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطيني و ذو السجل الأسود في مجال حقوق الإنسان, فإننا نبلغ الرأي العام ما يلي :
　　　　
- احتجاجنا و استغرابنا للأحكام الغريبة التي أصدرتها السيدة ارسلا شولز في حق المهاجرين الذين يحاولون القفز على الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الناظور و مليلية, حيث اعتبرت ذلك تطرفا من جانبهم, و هو الأمر الذي قد يشجع و يشرعن التدخلات العنيفة التي يتعرضون لها من طرف القوات المغربية و الاسبانية.
- استغرابنا لاعتبار السيدة ارسلا شولز تواجد المهاجرين الأفارقة بغابة كوروكو القريبة من الحدود بين الناظور و مليلية مشكلا كبيرا يسهل عبورهم للحدود بشكل سريع و حديثها عن ضرورة إبعادهم عن الحدود من قبل السلطات المغربية, و هو الموقف الذي قد يشرعن لعمليات التنقيل الجماعي التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة في ظروف تحط من الكرامة الإنسانية و دون احترام المواثيق الدولية المتعلقة بحرية التنقل. فبدل ان تطرح ممثلة المفوضية الظروف اللاانسانية التي يعيشها المهاجرون في غابة كوروكو في العراء مطاردين و محرومين من ابسط الحقوق, طالبت السيدة صراحة بالبحث عن أنجع السبل لإبعادهم عن الحدود.
- شجبنا للخطاب التطبيعي الذي حاول تلميع صورة الاحتلال الصهيوني في مجال حقوق المهاجرين بفلسطين المحتلة و المطالبة باتخاذه كنموذج و هو الكيان الغاصب ذو السجل الأسود في مجال حقوق الإنسان باعتراف جميع المنظمات الحقوقية الجادة و كذا اللجنة الأممية لحقوق الإنسان.
- مطالبتنا المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالمغرب بتوضيح موقفها من هذه التصريحات و المواقف التي عبرت عنها السيدة ارسلا شولز أبو بكار.

　　　　التوقيع رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
فرع الناظور
عبد القادر العالمين