قبل ايام معدودة كتب الشيخ محمد الفيزازي على صفحته الفايسبوكية : هل سأتشرف بإلقاء خطبة الجمعة القادمة - إن شاء الله - بين يدي الملك؟
كان الشيخ يعرف انه سيلقي خطبته بين يدي الملك،و بهذه التغريدة اراد الفيزازي ان يعد جمهوره و محبيه للحدث العظيم،هذا الجمهور اعتقد انها مجرد امنية قد تتحقق و قد يكون كلام فايسبوك تمحوه حسابات المخزن .
اليوم ،تحقق الحلم و وقف شيخ البلاط بين يدي مالك البلاد ليسبح بحمده ،يمدح و يمجد و يذكر بانجازاته التي لا تعد و لا تحصى جعلت من المغرب مثالا يحتدى به في جميع المجالات ،تحدث عن نعمة الاستقرار ،الامن تعيشه البلاد في ظل الحكم الرشيد مشيدا بالمبادرات تلو الاخرى و المشاريع الكبرى و عن ضرورة شكر ولي الامر مستشهدا بايات قرآنية تدغدغ مشاعر المؤمنين ، مؤكدا ان شكر الله تعالى لا يتحقق الا بشكر من اجرى الله هذه النعم على يده و جعله سببا في وصولها الى خلقه ...ملك المغرب زعما !
و لم تفته الفرصة للهجوم على من سولت لهم نفسهم الخروج في مظاهرات للمطالبة بتوفير شروط حياة كريمة و اعتبر الحقد و الكفر بالنعم هو ما يحركهم .
حظي الشيخ بشرف المثول امام الامير ليفقده شرفه للمرة الالف ،لنغني جميعا يا محمرة سروال هاكدا يديرو لشيوخ ، لتكتمل الصورة عن نكاح مقدس بين النظام و رجل الدين السلفي .
منذ حصوله على العفو الملكي تحول بقدرة المخزن من ارهابي متطرف تكفيري الى نجم القنوات التلفزية ،و صار اداة طيعة في يد المخزن يكفر من سولت له نفسه انتقاد ثوابت النظام او رفض الدستور المقدس .
الشيخ واحد ضمن ترسانة و جيش احتياطي من الشيوخ رجال الدين المسخرين لتخدير عقول الشباب و الانخراط في تبرير الاستبداد و تأبيده و الافتاء بتحريم الخروج على الحاكم و ان كان عبدا حبشيا .( حسب الحديث الذي يستدلون به و ليس عنصرية من صاحب هذه السطور ).
هنيئا للشيخ المتحول عودته لولي نعمته ، و العقبة لشي منصب وزاري تكريما له على الخدمات الجليلة التي يقدمها لدار المخزن .
و يبقى السؤال الاهم هل تجوز الصلاة وراء منافق انتهازي وصولي ؟

Hicham Ithri