أولمرت -68 سنة- كان قد أقيل من منصبه عام 2008 إثر فضيحة تتعلق بتلقيه رشاو قيمتها 17 ألف دولار و 144 ألف دولار لتمرير مشروعات للإسكان الفاخر في القدس.
الملاحظة الأولى، طبعا قدرة المجتمع على كشف الفساد ومحاكمة المسئولين وإقالة رئيس الوزراء بشكل سلمي، هادئ، دون بلبلة أو حاجة لثورة وفوضى وقتل.
الملاحظة الثانية والأهم، هو مبلغ الرشوة. بالقياس الى المنصب يعتبر صغير جدا. احنا أصغر موظف في الجمارك ممكن ياخد مبالغ زي كدة.. رئيس وزراء ايه اللي يقبل 17 الف دولار عشان يمرر فساد..! غالبا دا دليل على حساسية الجهاز الاداري هناك وملاحقته لأقل أنواع الفساد. أيضا. المسئولين هناك ليسوا بالثراء الفاحش والمبالغ فيه حتى يطلبوا رشاو بالملايين والمليارات. إنما رشاوي تناسب دخولهم العادية والتي تماثل اي موظف في الدولة.
بعد هذا بقليل عام 2010 تعرض الرئيس الاسرائيلي السابق "موشيه كتساف" للإدانة في قضية تحرش بمديرة مكتبه. فتم عزله وتحويله إلى المحاكمة، والحكم عليه بالسجن سبع سنين، رغم أنها جريمة قديمة تعود لعام 1998 أي لأكثر من عشر سنين سابقة على الحكم.
كتساف يقضي السجن في جناح المتدينين. حيث لن يشاهد التلفاز ويقضي معظم وقته في قراءة ورد يومي لختم التوراة، والاستماع لمواعظ أخلاقية.
مش عارف اذا كان عندهم أشرطة مترجمة للشيخ وجدي غنيم ولا لأ..!
الرؤساء العرب يغتصبون شعوبا بأكملها ولا يجدون حرجا. رئيس اسرائيل يتحرش بفتاة فيدخل السجن. أيضا بشكل هادئ عبر مؤسسات الدولة التي تدير عملها دون تأثير أو ضغوط سياسية من الرئاسة. ودون حاجة الى ثورة أو فوضى.
في الوطن العربي صرنا نحاكم الرؤساء بعد الثورات. وكان لذلك ثمنا باهظا كلفنا الدم والعرق والدموع. وكانت المحاكمات لضغوط كاسحة لشارع ثائر. وليست بآليات ثابتة وواثقة لمؤسسات العدالة بشكل تلقائي.