يخوض بائعو وبائعات الخضر والفواكه بالتقسيط بسوق باب دكالة القديم بمدينة مراكش قرب سوق الحبوب اعتصاما مند فاتح يونيو، وذلك احتجاجا على حرمانهم من الاستفادة من السوق الجديد بالعزوزية وتعنيفهم من طرف قوات القمع وطردهم من مكانهم الأصلي بالقوة تحت ذريعة أنهم مجموعة دخيلة على السوق.

يوجد السوق الجديد بالعزوزية قرب الحي الصناعي، بني عن طريق شراكة بين البلدية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعية الأمل التي يشكل المعتصمون قاعدتها الأساسية.

ثم تقرير الاعتصام بعدما فوجئت الجمعية بخلق لجنة لتسجيل المستفيدين من طرف البلدية بدون تنسيق مسبق مع الجمعية، والشئ الأكثر غرابة هو حضور اللجنة يوم الأحد الذي يعتبر عطلة رسمية لجميع الإدارات، وتم إحصاء مجموعة من الأشخاص الغريبين عن السوق مقابل حرمان وإقصاء الباعة الأصليين الذين تجاوزت مدة عمل أغلبهم بالسوق 30 سنة بمبرر غيابهم عن السوق ذلك اليوم.

بعد أيام من الإحصاء السالف الذكر تم تعنيف البائعين والبائعات بشكل همجي من طرف القوات العمومية وطردهم من السوق الأصلي وحرمان منخرطي الجمعية الذين يبلغ عددهم 383 منخرط-ة. استفادة 45 بائعا والباقي هم قاعدة الاعتصام المستمرين في تنفيذ الاعتصام الذي تتخلله وقفات احتجاجية في الصباح والمساء بالمعتصم إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق المبرم بين البلدية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعية الأمل ينصص على خلق سوق يضم 400 مكان للبيع يستفيد منه أعضاء الجمعية، ليفاجئ البائعون والبائعات الأصليون بتقسيم مكان السوق إلى 610 مكان للبيع وحرمان أغلبهم من الاستفادة. وحتى البائعون الذين استفادوا بالسوق النموذجي الجديد، يلجئون إلى عرض خضرهم وفواكهم بشكل عشوائي على مربعات مساحتها لا يتجاوز طولها 3 أمتار طولا ومتران عرضا في ما يقارب 610 مربع أي 610 مستفيد، مع العلم أن المساحة المخصصة لكل مستفيد التي تم الاتفاق عليها مسبقا هي 3 أمتار طولا و 3 أمتار عرضا، في حدود 400 مربع ومع ذلك تم حرمان أغلب منخرطي الجمعية.

لم تتوقف المفاجئات عند هذا الحد بل إن بائعي الخضر والفواكه المقصيين من الاستفادة من السوق اكتشفوا وجود 24 دكانا لا يعرف مصيره ومن المستفيد منه، ورجحوا احتمال أنه مخصص للجزارة وبائعي السمك... ليطرح تساؤل من المستفيد من هذه الدكاكين وبأي معيار تم انتقائهم؟

يعد الباعة المعتصمون من أجل حقهم في السوق الجديد من الحالات الاجتماعية الجد هشة، نساء ورجال أفنوا حياتهم في العمل كبائعين بسوق باب دكالة لأزيد من 30 سنة، ليتم حرمانهم من مكانهم الذي يعد مصدر رزقهم الوحيد ويتم رميهم إلى الشارع لأنهم لا يملكون من يدافع عنهم كجميع فقراء هذا الوطن الجريح، وجلادوهم لوبيات تبحث عن أكبر حصة من أي صفقة بالمدينة ولو على حساب عشرات الأسر الفقيرة.