وعيا منا بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا و حرصاً منا على تنفيذ الوعد الذي قطعناه على أنفسنا يوم قبلنا بتحمل مسؤولياتنا الكاملة في المكتب السياسي للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف ، و إقتناعا منا بكون المكاشفة و الوضوح بكامل الشفافية مع الرأي العام الريفي المتابع و المراقب عن كثب أو عن بعد لحيثيات إشتغالنا داخل المكتب السياسي للحركة ، و نظراً لحساسية الوضع الريفي الآني المفرز عن عبثية مفرطة سائدة على المشهد السياسي و بزوغ كائنات سياسية إنضافت للمشهد لتكريس طابع الدونية و الأحادية الطاغية عليه ، إرتأينا توضيح ما يلي للرأي العام و للمنسق العام للحركة المحترم الذي نؤمن بصفاء سريرته و إخلاصه للخط الذي انبنت الحركة من أجله :
_أولاً: سجلنا تنامي المحاولات الهادفة إلى استهداف الريف عامة و الحركة من أجل الحكم الذاتي خاصة من خلال محاولة تكريس التمسك الأحادي للمركز على الريف عن طريق الزج بأخطبوطات حزبية صنعت في دهاليز المطبخ السياسي المركزي و الهادفة إلى ضمان إبقاء الريف كغنيمة سياسية و ورقة إنتخابية يتم تهميشه لضمان مصالح سياسية أو الاستفادة من الريع الاقتصادي الربحي أو الوظيفي شريطة إلجام و نسف أي نقاش سياسي من شأنه جعل الريف محورا لنفسه وفق نظام تسييري يقطع مع الاخضاع الكامل له تحت بساط مقاربات تمركزية ثبت فشلها و تأكد إخفاقها في تناول الملف الريفي بإرادة سياسية و جرأة كبيرة من شأنها تجاوز ترسبات الإرث العلاقاتي بين الريف و المركز .
_ثانياً : سجلنا توالي محاولات من يتحملون مسؤوليات داخل المكتب السياسي لإلحاق الحركة لجهات حزبية مقابل الإستفادة من وعود مكشوفة في الوظيفة العمومية أو التغاضي عنهم في تسلق السلم الوظيفي أو بتدخل في إلحاق هذه الأطراف لشركات ربحية من جهات نافذة تقف وراء تأسيس كائن حزبوي خلق خصيصا لتهشيش المشهد السياسي و الحفاظ على أوليغارشيته النسقية .
_ثالثاً : إن إقتناعنا بعلاقة التنافر بين الأرضية السياسية للحركة من أجل الحكم الذاتي و بين الممارسة الحزبية تحتم علينا التأكيد أن الإقران بين تحمل مسؤولية النضال داخل الحركة و تحت أي غطاء حزبوي في نفس الوقت يوقع بصاحبه في فخ التناقض بين القناعات و الأهداف ، فأبجديات الحركة التي جاءت إجابة و حلا لمعضلة العتم السياسي المركزي الممارس لا يمكن قطعاً أن تلقي مع مرجعيات الأحزاب المخزنية التي تحمل في عمقها تسييدا للمركزية مع العلم أن جينيالوجيا الأحزاب كلها جاءت نتيجة طبخات في دهاليز الهرم السياسي ، كما أن حركتنا هي حركة سياسية لها رؤية و هدف استراتيجي و تتضمن إجابات من شأنها تخليص الريف من دوامة الحكرة و الاخضاع الممنهجين ، فلا يعقل أن يكون الشخص المتشبع بالفكر و البديل الأوطونوميين أن يزاول نشاط حزبي بإعتبار أن الأحزاب هي جزء من الأسباب التي ساهمت في إيصال الريف إلى الوضع الدوني المعايش الآن .
_رابعاً : إن الإلتفاف و اعتناق الهم الجمعي للريف و الريفيين و اتخاذه قضية للنضال يستوجب تحلي المناضل بصفة الإصرار و الجرأة في البوح بمكامن العلل المتسببة فيما آل إليه وضع الريف و الريفيين بعيداً عن منهج المراوغة و إغماض الطرف عن المسؤول الذي هو المركز و المتحكم في صناعة قراراته السياسية ، و لعل السيد المنسق العام للحركة قد لاحظ تهرب بعض الأطراف التي تسعى على الدوام لتأجيل البث في نقطة توسيع النقاش حول بلورة تصور تنظيمي هيكلي للحركة بإعتبار أن العبثية و الفوضى هي تربة خصبة لمواصلة نهجهم الازدواجي في استغلال الحركة ﻷهداف أشرنا إليها أعلاه .
_خامساً : إن مراكمتنا لعمل الحركة منذ تأسيسها قادنا إلى ملامسة مساع حثيثة من طرف أطراف همشت و لا تزال من ساهم في بناء الحركة قصد تشتيت الذوات المناضلة لتبقى الحركة حكرا في أياديهم يستغلونها في خرجات غير متوافق عليها ، بل و تم تسجيل محاولات من بعض الاعضاء يعدون على رؤوس الأصابع يمارسون الاستقطاب لصالح جهات حزبوية داخل الحركة .
_سادساً : إن الراهنية تقتضي الحسم في نوعية و شكل الشركاء الذين بمقدورهم المساهمة في تحقيق الهدف الإستراتيجي للحركة بمراعاة شروط التعقل فمن يسعى ﻹعادة إنتاج البؤس السياسي بأنماط جديدة مظهريا و المنعكس سلبا على الوضع الريفي و اللاجم لتطلعات الريفيين لا يمكن أن يكون شريكا لنا من داخل الحركة المناضلة من أجل إحقاق البدائل الاوطونمية مكان أحادية التدبير و التسيير المركزيين .
ثم إنه لمن دواعي اﻹنحطاط الأخلاقي و السلوكي أن يحاول من يدعي استعداده للنضال من أجل ريف محور و سيد نفسه فيقوم بعرقلة عجلة السير بالحركة للأمام ﻷهداف إسترزاقية و خبزية و غنائمية .
إن رسالتنا هاته الرامية إلى وضع الرأي العام المتتبع ﻹنشغالاتنا في سياق الأحداث و التي نوضح عبرها رؤيتنا للوضع داخل الحركة ، هدفها الأساس إشراك الرأي العام في الاطلاع عما يجري و كذا ليتسنى لمنسق الحركة إستعجال البث في حيثيات ما ذكر أعلاه إقتناعا منا أنه حريص أكثر منا على الحركة و غيور أشد الغيرة على ريف جعله قضية لم يخلف ميعادا للصدح بأعلى صوته بضرورة القطع مع كل المقاربات المركزية التي من شأنها ضمان استمرارية إركاعه و نهش خيراته و تهميش أبناءه و لعل توالي المؤامرات التي حيكت ضده عبر التاريخ لخير دليل عما نقول .
توقيع :
أعضاء المكتب السياسي للحركة من اجل الحكم الذاتي للريف :
-محمد عتوتي
-خميس بتكمنت
-عابد لعنكوري