عبد الله لعرج
صاحب المهابة و اجهزة دولته العميقة لا تريد ان تتخلى عن سلطتها البدائية ليدخل المغرب فعلا في مرحلة الدولة العصرية المتحضرة، الحامية لحقوق الانسان،. و هذا ما يفسر رسالة صاحب المهابة لجمع الامم المتحدة العام التي ألقاها خادمه الموقر السيد عبدالالاه بنكيران. فقد حلل جلالته هبات دول الغرب و مساعداتهم، و حرم ترتيبهم لنظامه فيما يخص التنمية البشرية، و توبيخهم له الدائم لرداءة تعامله مع حقوق المغاربة و مدى توغل الفساد في هرم سلطته، معللا رسوبه في هذه المجالات بالتنقيط الذي لا يتماشى مع طبيعة نظامه و ثرات عائلته .
كما فضل جلالته أن يقيم ترتيبه بالثروة الغير مرئية التي لا توضع في الأبناك و على استقرار بلده، و سعادة شعبه المبنية على "الجرة و العيطة الزغبية" و حب هذا الشعب المسكين له، و تطلعاته المحدودة، كل هذه مؤشرات دقيقة في تقييم سياساته التنموية في مملكته او بالأحرى في مزرعته، فلا تقارنوننا بما حققته الدول الغربية العريقة في مباديء الديمقراطية لان ذالك ليس ما تريده شعوبنا المجهلة. ثم يضيف جلالته اننا ضحية الاستعمار الذي حرمنا من صعود قطار النهضة الصناعية و الثورة الثقافية، و تجاهل جلالته اننا كذالك ضحية الاستبداد ما بعد الاستقلال ، و اكثر من خمسين سنة من القهر و الاضطهاد، و ما نسي صاحب المهابة ذكره كذالك ان أجداده العلويين هم من باعوا الوطن للاستعمار و لازال المغرب تحت قبضة فرنسا المحكمة بتواطؤ مع النظام القائم الذي يتربع جلالته على عرشه.
شكرًا صاحب المهابة على هذا الوصف الهزيل، فالمغاربة ليسوا بحائط قصير و مهما حاولت في تقنين تطلعاتهم و المبالغة في انجازاتكم، فالشعب المغربي ليس بأقل من الشعوب العالمية في الحقوق و المطالب، و سطوكم على مصير هذا الشعب الطيب المسالم بأكمله ليس المسار السليم، و لا الطريق الوحيد لإخراجه من ظلمات التخلف و الفقر و جمود التنمية البشرية، أقولها بكل صراحة، انتم و نظامكم الفاسد عبر القرون سبب كل ما يصيبنا من كوارث تنموية، و مصائب اجتماعية ، فقيادتكم هي سبب هشاشة اقتصادنا، فقد حطمت مستقبل شبابنا وخربت بيئتنا الطبيعية، و مهما حاولتم غسل تاريخ المغرب بخطاباتكم من جافيل، فلن تتغير حقائق واقع بلدنا المسلوب.....