ما إن وطأت قدما الطاهرة خرصة ذات 86 سنة خارج اسوار سجن بولمهارز بحي جليز بمراكش، على الساعة الحادية عشرة و 35 دقيقة من ليلة أمس الاثنين 29 شتنبر، بعدما ادانتها المحكمة الابتدائية بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ و500 درهم غرامة، حتى انخرطت في موجة من البكاء ولسانها ينطق بكلمات امازيغية تندد ب"الحكرة" التي تعرضت لها وتجريدها من حريتها وهي العجوز التي بلغت من العمر عتيا. عانقت الطاهرة الحرية لتجد نفسها محاطة باربعة من بناتها وولديها احدهم حسن كونين الذي اطلق صرخة استعطاف من اجل اطلاق سراحها بالاضافة الى العشرات من المواطنين والعديد من السيارات التي إلتحق بالبوابة الرئيسية للسجن المحلي "بولمهارز" بعدما علموا بتفاصيل القضية عبر النقل المباشر للحظات اطلاق سراحه من خلال برنامج "بصراحة" الذي يقدمه الاعلامي أديب السليكي على أثير راديو بلوس. وكان حسن كونين القاطن بضواحي امزميز باقليم الحوز، قد كشف بحرقة والدموع تنهمر من عينيه، عن تفاصيل الحكرة التي يعيشها رفقة والدته من طرف احد الاعيان بالمنطقة والذي جردهما من أرضهما بعدما ادعى في ظروف غامضة ملكيته لها، قبل أن يتم اعتقال والدته "الطاهرة خرصة" من طرف عناصر الدرك وايداعها السجن المدني "بولمهارز" بمراكش منذ يوم الاثنين الماضي. ويضيف حسن كونين أنه بالرغم من الدموع التي أذرفها أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، من أجل الرفق بوالدته التي تعاني من مضاعفات مجموعة من الامراض، فقد قرر الأخير اعتقالها وايداعها خلف اسوار السجن على إثر شكاية بسبب رفضها مغادرة بيتها وأرض فلاحية مشاعة والتي قضت المحكمة بإفراغها بالرغم من كون الملف لازال في مراحلة النقض للمرة الثانية. وبحسب "حسن"، فإن الأرض الفلاحية المتنازع عليها، والتي تقل مساحتها عن هكتار واحد، والواقعة بدوار "الدوررتي" بالجماعة القروية "تيزكين" قيادة أمزميز بإقليم الحوز، كانت نصيب والدته الطاهرة من إرثها عن والدتها، بعد اقتسام التركة قبل أربعين سنة مضت مع شقيقها المتوفى منذ سنتين. وأنه في ظروف غامضة، ادعى "إبراهيم .خ" أن الأرض أصبحت في ملكيته بموجب عقد بيع عرفي، حيث اشترى الأرض من شقيق الطاهرة، هذه الأخيرة التي تصدت له مؤكدا أن شقيقها لا يملك هذه الأرض وبالتالي لا حق له في بيعها، ما جعل "ابراهيم" يرفع دعوى قضائية ضد الطاهرة. موسى الابراهيمي مراكش الان