اتصل بي أحد الأصدقاء من الذين ينشطون داخل نقابة معينة، لكي يسألني عن رأيي في إضراب 29 أكتوبر....
قال لي: ما رأيك في نسبة المشاركة، هل هي نسبة مقبولة
أجبته: لا أعرف النسبة بالتحديد، هناك تضارب في الأرقام، لكن سأقول لك من الآخر، حتى ولو نجح بنسبة 100 في 100 فهو في رأيي غير ناجح
قال: هل هذه أحجية علاّمية (نسبة إلى العلام)
قلت له: ربما، لكني لا أعتقد أن إضرابا عاما لم يلتحق فيه المضربون بأماكن عملهم من أجل الاحتجاج والتفكير في سبل إرغام الحكومة على مطالبهم، ولم ينظموا مسيرات نحو العمالات والولايات، ولم يجتمعوا أمام الوزارات والبرلمان، ولم يكونوا في أغلبهم منخرطين في نقاباتهم..... مثل هكذا إضراب لن يفيد في شيء وهو والعطلة سيان، وهو مجرد خطوة تنفيسية
قبل أن أكمل قاطعني: إنه فقط إضراب إنذاري
قلت له: إذن لديكم خطوات أخرى مستقبلا؟
قال: نعم
قلت له: ماهي؟
أجاب: مممممم والله لا أدري ما هي الخطوة، فالاضراب العام أقصى ما يمكن أن نقوم به، ربما نخوض إضرابا آخر لمدة يومين أو أكثر
قلت له: هل متأكد بأنه سيحقق الأهداف؟
قال: بين وبينك فقط غادي يساعد الحكومة على أنها تقتطع لنا أكثر من يوم من أجرة العمل....
قال لي فجأة: أنت فقط تأتي بالانتقادات، ماهو الحل في نظرك، هل نجلس مكتوفي الأيدي؟
قلت: وهل هناك فقط الأبيض أو الأسواد، يا إما الاضراب، يا إما الجلوس؟....ثم سألته: هل السياسات الغير شعبية التي تقوم بها الحكومة تضر فقط فئة العمال والموظفين؟
أجاب: بل الكل يتضرر منها باستثناء الأغنياء
قلت له: ولماذا لا تدعو النقابات والمعارضة والمجتمع المدني لِيوم وطني يخرج فيه الشعب للإحتجاج على سياسات النظام السياسي برمته، من أجل تحيق مكاسي أكثر جذرية من قبيل: توزير عادل للثروة، الحد من التفوات الصارخ للأجور، توزيع أراضي "صوديا وصوجيطا" على المعدمين، مجانية وجودة التعليم والصحة وباقي الخدمات....
قاطعني: ولماذا لا تدعون أنتم أيهم العدميون لمثل هذا اليوم وآنذاك سنكون معكم إن لم نكن أمامكم
قاطعته أنا هذا المرة: يا عزيزي لقد دعى من تسميهم العدميين، إلى أكثر من يوم، بل وخرجوا طيلة سنيتن كل يوم أحد في الشتاء والحرارة، في الليل والنهار، تارة يقمعون وتارة "يفلتون"....لكنهم لم يجدوا بينهم إلا لافتة نقابة وحيدة....ولم تساندهم إلا بعض الأحزاب المسماة عدمية...بل وخدلهم حتى "البؤساء"....ونُعتوا بأقد النعوت: أعداء الوطن، المغامرون، المراهقون، الملحدون، الاسلاميون، البوليزاريو.........ومع ذلك لم يشعروا بالأسف ويمكنهم أن يقوموا مرة أخرى بمثل ما قاموا به. ولكن هل ستكونون في معيّتهم هذه المرة؟
من صفحة عبد الرحمان العلام على الفايسبوك
الصورة من الدار البيضاء يوم الاضراب