اضطر عناصر الدرك الملكي بأحد أولاد فرج بإقليم الجديدة، أمس الخميس، لإطلاق عيارات نارية من الرصاص الحي من أجل تفريق مواطنين غاضبين اقتحموا مركز الدرك بالبلدة بعد أن راجت أنباء عن وفاة أحد الشباب بعد تعرضه للإغماء داخل المركز بعد أن اعتدى عليه أحد عناصر الدرك، فيما تم اعتقال أحد النشطاء الحقوقيين وهو ما اعتبرته الجمعية المغربية استمرارا لتصفية الحسابات.

وحسب تفاصيل الرواية التي تمكنا من تجميع خيوطها، يعود إلى توجه أحد المواطنين إلى مركز الدرك، بعد زوال أمس الخميس، لتقديم تنازل عن شكاية في نزاع شخصي، لكنه فوجئ بأحد عناصر الدرك ينفجر غاضبا ويحتج على تقديمه للتنازل، ثم انهال عليه بالضرب إلى أن فقد الوعي.

في تلك الأثناء سمع المواطنون صياح إحدى قريبات المصاب خارج مركز الدرك، وهي تصرخ حيث شكت في أن قريبها توفي نظرا لعدم ظهور أي أثر للحركة عليه، وبينما بادر عناصر الدرك إلى طلب سيارة الإسعاف كان النبأ قد شاع في البلدة ووصل إلى دوار شرقاوة حيث يقطن الضحية.

وبدأت جموع المواطنين تتوجه إلى مركز الدرك وبدت بوادر انفجار الوضع تلوح خصوصا بعد أن سلكت سيارة الإسعاف مسارات فرعية لنقل الضحية من مركز الدرك إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة بعيدا عن الجموع التي بدأت تتجه إلى المركز، وهو ما عزز شكوك المواطنين ودفع لتأكيد ما أشيع عن وفاة داخل مركز الدرك.


وبينما كان الضحية يتلقى الإسعافات في المستشفى الإقليمي بالجديدة، كان الغليان قد بلغ حدا لا يطاق في أحد أولاد فرج، حيث استنفد المحتجون شعاراتهم وحاصروا مركز الدرك الملكي وهم يدينون ما يتعرض له المواطنون داخله من أنواع والإهانة والاعتداء والتعذيب، أما عناصر الدرك الملكي فقد أخرجوا مسدساتهم وقاموا بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين.

ويبدو أن رصاص الدرك كان له أثر عكسي حيث تؤكد بعض مصادرنا أن الأمر زاد تعقيدا وتطور إلى تكسير سيارات الدرك والسيارات الخاصة للدركيين وتخريب المركز واستمر الانفلات إلى حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا فيما تحدثت مصادر الدرك عن إصابة ثلاثة من عناصرها في الأحداث.

وحسب مصادر الدرك الملكي فقد أصيب ثلاثة من عناصر الدرك فيما الخسائر المسجلة كانت تهشيم سيارتين للدرك وخمس سيارات خاصة جلها للدركيين، إضافة إلى تحطيم زجاج المركز وواجهته واللوحات الضوئية التي تحمل اسم المركز، فيما استعمل الغاضبون الحجارة في هجومهم.

وبعد هدوء الأوضاع تؤكد مصادرنا عمدت قوات الدرك إلى القيام بحملة اعتقالات طالت أحد النشطاء الحقوقيين المعروفين في البلدة، حيث أكد فرع الجديدة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان اعتقال أحمد بوعادي عضو نفس الجمعية ورئيس فرع أولاد فرج للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.

وأكدت مصادر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن أحمد بوعادي تم اعتقاله من منزله على الساعة الثانية من صباح اليوم، بعد أن تم استقدام فرقة من 26 دركيا حاولوا اقتحام المنزل لكن بوعادي خرج طواعية لكنه لم يسلم من سوء المعاملة والاعتداء داخل مركز الدرك قبل نقله إلى مقر القيادة الجهوية لتوجه إليه تهمة التحريض على الشغب تؤكد مصادر الجمعية.

وفي اتصال بعبد السلام العسال رئيس فرع الجديدة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أكد لنا أن الفرع انتدب بوعادي لمراقبة الوضع وإعداد تقرير يرفع لمكتب الفرع باعتباره مراقبا حقوقيا، واعتبر أن اعتقاله يأتي في سياق المضايقات التي تتعرض لها الجمعية وأن هذا الاعتقال يدخل في إطار التضييق على المدافعين عن حقوق الإنسان.

وقال العسال في تصريحه لمفات تادلة: ’’ أنفي نفيا قاطعا أن يكون رفيقنا متورطا في التحريض، فقد أخبرنا بوجود غليان شعبي ضد الدرك وكلفناه بالتوجه إلى المكان لمعاينة الأوضاع وإعداد تقرير يرفع لمكتب الفرع‘‘ وأضاف العسال أن ’’بوعادي وصل متأخرا بساعة بعد انطلاق الأحداث، وقد تواجد هناك بانتداب من مكتب الجمعية المغربية كانت مهمته معاينة ما يحدث من أجل رفع تقرير للجمعية‘‘.

وأكدت مصادرنا أن الشاب الذي أغمي عليه داخل مركز الدرك لا زال بالمستشفى وقد استعاد وعيه وأنه أكد تعرضه للضرب، فيما أكدت المصادر الطبية أن وضعه مستقر ولا يدعو للقلق.
المصدر ملفات تادلة