سيدي :
ذهلنا و أذهلتنا حتى كدنا نسقط على قفانا مغشيا علينا من هول ما سمعنا منك سيدي و أنت تجود علينا بما جادت به قريحة من سجع إنشاءك لتحدثنا عن الخيانة و تتوعد الخائنين و الخائنين حسب ما فهمنا هم " للي كلاو الملح و شاركو الطعام مع المخزن في دار المخزن " ، و عندما انتفخت بطونهم و ارصدتهم البنكية عادوا لعادتهم القديمة و قالوا ان " الصحراء ليست مغربية " لتنفخوا ببركات الشيكات في حساباتهم البنكية ، تماما كما تفعلون مع الدول الاشد فقرا و إملاقا ، تغدقون عليهم بالطحين و الزيت و السكر الغير المقولب فيخرج هجيجهم يصرخون " هلكنا واحيه مهمد الساديه " فيقولون ان الحل هو الحكم الذاتي للصحراء و هم يعلمون في قرارة انفسهم انهم لا يعرفون حتى فين جات الصحراء و المغرب كاع ، الخلاصة ياسيدي ان الجوع كافر و هم معذورين في انقلابهم عن آرائهم بعد انتهاء مؤونتهم ، فالصحراء عندهم هي الحصول على الدقيق و الزيت و الادوية التي يحرم منها المغاربة .
سيدي :
و الله ماكايبقا فينا الحال عندما تقولون في المحافل الدولية اننا قوة صناعية و اقتصادية و رقم صعب في معادلة السياسة الدولية و نعزو ذلك الى جهل تلك الشعوب بحالنا و قد تصدق الكليشيهات التمويهية لكي لا تدرك أننا في أسفل سافلين ، و لكن و الحق يقال نشعر بالحكرة و الاذلال عندما يستوي مصنطح ما ليحدثنا عن الخيانة ، فنحن نعرف من هم الخونة الحقيقيين و لا اعتقد انكم تجهلونهم ، أنقوم بالتذكير لعل الذكرى تنفع المصنطحين ؟ طيب ، الخائن يا سيدي هو استوفد القوى الكولونيالية بعد اتفاقية الجزيرة الخضراء لحماية كرسي مزركش من التهاوي ، و الخائن من أوفد من قبل بوشتى البغدادي لينحر إيبقوين ، و الخائن من وافق على امطار الريف بأطنان من الغازات السامة و سمى الطائرات ب " طائرات الايالة الشريفة رقم 5 " ، الخائن هو قرقب الأنخاب بفيرساي احتفالا بسقوط محمد بن عبد الكريم الخطابي و سماه ب " الفتان " ، الخائن هو صنع وهم ما يسمى بالحركة الوطنية لاطفاء شرارة المقاومة المسلحة ، و اعطى الضوء الأخضر للابسي التيشورطات ليقرؤوا اللطيف على ظهير تم افراغه من فحواه ، الخائن هو من أضاء الشموع ببوجلود لتمني الشفاء لليوطي بعد اصابته بوعكة صحية ، الخائن هو من حاول تمويهنا ان وثيقة وقع عليها بضع و ستين شلاهبيا بالبطحاء هي من أجلت المستعمر و نحن لا نزال مستعمرين لليوم فيحتفل بها عيدا وطنيا كل 11 يناير و لا يحتفل بأنوال و لهري ووو ، الخائن هو من إدعى انه قاد ثورة مع الشعب و هو من فتك بصناديد جيش التحرير و عاث فيهم تقتيلا و تعذيبا في دار بريشة و عين قادوس و عين عيشة و معتقلات اخرى ، الخائن هو امضى ايكس ليبان و وافق على ديمومة تمسك فرنسا بزمام الامور من بعيد و هو من وقع اتفاقيات سرية تضمن لها نسبة من الفوسفاط و مداخيل الصيد البحري ، و هو من فتك بريفيي في 58-59 و حاول ان لا يعود الخطابي عبر تغييب شروط الاستقلال ، و فتك بثائري 65 و خرج في 84 يقول للشعب غادي نخلي داربوكم بعد ديباجة شعبي العزيز ، الخائن هو من انتزع حس الوطنية و الانتماء لوطن من الناس فركبوا قوارب الموت يموتون خير من عيش في مذلة ، الخائن من يدك ظهور من يطالب بالعيش الكريم و العدالة الاجتماعية ، الخائن هو من يقول اننا بخير و نحن لسنا كذلك ، الخائن هو من يجعل منا فئرانا مختبرية تجرب فيها جرعات الاستحمار ، الخائن هو من جعل الكل يهتف بحرقة تسودها الحكرة المعطرة بالمرارة و يقول بصوت مبحوح " تفوو على بلاد " .
بقلم خميس بتكمنت