بقلم عائشة التاج
تفاعل الرأي العام بكثير من الحماس مع فيديو لمعلم يفترض أنه يسخر من إحدى التلميذات
لأنها لا تعرف كيف تكتب رقم 5 ,
وهذا التفاعل في حد ذاته شيء مهم ويعبر عن "حيوية "الشعب المغربي وتجاوبه مع بعض القضايا الهامة بالبلاد ,
ضمن هؤلاء جاء صوت الفنانة "أمل صقر" عبر فديو تطالب من خلاله بعزل "المعلم " بعد أن أعطت لنفسها حق تأنيبه ومحاسبته بلغة قاسية لا تتناسب و صوتها "الجميل "الذي يعتبر "عدتها "الأساسية والعزلاء في برنامجها الاجتماعي عبر إحدى الإذاعات الخاصة .
ثم انبرى فيديو جديد للمعلم المتهم "بالسخرية من تلميذته "يدافع فيه عن نفسه ويبرئها ,,,,
ويقدم "معطى جديد " ألا وهو الإعاقة الذهنية للتلميذة , وهذا ما لا يظهر في الفديو الأول .
حتى وإن كنت من "هيئة التدريس" وأكثر دراية بالأمور التربوية والنفسية والاجتماعية ممن تكلموا غيرة على الطفلة ونظرائها لن أسمح لنفسي بمحاكمة معلم على فعل لا أملك كامل المعطيات حوله ولا سياق ظهوره وحيثياته البيداغوجية ,لأنني لا أتبنى بتاتا مقاربة "الوعاظ " والمتطفلين على أمور لا يملكون مفاتيحها جملة أو تفصيلا ,,,,,
لكن سأسمح لنفسي بمساءلة "الفنانة " أمل صقر التي اكتشفتها مؤخرا فقط ,,,,,
ماعلاقة "فنانة "بمجال التدريس كي تدلو بدلوها فيه بلغة سلطوية قاسية لا تعاتب فقط بل تحاكم وتطلب القصاص بل وجدت نوعية القصاص ألا وهو "العزل من المهنة
" هل درست القضاء ونصبت نفسك سلطة قضائية كي تطالبي بعزل هذا المعلم في غياب سماع صوته بل في غياب اكتمال المعطيات نفسها ؟؟؟
الآن وبعد أن عرفنا أن التلميذة "معاقة ذهنيا" لنتساءل جميعنا : هل مكان هذه الطفلة في مدرسة كهذه ؟؟؟؟ هل المعلم مطالب بتقديم تعليم عام بالإضافة لتعليم "جد مختص "لذوي الاحتياجات الخاصة في شروط لا تمنح هذا الأداء المهني الخاص جدا جدا ؟؟؟
- وهنا أطالبك "كوسيطة تعطي لنفسها جرأة إيصال الرسائل العمومية لأصحاب القرار ,
- هلا أكملت "جراتك " و "خيرك " و ساءلت الدولة المغربية التي صادقت على المواثيق الدولية لضمان حقوق الإنسان بكل أنواعها ،بل نظمت مؤخرا منتدى دوليا لحقوق الإنسان : أين حق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في
تعليم يتوافق و إمكانياتهم الذهنية ؟؟؟؟
هل توفر الدولة المغربية هذه البنيات حفاظا على الحقوق الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة وتنفيسا على ذويهم من ثقل يتحملونه لوحدهم في صحراء انعدام الخدمات العمومية .؟؟؟
هلا استعملت نفس الأسلوب الصارم مع وزراء التعليم المتعاقبين ونظرائهم من وزراء المجالات المعنية لأنهم لم يقدموا شيئا في هذا المجال وتركوا العائلات المعنية تتدبر شؤون ابنائها بنفسها وكذا المعلمين وهيئة التدريس التي غالبا ما تجد نفسها أمام تحديات لا تملك إمكانيات و لامهارات مواجهتها مما يسمح ببروز مخالفات مثل التي ظهرت عبر الفديو ,,,وغيرها كثير ,

عزيزتي أمل صقر : أتابع احيانا برنامجك الاجتماعي ،وأقول لك انطلاقا من خلفيتي الأكاديمية في المجال الاجتماعي بتنوعاته النظرية والتطبيقية بأن ما تقومين به لا يمت بتاتا لمهنة "المساعدة الاجتماعية " لأنك لا تمتلكين التكوين المناسب لذلك ,
وبالتالي فأنت لا تحللين المشكل المعروض ،بل غالبا ما تجيبين انطلاقا من مزاجك الخاص جدا معتمدة أنت والإذاعة التي تشغلك على "صوت جميل بدون منازع "
يستقطب ما يمكن من "المتابعين " لبيع برنامج يعتمد على الريع التجاري على حساب ما هو اجتماعي و على حساب كرامة "المتصل بكم .
وبالتالي فمالذي يستفيده "زبونكم " غير البوح الذي يكون مقابله فضحا لحميمية صاحبه ليس إلا ؟؟؟
عزيزتي "أمل صقر " الوساطة الاجتماعية والنفسية تحتاج عدة أكاديمية ومهارات يتم اكتسابها على ضوء نظريات وتقنيات وخبرة ميدانية تخضع لأخلاقيات مهنة قائمة الذات ,,,,و تقنيات في التواصل تتبنى العتاد النفسي والاجتماعي
,هل تملكين ذلك ؟؟؟؟
أنتم تتاجرون في آلام شعب مقهور ، جعلته الآفات الاجتماعية المتفشية وانعدام بنيات الوساطة المتخصصة يلجأ إلى الإذاعات والتلفزات لإيصال همومه ليس إلا ,,,,,,,
أنتم تبيعون الوهم لأنكم تقدمون حبة أسبيرين لمن يعاني من السرطان أو ما شابهه
فقليلا من الحياء,,,,,,,,
ولا يسمح لكم غروركم الذي اكتسبتموه من سلطة " إعلام " لا يحترم " حدود اختصاصاته ,,,,,,بالتطفل على مجالات لها متخصصوها ,
للتربية والتعليم خبراؤها الذين أفنوا عمرهم في المجال,
لمهن الوساطة الاجتماعية والنفسية خبراؤها ,,,,,
للقضاء خبراؤه ولا تنصبي نفسك قاضية قاسية ضد "معلم "أعزل لا تعرفين ولا نعرف جميعنا شروط اشتغاله المهني وشروط ظهور الفديو ,,,,,,

لا تنسي بأن أمثال هذا المعلم من علمك الأبجدية و ارسى فيك الأرضية الأساسية
للمهارات التي تستعملينها الآن في شغلك ,
كفى استخفافا بمهنة التعليم التي تستعمل اجتماعيا للسخرية انتقاما من أصحابها الذين كانوا يمثلون ذلك الضمير الجمعي العام ,
كل من يستخف بالأستاذ والمعلم هو يقوم بوعي أو بدونه بوظيفة سياسية سعت لتبخيس فئة
كانت في صف مواجهة الحكومات اللاشعبية سياسيا ونقابيا فأنتج مناوئوها نكاتا انتقامية
ليس إلا ,,,,,,
وأنتظر فديوك القادم للدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة و بنفس الصرامة لعل صوتك الناعم ينفذ لآذان ذوي القرار الصماء ,
مودتي