أمس فارقنا شاب في مقتبل العمر ينتمي إلى قرية قيل أنها مشمولة بجبر الضرر ،التلميذ توفي في حصة رياضية بالمؤسسة ، بعدما لم يتلق الإسعافات الأولية وغياب سيارة الإسعاف التي كان من الممكن أن تنقذ حياته . الوفاة أشعلت الاحتجاجات منددة بالإهمال الذي كان وراء موت التلميذ وكذا الإقصاء والتهميش الذي تعرفه المنطقة.

موت التلميذ جواد ليس إلا الشجرة التي تخفي الغابة مما يضعنا أمام أسئلة كبيرة من قبيل من المسؤول؟ هل سيتم فتح تحقيق في الموضوع ؟ من المسؤول عن التهميش الذي تعرفه منطقة تيداس والمناطق الأخرى وواقع الصحة بها وعن تهميش الدولة لهذه المناطق عن قصد ؟أين دور المنتخبين والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والبرلمانيين ؟من المسؤول عن استنزاف ثروات المنطقة؟ ألا تعد ثروات منطقة والماس كفيلة بان تصبح هذه المناطق على شاكلة سوسيرا بجماليتها وسحر الطبيعة ؟ .

التهميش والإقصاء وغياب إرادة حقيقية للدولة في تنمية المنطقة بل بالعكس ساهمت الدولة في تفقيرها ودفعت سكانها بالهجرة إلى دول العالم وداخل المغرب باحثين عن الشغل .

نعود إلى الموت الفاجعة للتلميذ جواد لكي لا يتكرر السيناريو . أولا يجب أن يفتح تحقيق في الأمر وتحديد المسؤوليات ، ثانيا يجب على الدولة إعادة النظر في التعامل مع إقليم الخميسات ، فواقع هذا الإقليم المنكوب أصبح ينذر بالكارثة ، لم يعد من أمل عند الساكنة سوى الانتحار أو الهجرة إلى الخارج أو الى مناطق داخل المغرب . إقليم الخميسات الذي لا يبعد عن العاصمة الرباط سوى ساعة من الزمن عوض أن يكون القرب نقطة قوة أصبح نقطة ضعف ولعنة فكل المصالح متمركزة بالعاصمة والإقليم أصبح تابع لها .

وأخيرا نتمنى أن لا تكون الطبقية حتى في التعامل مع الموتى ، فالتلميذ جواد ليس وزيرا ولا برلمانيا لكي تقوم الدنيا ولا تقعد، ويفتح تحقيق على الفور ويحضر كل السياسيين والشخصيات الوازنة لتأبينه فهو ابن الشعب فقط في قرية منسية في منطقة منسية .

عبدالله أمحزون