وأنا اتابع تصريحات وتسريبات " مليكة مزان " أردت ان أقارن ولو بشكل تعسفي بينها وبين السيدة " منوّر" عشيقة الشاعر الكبير " ناظم حكمت ".
تقول " مليكة " حول صراعها مع خليلها بأنه ليس صراعا شخصيا بل هو صراع من أجل البقاء والكرامة بين معسكري الذكور والإناث بالمغرب...
ولو ان ما تصرح به وتمارسه على أرض الواقع يثبت خصوصية الصراع بين فردين ليس إلا .وعلى سبيل المقارنة ، لم نعثر على ما يفيد بأن "منوّر" كانت تدعي لنفسها بأنها رائدة الشعر التركي أو عرضت في يوم جسدها مثلا على الهنود الحمر أو أية شعوب أصلية أخرى .عكس "مليكة مزان" التي تقول عن نفسها أنها رائدة للشعر الامازيغي . و عرضت لحمها على رصيف الخدمات الجنسية للجيش الكردي.
ولا أعرف بأية مقاربة تؤسس " مليكة " للصراع بين الجنسين بالمغرب . أكلما تسلل كردي من فراش العبور نحو خنادق جبال كردستان أو فنادق سويسرا تاركا وراءه ؛ مليكة ومشموم الورد وبقايا صور ورسائل وفيديوهات..يشتد الصرع بين معسكر الذكورة والأنوثة بالمغرب ؟؟؟ ويسود السلم بين الجنسين كلما ارتفعت درجة الحرارة بفراش " مليكة " ؟؟ .
لما غادر " ناظم حكمت " السجن و'' هرب '' الى الاتحاد السوفياتي . تاركا من ورائه زوجته وعشيقته " منوّر " . رغم وجع الفراق وحرقة الخصام ...لم تعتبر الاخيرة كل الرسائل والمخطوطات ،التي تحوزها والتي تفنن الشاعر في ابداعها وبنائها ، فضيحة من " الفضائح العاطفية ". بل اعتزت بكل ذلك التراث واعتبرته تركة إرث حب جميل. وقدرت قيمته الأدبية العالمية. وقدرت فيه ايضا البعد الانساني في علاقة الرجل بالمرأة والاكتمال بين الجنسين . ولم تدخلها في خانة الخربشات التي يرعاها “الإله ياكوش”.
ولما غادرت هي بدورها مع ابنها محمد الى بولونيا عام 1961 حملت رسالة الى ناظم تقول فيها : ....... "" ما جئت ، يا طيري العزيز، حاملة القفص! غناؤك اثمن من سعادتي .إنسانة أنا وقارئة قبل أن أكون زوجة أو أما ، وأنت إنسان وشاعر قبل أن تكون زوجا و أبا .. أحبك كزوج ، وأحبك ، بقدر أعظم ، كشاعر ..لنكن صديقين ...ولتكن ، أنت مع صديقتك كما معي ، بل معها لا معي ، فهي حلمك الذي لا زال حلما ، وإلهامك الذي يعطي قصيدا ، ولتعش ، يا ناظمي ، يا ذا العينين الزرقاوين ، سعادتك في جديدك ، خارج قفص الزوجية ،وخارج بحيرة البتوتية ، الراكدة ، المحدودة الافاق ."" ***. هكذا قبلت " منور " بكل روح رياضية التضحية بعشيقها و ابتلعت جراحها ...... "" وأخذتها لحسابها وحدها ، فكانت كبيــــــــــــرة في الحياة ، كما كانت كبيرة في الشعر .كانت ، في الفراق واللقاء ، المحرض الداخلي لعاطفة الرجل حيال الانثى ، وحيال الفن .""" ***
وبالمقابل ظهرت "مليكة مزان " من خلال خرجاتها و ويكيليكساتها التي تنشر صغيـــرة جدا. لم تضف أي قيمة لقضية المرأة بالمغرب . ولا لصراع " معسكري الذكور والاناث " . وفقط هي ردات فعل لانسانة مجروحة نقدرها و نواسيها إن قبلت المواساة .وإخفاق علاقة حبها بعصيد، شأنه شأن اخفاقات كثيرة قد تقع بشكل بديهي بين حبيبين مثقفين أو جاهلين .
وأجد في ركام ما تطرحه مجرد نحيب على فقدان الحبيب ، ومع كامل الاحترام ، لا يخرج عما سبق أن طرحته من قبلها في شكل أهازيج وأغاني " نجاة عتابو" و شيخات وشيوخ اخرين .
" والله يماها يماه ما نسمح لو
حالفة نڭاد ليه الشغل ونصاوب لو
ذاك الشي ما يصلح لو...
واخا جوني مار قلبي اللي بغاه العمر
أنا ما سخيت بفراقو هو اللي سخا بي
حلفا حتى نبالي به
.
ــ عبدالمالك حوزي ـ
المرجع : ...*** : ناظم حكمت /المرأة. السجن .الحرية .. لحنّا مينه