بقلم عبد الرحيم العلام
وارد جدا أن يصوت المغاربة على قرار مقاطعة الدول التالية بأغلبية ساحقة:

ضد فرنسا، لأنها تُعادي الرموز الدينية الاسلامية؛

ضد أمريكا، لأنها تدعم “إسرائيل” وتقتل العراقيين والأفغان، وتسمح لِقصّ بحرق القرآن؛

ضد اسبانيا، لأنها تحتل جزءا من المغرب، وتدعم البوليزاريو؛

ضد مصر، لأنها تعادي الوحدة الترابية، وتهين شخص الملك؛

ضد الجزائر، لأنها مصدر الشرور التي يعرفها المغرب، ولانها “تحسدنا”؛

ضد هولاندا، لأني فيها نائبا برلمانيا يعادي الاسلام والمسلمين؛

ضد ألمانيا، لأن اليمين النازي يحرق بيوت الله، ويريد طرد المسلمين؛

ضد الدانمارك، لأنها لم تعاقب مخرج الفيلم المسيء للرسول؛

ضد إيران، لأنها شيعية وتنشر المذهب الشيعي؛

ضد العراق، لأن ميليشيات المالكي تقتل “أهل السنة” وتنكل بهم؛

ضد روسيا، لانها شيوعية نشرت الالحاد وقتلت المسلمين، وهي اليوم تدعم بشار الأسد العلوي، وإيران الشيعية؛

ضد تركيا، لأنها تنشر المسلسات الاباحية، ولديها سفارة اسرائيل، ولا تناصر الدين الاسلامي، وشاركت في مسيرة باريس من بدايتها إلى نهايتها؛

ضد الصين، لأنها تنشر “الماوية”، وتحارب مسلمي الصين وتضيق عليهم؛

ضد الهند، لأن الهندوس يقتلون المسملين، ويحرقون مساجدهم؛


نعم يمكن أن تصوت الأغلبية لصالح مقاطعة هذه الدول، وسحب السفراء منها، لأن المصوتين قيل لهم أن ذلك “نصر للدين الاسلامي”….ولا تهمهم تبعات ذلك الاقتصادية والسياسية..

لكن هؤلاء الذين صوتوا لصالح المقاطعة، هم أنفسهم سينزلون إلى الشوارع في اليوم المولي، احتجاجا على غلاء الأسعار، وعلى انعدام الاموال، وعلى الجوع ، وعلى غياب الأمن نتيجة كثرة اعمال النهب…وعلى “ضَيَاع الصحراء” لأن مجموعة من الدول ستصوت لصالح “اسقلالها”.

إذا أصبحت السياسة الخارجية مجالا “للدعوة الدينية” ومحاربة كل من “يحارب الله ورسوله”، فإن النتيجة هي أن المغرب سيتقوقع على نفسه، وتعمه الأمراض، ويسيطر عليه وهم “القوة”… ولن يستفيق من هذا الوهم إلا على أصوات الجياع في الداخل، والحروب من الخارج، كما حدث أواخر القرن 19 عندما ظل المغاربة يتوهمون القوة و”الأسودية”، حتى إذا دخل “العدو” ظهر ان هناك أسدا من ورق، وأن المجتمع الموحد خلف الراية الدينية سرعان ما تمزق بين مُوالٍ للمستعمر، ومن دخل في صراعات قبائلية، وكان أول من التجأ إلى المستعمر هو الحاكم الذي كان يجاهر بمقاطقة الخارج.