تغطية: رشيد أنامر
نظم شباب تامسنا الأمازيغي احتفالا كبيرا في الشارع العام أمام قبة البرلمان، تخليدا للسنة الأمازيغية الجديدة 2965، هذا الإحتفال تخللته وقفة رمزية تضامنية مع منكوبي فيضانات الجنوب الشرقي والجنوب، حيت تميز هذه السنة بمبادرة جمع تبرّعات لفائدة المتضرّرين من الفيضانات الأخيرة.
وقالَ الناشط الأمازيغي وعضو شباب تامسنا عادل أداسكو، في كلمته الافتتاحية للوقفة الرمزيّة المنظمة أمام البرلمان : "إنّ الفيضانات التي ضربتْ عددا من مناطق الجنوب أدّتْ إلى تشريد الكثير من العائلات، دونَ أن تقوم السلطات الوصيّة بواجبها تُجاه المنكوبين حتّى الآن" معتبرا "إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو احتفال بعيد الهوية والإرتباط بالأرض الذي يحتفي به كل أمازيغ شمال إفريقيا في هذه الفترة من كل سنة"، حيت اكد أداسكو "أن الهذف من تخليد السنة الأمازيغية هو ربط الحاضر بالماضي وترسيخ الوعي بالجدور التاريخية للأمازيغ على أرض تمازغا، وتأطير الأجيال الصاعدة في إطار وعي أمازيغي عصري ديمقراطي يتصف بالنسبية والعقلانية".
ناشط تامسنا أداسكو اعتبر أن "احتفال هذه السنة جاء متزامنا مع حدتين مؤلمين وصادمين ... (الحدت الأول) هو فيضانات الجنوب التي أدت الى تشريد الكثير من العائلات، والحدت الثاني تعرض المعتقل السياسي الأمازيغي مصطفى أوسايا لمختلف أصناف التعذيب وهو مصفد اليدين أثناء نقله لاجتياز امتحاناته الجامعية من سجن "تولال 1" الذي كان معتقلا فيه إلى سجن "تولال 2" على يد الجلاد مدير السجن"، كما أشار أداسكو في كلمته إلى تعرض المعتقل لمختلف وسائل التعذيب، بالإضافة للعنف المعنوي النفسي، ولكل أنواع السب والشتم والتنكيل، ووصفه بأقدح النعوت الحاطة بكرامة الإنسان وحقوقه التي تكفلها له جميع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ... ". أداسكو اعتبر هذا التعذيب الجسدي والنفسي مقصودا حيت نفذ في الوقت الذي كان يستعد فيه أوسايا لاجتياز امتحاناته الجامعية، حيث أريد من هذا الفعل الشنيع الذي أقدم عليه الجلاد مدير "سجن تولال 2" تحطيم نفسية المعتقل السياسي وتدمير إرادته ومعنوياته الذاتية وتبخيس كرامته الشخصية" يقول أداسكو.
وفي ختام كلمته الافتتاحية حمل أداسكو الدولة المسؤولية في شخص إدارة سجونها قائلا "إننا نستنكر ما أقدم عليه مدير سجن تولال في حق المعتقل السياسي مصطفى أوسايا، نتيجة لمبادئه ومواقفه المبنية على الإيمان بعدالة القضية ومشروعية حقوقها، لرفضة لسياسة الدولة العروبية الإسلاموية الرامية الى الإجهاز على حقوق الشعب الأمازيغي في أرضه الأمازيغيه، والمؤمنة بالنضال والصمود حتى انتزاع تلك الحقوق كاملة غير منقوصة"، كما اعتبر أداسكو في كلمته "الأمازيغية هوية وتقافة تتعارض سواء مع سلوك السلطات التي لم تقوم بإغاتة منكوبي الفيضانات باعتبارها تقافة (تويزي) أي التعاون، كما تتعارض الأمازيغية مع الأساليب التي اقترفتها الدولة المغربية في طريقة تعاملها مع المعتقلين السياسيين بما فيهم معتقلي الرأي وحرية التعبير والتظاهر السلمي".
أداسكو أدان هذه الأساليب التي تنبذها كل القوانين والأعراف والقيم الانسانية والمواثيق الدولية لحقوق الانسان، حيت اعتبر الأمازيغية تقافة ومساوات وحرية.
من جهته اعتبر الناشط مصطفى أوحساين من شباب تامسنا الأمازيغي في تصريح له "اعتبر" أن هذا الإحتفال الذي دأب شباب تامسنا على تنظيمه للمرة التالثة على التوالي وبالشارع العام، عوض اللجوء إلى الفضاءات المغلقة وفي نفس المكان الذي تعودنا فيه الإحتفال برأس السنة الأمازيغية، أن الغاية منه هو التعريف بالمناسبة على أوسع نطاق والسماح للجميع بتخليد السنة الأمازيغية بعيدا عن الأماكن المغلقة، التي يكون الحضور فيها مقتصرا على المدعوين. كما تتميز هذه السنه بدعوة كل المشاركين في هذا التجمع الى التضامن ماديا ومعنويا مع ضحايا الفيضانات، رغم تعرضنا لمضايقات بعض المخبرين الذين راقبوا الاحتفال منذ بدايته الى نهايته يؤكد المناضل أوحساين.
مناضلات ومناضلي شباب تامسنا الأمازيغي رددوا بالساحة المقابلة مع البرلمان شعارات نضالية ضد انتهاكات الدولة المخزنية، وشعارات مطالبة بإقرار "أيض يناير" "أسكاس أماينو" الذي يصادف الـ13 يناير من كل سنة عيدا وطنيا ويوم عطلة مؤدى عنه، و مجموعة أغاني تراثية أمازيغية، كما عملوا على إشعال الشموع وتقديم أكْلات تقليدية أمازيغية على المارة والحاضرين، مكرسين بذلك ذات التقليد السنوي، فيمَا خفّ الطابَعُ الاحتفالي مقارنة مع السنتين الماضيتن، وذلك تضامنا مع متضرّري فيضانات الجنوب، واستُهلّت الوقفة بالوقوف دقيقة صمْت ترحّما على أرواح ضحايا الفيضانات.