بقلم ابراهيم منصور
دعت " الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب " إلى وقفة إحتجاجية يوم السبت 18 أبريل أمام البرلمان لرفض التدخل العسكري المغربي وأيضا لمساندة الشعب اليمني ضد الغزو السعودي لأراضيه في عملية عسكرية ذات الاسم الحركي " عاصفة الحزم " ، هذه العملية لقيت رفضا شعبيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رغم ما سخرته مملكة آل سعود من إمكانيات لوجستية وإعلامية ومالية ضخمة ، هذا بالإضافة إلى التحالف مع الحكام المستبدين في البلدان العربية بينهم النظام المغربي خادم آل سعود المخلص ، الذي لم يتردد في خوض الحرب على اليمن هذا البلد الذي لا يعاديه ولا يشترك معه الحدود لا برا ولا بحرا ولا جوا ، بلد يقع على أطراف قارة أسيا . تدخل المغرب عسكريا في اليمن لم يكن بقرار شعبي ديمقراطي أي باستفتاء الشعب المغربي حول خوض هذه الحرب من عدمه ، بل لا توجد هناك أية أسباب اقتصادية أو سياسية تدفع المغرب لهذه المغامرة والعدوان على بلد يقبع في أدنى مستويات مؤشرات التنمية عالميا ، فاليمن أفقر البلدان العربية بعد موريتانيا .
تدخل قوات النظام القمعية على مجموعة من المناضلين اليوم أمام البرلمان هو محاولة لضرب أي نواة جنينية رافضة لسلوك المغرب المخزي تجاه إخواننا في اليمن ، فالحرب لا تحظى بأية مساندة شعبية رغم التغطية الإعلامية التي سخرت لهذا الغرض ، بل بالعكس لقيت استهجانا وسخرية في الشوارع والمقاهي وجدران مواقع التواصل الاجتماعي إذ يردد الجميع أن " العرب اتحدوا فيما بينهم على اليمن " .
تعلم الديكتاتوريات العربية وعلى رأسها النظام المغربي أن أبواب الرفض الشعبي الميداني للتدخل المغربي والسعودي تحت راية أمريكا في اليمن لازالت مترعة مادامت الحرب قائمة ، فالجماهير الغاضبة من هذا العدوان قد تنفلت من عقالها في أية لحظة لتنسف تحالف الرجعيات العربية من المحيط إلى الخليج ،بل لن تتوقف الجماهير الغاضبة عند حدود وقف التدخل العسكري إذ ستتعداه إلى إسقاط الأنظمة العفنة والمجرمة في حق شعوبها ، وتجربة تساقط الحكام في كل من تونس ومصر وليبيا لازالت ماثلة أمام الأنظار .
النظام السعودي يخوض حرب اقتصادية وسياسية تحت مظلة طائفية قذرة باسم الدين سنة ضد شيعة ، لحماية خاصرته التي يحدها جنوبا اليمن الذي يعرف غليانا شعبيا بعد فشل المبادرات السعودية في احتواء المد الثوري هناك ، لم يكن إعلان الحرب على الشعب اليمني غير خوف ورعب من ثوار هذا البلد الفقير الذي مزقته عقود من التطاحنات العشائرية والقبيلة برعاية خليجية ، فالسعودية تحمي مصالح الأمراء الخليجيين بذبحها الشعب اليمني في عقر داره ، فنحن كأبناء الشعب المغربي وكادحيه نرفض أن نساهم في ذبح إخواننا اليمنيين أو أن ندعم الدولة المغربية في ذلك كما نرفض إرسال الجنود الفقراء إلى ساحات المعارك ليقتلوا هناك دفاعا عن مصالح أعدائهم الحقيقيين ، بل سنعمل على فضح هذا الإجرام والتشهير به وما الوقفة اليوم أمام البرلمان غير خطوة أولى في هذا المسار النضالي .
يجب على الأنظمة المستبدة أن تعي أننا نرفض التدخل العسكري المغربي والسعودي على إخواننا في اليمن وأن هذه الحرب ليست باسمنا بل باسم مصالح الطبقة الحاكمة في السعودية وأمراء الخليج وخدامهم الأوفياء في المنطقة المغاربية والشرق أوسطية .