محمد أيت بابا / بوجدور

بوجدور تتوفرعلى مؤهلات اقتصادية مهمة تؤهله إلى جذب الاستثمارات بما تتوفر عليه من شريط ساحلي و ميناء مجهز مع أرض زراعية خصبة بضواحي المدينة و يد عاملة متوفرة و مؤهلة من خريجي مراكز التكوين و الجامعات على الرغم من ضعف المنشآت الخدماتية و هشاشة البنيات التحتية.

و في حضور جميع هذه المؤهلات فإن الإقليم يعرف شحا في المشاريع الاستثمارية و التنموية و بالتالي تفاقم ظاهرة البطالة مما ينتج عنه صعوبة في تحقيق دخل معقول و قار و بالتالي تحسين الظروف المعيشية للمواطن. حيث يفتقر الإقليم الى المشاريع الاستثمارية و التنموية الخاصة نظر لتعقيد المساطر لا لشئ إلا لدرأ الاستثمارات الأجنبية وإبعاد حامليها عن الإقليم لأسباب بات الكل يعرف خفاياها ثم عزوف استثمار أثرياء المنطقة و أعيانها لتنمية المدينة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لامتصاص نسبة البطالة التي ارتفعت الى مستويات عالية جدا.رغم كل التسهيلات و الشروط التي قدمت لهم من طرف الدولة لتشجيعهم على الاستثمار في هذه المنطقة.

فمنذ مدة لم يتغير أي شيء على المستوى الإقتصادي بإقليم بوجدور، فالدولة تستثمر من خلال رصدها لميزانيات مهمة و ضخمة لإنجاز و تقوية المنشآت و البنايات التحتية و المرافق العمومية الضرورية لجعله قطبا اقتصاديا في الصحراء لكنها لا تقوم بمواكبتها و مراقبتها حيث تعرف خللا كبيرا من طرف المسؤولين المحليين و الإقليمييين و ذلك من خلال الطرق و الأساليب الاحتيالية التي تستعمل في تمرير و عقد الصفقات و المشاريع.

حيث أعلن منتدى الاستثمار المنظم يوم السبت 28 مارس الماضي بمدينة العيون برئاسة وزير الداخلية و الذي حضره ولاة و عمال و أعيان و منتخبو الأقاليم الجنوبية عن استثمارات قيمتها 6 ملايير درهم من طرف 40 مجموعة استثمارية مغربية و واحدة خليجية همت قطاع العقار و السياحة و الطاقة و المعادن و الصناعات الغذائية ثم قطاع الخدمات بالإضافة إلى مشاريع في قطاع الزراعة و الصيد البحري و الصحة و التعليم و النقل، استحوذت مدينة العيون على حصة الأسد من هذه المشاريع ب 37 مشروع تلتها مدينة الداخلة ب 15 مشروع فيما تم توزيع الباقي من المشاريع على كلميم و طرفاية و السمارة و طانطان. في حين تم إقصاء مدينة بوجدور من الإستفادة من هذه المشاريع. فلماذا هذا الاقصاء المبيت؟ و من يقف وراءه؟ و ما الغرض من هذه النوايا الخبيثة؟ و لمذا العيون دوما و أبدا تحتكر كل الامتيازات و الاستحقاقات و لا تترك لجارتها بوجدور إلا الفتات الذي لا يغني و لا يسمن من جوع.

مثل إقليم بوجدور في هذا المنتدى عامل الإقليم الذي كلف نفسه عناء السفر إلى مدينة العيون من خلال عودته من هذا المنتدى بخفي حنين، كما سجل غياب منتخبو و أعيان الإقليم عن هذا المنتدى الذين ما فتئوا يعارضون و سيظلون يعارضون أية مبادرة استثمارية لا تصب في حساباتهم الانتخابية الضيقة.