ينايري/ بوجدور
تشهد المدن الجنوبية للمغرب موجات حرارة مرتفعة تدوم طيلة فترة الصيف، غالبية سكان هذه المناطق من الفئات الاجتماعية المحدودة الدخل، متقاعدون أو موظفون صغار أو عمال.
في فترة الصيف تزداد معاناة هذا القسم من الشعب المنسي في الجنوب، فلا إمكانات مادية لهم تساعد على توفير فرص الاستجمام خارج هذه المدن، اللهم ما تجود به خيرات الوطن الطبيعية، من ساحل بحري ممتد على طول الأطلسي، يهاجرون إليه صيفا لاتقاء حر الصيف ولهيب الشمس الحارق.
معاناة الحرارة تضاف إليها معاناة لا تقل مرارة وخطورة، في بعض المدن الجنوبية مثل بوجدور، المدينة البحرية الهادئة، التي تعرف شحا قاتلا في مياه الشرب كلما ارتفعت درجات الحرارة.
على مر أربعة أيام الأخيرة عاشت بوجدور كابوس حقيقي بانعدام الماء ، حيث يقوم المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، بتزويد الساكنة لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، وفي الغالب تكون أخر الليل مما يحتم على أحد أفراد الأسرة أن يبقى ساهرا للحراسة والتكفل بملء البراميل، وهناك أحياء سكنية مثل حي التنمية وحي القطب الحضري لا توجد بها شبكة الربط بالماء الشروب، وتتوفر بوجدور على محطة واحدة لتصفية مياه البحر، حيث لا توجد آبار ولا أنهار ولا أشكال أخرى لسقي.
فقراء بوجدور مضطرون لشرب مياه تصفية البحر، رغم أضرارها الصحية، 80 % منهم يستعملونها كمياه أساسية للشرب، فالوضع الاجتماعي يفرض نفسه في هذا الشأن، رغم ما تزخر به المنطقة من ثروات سمكية هائلة جدا، تهربها الاوليغارشية الجشعة خارج المدينة . يخزن المواطنون المياه في صهاريج على السطح" الشاطو "، لتغطية استهلاك اليوم، وفي أحيان كثيرة لا تكفي المياه المخزنة للاستعمال مابين الشرب والعمل المنزلي، وهو وضع يدفع المواطنين إلى شراء مياه إضافية من أصحاب الصهاريج المتنقلة بين الأحياء ، مما يعني إضافة فاتورة أخرى تثقل كاهل الفقراء، تدفعها الساكنة ثمنا للمياه، بعد أن تؤدي السومة الشهرية للمكتب الوطني للماء، وفي المقابل يتم تسخير صهاريج كل من البلدية والعمالة لتزويد بعض المسئولين بالماء مجانا وبدون أي معاناة.
مدينة بوجدور غنية بثرواتها السمكية المهمة، لكنها تستغل من طرف الحكام و والأغنياء لتسمين أرصدتهم البنكية خارج أرض الوطن، ليترك السكان في مواجهة الفقر والبطالة والعطش .فعن اي تنمية يتحدثون عنها بالجنوب