أقدمت شركة OUM RABII VIVA TRAVAUX DIVERS ET IMPEX المستغلة لمقلع الرمال “شهيد” التابع لجماعة واركي بقلعة السراغنة ، على طرد أربعة عمال من بين أزيد من 20 عاملا، تتراوح مدة اشتغالهم من سنة إلى 6 سنوات. جرى ذلك عندما رفض هؤلاء العمال الاشتغال الخامسة صباحا حتى الرابعة مساء خلال شهر رمضان، وأنهم لن يشتغلوا سوى حتى الساعة الثالثة بفعل الحرارة والصيام، فخيرهم رب العمل بين الامتثال أو الطرد، ولم يتردد في تعنيفهم سبا وشتما وحتى ماديا.
نفذ الباطرونا تهديده واستقدم عمالا جددا، ويعتزم المطرودون دخول اعتصام مفتوح دفاعا عن حقوقهم بعد أن ابلغوا مفتش الشغل الذي لم يلبي الباطرون دعوته للتفاوض مع العمال، وبعد أن وضعوا شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في قلعة السراغنة وحددت أول جلسة يوم 28 يوليوز 2015. إلى ذلك، بعث رب العمل رسائل للعمال رفضوا استلامها وتوقيعها.
جدير بالذكر أن الشركة تستغل العمال بشكل مفرط من خلال ساعات عمل تزيد عن 12 ساعة يوميا من الخامسة صباحا حتى الخامسة مساء، بأجور زهيدة 2000 درهم شهريا يتم الاقتطاع منها، في حين أن عقد العمل الذي يحتفظ به الباطرون ويرفض تسليم العمال نسخة منه مسجل به أجر بمقدار 3000 درهما و8 ساعات عمل يوميا. ويشتغل العمال في ظروف قاسية وغير آمنة وهم مهددون بشكل كبير لمخاطر جمة قد تودي بحياتهم بخاصة مع انعدام شروط السلامة الضرورية. وفي فصل الشتاء مثلا يعملون دون التوفر على لباس خاص بالعمل الذي يقومون به. فضلا عن ذلك لا يتم تعويضهم عن الساعات الإضافية وأيام العطل والأعياد، لا يتم التصريح لهم بأيام العمل كاملة لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حيت يتم التصريح فقط ب 18 يوم بدل 26 يوم عمل.
يناضل عمال الشركة المطرودون من أجل الرجوع إلى العمل، وصرف أجرة شهر يونيو 2015، والتعويض عن أيام العطل والساعات الإضافية، والتصريح بأيام العمل الفعلية، والتعويض عن التسريح وعن الضرر…
من جانب آخر، تستنزف الشركات المستغلة للمقالع بالمنطقة الثروة الطبيعية(أطنان من الأحجار والرمال وغيرها) وتدمر البيئة(إتلاف آلاف أشجار الزيتون وإلحاق الضرر بالمحصول الزراعي وبالمياه الجوفية المستنزفة وأمراض…)، وهي تستغل مساحة ممتدة من عدة كيلومترات بوادي تساوت، وهي مع ذلك لا تساهم سوى بشكل هزيل في موارد الجماعة المرخصة لها. حوالي 400 شاحنة على الأقل تغادر يوميا المقلع وهي محملة بمختلف المواد المستخرجة وتبلغ حمولة كل واحدة 9 أمتار مكعبة، أي ما مجموعه 3600 متر مكعب في اليوم، وتبعا للرسم الجبائي المفروض على كل متر مكعب وهو 6 دراهم يكون المبلغ الحقيقي المستحق للجماعة المستفيدة هو:21600 درهم (1/2) يوميا أي ما يفوق 7 ملايين درهم(1/2) سنويا، في حين أن المداخيل السنوية لرسوم المقالع تبقى هزيلة جدا، مما يطرح أكثر من سؤال حول سبب عدم استخلاص قيمة الرسوم الحقيقية، بل يتم رفض مناقشة مداخيل رسوم المقالع سواء في الدورات العادية أو الاستثنائية.
الواقع أن الشركات المستغلة للمقالع تجني عشرات الملايين كل يوم، أما نصيب الساكنة فهو الفقر المستشري في المنطقة والخصاص المهول في المرافق الاجتماعية، وتردي البنيات التحتية. هذا فيما البيئة تستغيث يوميا فلا تجد مغيثا.
معركة العمال المطرودين معركة كل سكان المنطقة، هي معركة من أجل شغل لائق ومن أجل أجور عادلة وشروط سلامة وصحة ملائمة، وهي معركة من أجل بيئة سليمة وانتفاع حقيقي من ثروات المنطقة من طرف السكان المستغلين والمهمشين. إنها دعوة للتضامن ونصرة معركة العمال، فانتصارهم انتصار لسكان المنطقة وسعيهم للتحكم في ثرواتها والسبل البيئية السليمة لاستغلالها.
مراسلة ب.جلال