أحمد رباص
تعلم مهنة الطبخ منذ ريعان شبابه بفنادق الدار البيضاء حيث قضى سنة كاملة بأوطيل سويس وبفندق السلام الذي ظل يشتغل فيه بنفس الصفة إلى أن سافر إلى ليبيا مباشرة بعد الزيارة الملكية التي قام بها المغفور له الحسن الثاني لنفس البلد سنة 1989. يتعلق الأمر بالسيد عبد الله الخرمودي الحامل للبطاقة الوطنية رقم A21997 من مواليد 1957 ببوزنيقة ودرس إلى حدود السنة الخامسة ابتدائي بمدرسة بوزنيقة التي لم يبق لها الآن أثر إذ حلت محلها دور سكنية محادية لشارع بئر إنزران.
غادر السيد عبد الله الخرمودي المغرب في اتجاه ليبيا يوم 24/09/1989. اشتغل في بداية مشواره المهني كمهاجر في فندق المهاري بطرابلس العاصمة. بعد ذلك انتقل إلى سيرت ليعمل طباخا مساعدا في قصر المؤتمرات ثم عاد إلى طرابلس ليقوم بنفس المهمة في فندق دبي، كما قدر له أن يشتغل بفندق قزتيك بمصراطة.
هكذا قضى السيد عبد الله 23 عاما بالديار الليبية موزعا بين أهم فنادقها وليس بحوزته من الوثائق سوى بطاقة laisser-passer التي كانت تخول له الدخول الى الفندق الذي يشتغل فيه. غير أن الأحداث التي اندلعت سنة 2011 بليبيا في إطار ما عرف بالربيع العربي حتمت عليه الرجوع إلى المغرب بلده الأصلي رغم أن لا أحد من الفنادق التي عمل بها خلال تلك المدة لم تتعرض للقصف طيلة الفترة الحرجة التي شهدتها ليبيا والتي انتهت بموت القدافي.
قبل ان يحزم السيد عبد الله حقائبه من أجل شد الرحال صوب بلده الأم، زار السفارة المغربية حيث طمانه أحد موظفيها المسؤولين ووعده بأنه حالما يصل للمغرب سوف يحصل على السكن والشغل والتغطية الصحية، إلا أنه لم يحصل على أي شيء رغم مرور أربع سنوات على رجوعه إلى بوزنيقة.
ها هو الآن يعاني من الإحباط والاكتئاب نتيجة وقوعة ضحية الوعود الكاذبة التي تلقاها من سفارة بلاده بليبيا وبسبب الإهمال واللامبالاة اللذين قوبل بهما منذ رجوعه إلى الوطن الذي كثيرا ما يقال عنه أنه في حاجة إلى كل أبنائه. حالته الاجتماعية تدعو للشفقة إذ أنه مطلق منذ سنوات وبدون سكن قار ومورد رزق. لم يجد من يأويه سوى أخته المطلقة هي الأخرى والأم لولد يدرس بالثانوية الإعدادية حيث يقيم معها في مسكن متواضع عنوانه رقم 11، الحي الجامعي.
ومع ذلك، فما زال السيد عبد الله الخرمودي يغذي الأمل في أن تلتفت له المصالح المختصة قصد التخفيف عنه من معاناته وتمتيعه بحقوقه كمواطن مغربي قضى جزءا من عمره يشتغل في فنادق ليبيا دون أن يظفر ولو بالحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. فهل من مستجيب؟