في اسبوع قاتم ديبلوماسيا من تجميد بنما اعترافها مرورا بغياب الدولة الصحراوية العضو المؤسس للاتحاد الافريقي عن القمة الافرو-عربية بالكويت، وصولا الى مدح البيت الابيض للطرح المغربي ثم تضمين الاتحاد الاوروبي لمياه الصحراء الغربية المحتلة ضمن تجديد اتفاقية الصيد مع العدو المغربي، وسط كل هذه النكسات الديبلوماسية وجدت القيادة الصحراوية ضؤ في آخر النفق يشبه تعلق الغريق بآخر حبل نجاة او "قشة " حين باركت الاخيرة ما أسمته حضور القضية في اجندة الرئيس الامريكي اثناء استقباله للملك المغربي، لكن القيادة وهي تجتمع وتصدر بيانها "المهزلة" لم تذكر كيفية حضور القضية، هل على رجليها ام وهي زاحفة تجر وفق الاعراف الديبلوماسية الى سياسة الثناء على الخطة المغربية؟، وفي نفس الوقت ادعاء ان الادارة الامريكية تقف الى جانب كريسوفر روس "كلوة وفرسن مايخلطو فشدق".
ومع ذلك هللت القيادة الصحراوية لاخفاق ديبلوماسي مغربي لم يراه غيرها، لكن لم تدرك القيادة ان أحجام ممثل الجبهة في نيويورك عن الحديث للمشاهد العربي عبر اكبر وسيلة إعلام اخبارية عربية والاكثر متابعة رسالة واضحة من اليأس والتخبط بسب ضربات الاسبوع الاسؤ ديبلوماسيا على القضية الوطنية .
لكن المثير في القضية هو تأخر رد القيادة الصحراوية على الموقف الامريكي الجديد بينما سارعت نفس القيادة الى الرد على خطاب ملك المغرب بعد ساعتين من انتهائه رغم ان الخطاب كان في الفترة المسائية اي بعد توقيت "المروح" بلغة الرابوني . ورغم ذلك ردت القيادة ببيان مباشرة بعد انتهاء الخطاب يتضح من عباراته انه تم تحضيره مسبقا لان اللغة التي تعتمد عليها الخطابات الرسمية هي لغة الخشب التي لاتحتاج الى جهد كثير.
وبعيدا عن الرواية الرسمية لموقف واشنطن من المقترح المغربي يرى المتابع ان الموقف الامريكي لم يأتي من فراغ بل جاء كنتيجة منطقية للمقترح الذي سبق لقيادة "الرابوني" وان قدمته باسم الشعب الصحراوي ودون استشارته كحل للقضية الصحراوي وهو المقترح الذي تنازلت بموجبه عن نصف ثروات الشعب الصحراوي لصالح المحتل المغربي، ولم يمتدح هذا المقترح الا النظام الصحراوي "اشهد اعليا يا طرف ملحفتي"، بينما لقي مقترح العدو المغربي اشادة في واشنطن وفي الكثير من العواصم العالمية رغم انه مقترح خيالي وغير قابل للتطبيق، واول جواب على هذا المقترح جاء من داخل المناطق الصحراوية المحتلة عندما رفع المواطنين الصحراويين شعار "لا للحكم الذاتي ..واستقلال الصحراء اتي" وهو جواب يفهم منه ان المقترح المغربي هدفه هو ربح المزيد من الوقت على حساب الطرف الصحراوي، بينما تشغل القيادة نفسها في مسرحيات مملة هدفها هو خداع المواطنين البسطاء بانجازاتها الدبلوماسية الوهمية وهي انجازات لاتوجد الا في وسائل اعلام "الرابوني".
الصدمة الثلاثية القادمة من : بنما ، واشنطن والكويت هي رسالة واضحة الى النظام الصحراوي لكي يستفيق من غيبوبته الطويلة التي دخلها عام 1991، فالمؤسسات التي باتت سيادية في الدولة الصحراوية مثل الثقافة والرئاسة ومشتقاتها تمر في عز عصرها الذهبي غير آبهة بالواقع الصعب للمواطن الصحراوي، والزعمات العائدة من عطلة "فقايع" طويلة وسلمت زمام امر التنظيم السياسي بمنحها تشريف القضية في نيكاراغو وزيارات الوزير المنتدب لامريكا ودعايات وزارة المدن المحتلة والجاليات وكل من شارك في لعبة تسويق الفشل على انه انجاز، يبدو انها لم ترى الواقع الا بعيون عليها نظارات تفاؤل ، بينما لايكاد الرئيس يمضي عليه اسبوع متواصل بالمخيمات دون ان يذهب الى جولة خارجية مع اقامة في افخم الفنادق العاملية. بينما نتيجة زيارات القيادة الصحراوية دائما هي العودة "بخفي حنين" لكن يتم اخراجها قيصريا في "البيت الاصفر" كي تقدم للبسطاء في كل زيارات على انها مكاسب حققت بفعل تفاني القيادة في الدفاع عن مصالح الشعب والذود عن القضية وفي الصباح تكذب الخيبات الديبلوماسية مساء القيادة الحالم بالوهم والتفاؤل دوما.

عن موقع المستقبل الصحراوي